عندما تتحقق الأوهام

الفصل 15

رفعت ماريا رأسها بسرعه و ابتسمت قائله "اوه.. صحيح.." ثم اخذت هاتفها قائله "حسناً.. أنت اكمل طريقك.. و أنا سأتصل بسائق جدتي.."

"هممم.. اذا الى اللقاء.." و اكمل طريقه..

صرخت ماريا "مارتين.. لا تتغيب غداً عن المدرسه.."

تمتم مارتين في نفسه "المدرسه المدرسه.. كم هي ملله.." التفت اليها و قال "اخبري بربرا بأنني قد فصلت من المدرسه.."

ابتسمت ماريا "لماذا.."

ابتسم مارتين كما تفعل و قال بتبلد "هكذا.." و اكمل طريقه..

بينما مارتين متجه الى منزله..

كانت ماريا تقف في مكانها تراقبه و هو يختفي عن انظارها.. ثم عادت هي الأخرى أدراجه الى منزل جدتها.. ذلك المنزل الذي يشبه المقبره.. فقد مات فيه أخويها.. و قد ماتت فيها والدتها بسبب مرض ما.. و جدتها.. تلك التي لا تتحدث ولا تتحرك.. كما لو انها جثه أخرى يجب دفنها..

بدأت ماريا بالسير ببطء و هي تشعر بالضيق و انزعاج..

تمتمت قائله "سحقاً.. لماذا رحلت أمي و تركتني انا و جدتي.. احاول احمايتها من عمتي"

همس أحدهم لها "اقتليها.."

سمعت صوت ضحكة أخيها في رأسها و همسه "كما فعلتي معنا.."

ابتسمت ماريا و أكملت طريقها قائله "انا لم أقتل أحداً.. عمتي تلك المجنونه هي من قامت بقتلكم.."

لا تتوقف ماريا عن ترديد قصتها المختلقه في ذهنها.. "عمتي تلك المجنونه هي من قامت بقتلكما.. و هي التي جعلت أمي تموت بدس بعض السوم في طعامها.. و ستفعل ذلك مع جدتي.. ستقوم بقتلها هي الأخرى لتأخذ جميع ثرواتها.." قصه بسيطه لا يوجد بها أي تفاصيل.. هذا ما يجعل ماريا تعيش.. اختلاق بعض القصص و القاء اللوم على أشخاص ابرياء.. ماريا !؟ لم تفعل أي خطأ..

وصلت ماريا الى المقبره.. و طرقت الباب..

المنزل من الخارج أشبه بقلعه مهجوره..

في الماضي.. كانت العائله تحتفل دائما هنا.. و بعد ارتكاب تلك الجريمه الفضيعه أصبح من الصعب الاحتفال هنا.. و بعد موت والدة ماريا اصبح من المستحيل القدوم الى هنا..

دخلت ماريا و اتجهت ببطء الى الصاله فوجدت جدتها نائمة على صوت التلفاز..

اغلقت ماريا التلفاز و كادت ان تخرج حتى قالت جدتها "مرحبا ماريا.. كيف كان يومك.." الجمله الوحيده التي تنطقها هذه العجوز..

لتأخذ ماريا ذلك الكرسي و تجلس بجوار جدتها.. و تبدأ بسرد ما حصل معها اليوم..

"اليوم عندما ذهبت الى الطبيبه الس.. التقيت بفتى اسمه مارتين.. هل تصدقين انه أخو الكس.. انهما توأممم.. لم أكن اعلم ان لألكس اخو توأم.. لكن مارتين يختلف كثيرا عنه.. يحمل شامه على وجهه و عيناه.. أنهما حزينتان.. و يحمل شعر مبعثر.. في الواقع انه أجمل كثيرا من ألكس.. الكس يتظاهر بأنه لطيف و اشبه بالملاك.. بينما مارتين لا يتظاهر ابداً.. أشبه بشيطان.." ضحكت قائله "لكنه لا يحمل قرون.. تخيلي.. انه يدرس بنفس مدرستي.." ثم عبست قائله "لكنه يقول بأنه فصل.. لم يفصل صحيح.. أعتقد أنه يعاني.. لكنه لا يتظاهر بالمعناه.. يتصرف بتبلد شديد.. الخ" لن تنتهي ماريا من حديثها فيوجد تفاصيل أخرى ستسردها..