«الفصل الخامس»

Start from the beginning
                                    

تنهدت بانزعاج فالبرد قارسٌ اليوم، أحتاج إلى شيءٍ دافء بطني يؤلمني فليلًا، غير أنني لم اتناول شيئًا سوى ملعقة من صحن رقائق الذرة الخاص بجون وقد صفع رأسي بغيظٍ لأنني فعلت ذلك.

ـــــ أكره خدمات ذلك المقهى، أظنني سأذهب لتناول الطعام في أحد الكليات المجاورة عوضًا عن تناوله هناك.

كاد أن يتحدث ولكن أمرًا ما لفت انتباهه، فابتسم واعتدل في وقفته ولوح بيده لأحدهم.
التفت بدوري لأنظر إلى الشخص الذي لوح له، فوجدت أنه جاك وبقربه صديقته المسعورة قد نزلا توًا من سيارته.
ارتعبت قليلًا حينما بدل بصره بيني وبين هاري بنظرة حادة ثم وجه  عيناه نحوي، استطعت أن الاحظ من هنا نظرة الحقد الذي رمقني بها وبعض الغضب الذي ظهر على وجهه.

ما هذا الآن هل بات ظهوري يزعجه أيضًا؟.. دحرجت عيناي بعيدًا عنه فأنا لن أتعب نفسي مجددًا بالتفكير بجنونه.

لقد تجاهل إلقاء التحية على هاري، لماذا فعل ذلك؟.. ألم يقل هاري أنه صديقه؟.

نظرت لهاري وقلت: ما بال هذا الأحمق لم يرد التحية لك؟..

رفع كلتا كتفيه وزم شفتيه وعلى وجهه الاستنكار: لا أفهم حقًا ما خطبه، منذ ذلك اليوم الذي تشاجرتِ به معه وهو يتصرف بطريقة غريبة.

أعقب وهو يكشر بانزعاج: على أية حال هو ليس صديقي، اصدقاءه يكونون أصدقائي، فهو شابٌ غريبٌ حقًا تارة يتصرف وكأنني شخصٌ عزيزٌ عليه وتارة كما حدث أمامك للتو يتجاهل إلقاء التحية علي من الأساس.

ابتسمت بسخرية فهو لم يفعل ذلك معي وحسب، يبدو أنها أحد طباعه الغبية ولم يكن يتعمد فعل ذلك معي تحديدًا.

ـــــ تجاهله بدورك أيضًا فهو لا يستحق صداقتك..

ـــــ لأكن صريحًا لم أشعر بالراحة له يومًا، أنه شخصٌ نرجسيٌ لأبعد الحدود يظن نفسه الأروع لمجرد أنه يمتلك وجهًا وسيمًا وجسدًا عريضًا.

ابتسمت ضاحكة فاستطرد هو: هل أزعجك بعد ذلك اليوم؟.. اخبريني إن كان قد فعل فقبضتي ستتكفل بجعله يلتزم حدوده معك.

اكتفيت بالابتسام وإخباره أنه لم يفعل، ثم استأذنت منه لأذهب إلى ورشة الكلية، أريد إنهاء عمل اليوم والعودة مبكرًا إلى المنزل أشعر بإرهاقٍ كبير.

أردت أن أزفر بإحباطٍ حينما رأيت هيلا وجاك يقفان أمام الورشة كان معهما رالف واليكس وصديقٌ آخر لهم لا أعرف اسمه.

رمقني كلٌ من اليكس وهيلا بحقد، بينما ابتسم رالف لي وقال بحماس: أخت مارك أليس كذلك؟.. كيف حالك.

هذا الفتى أنه لطيفٌ حقًا.

ــــ بخير كيف حالك أنت؟.

تساءل اليكس الأصهب وهو يبدل بصره بيني وبين رالف بحيرة: من مارك؟.. أتقصد مارك صديقنا؟..

من الصفرWhere stories live. Discover now