𝗧𝗜𝗡𝗬 𝗚𝗜𝗥𝗟

17 4 2
                                    


يالجمالِ تِلك العيون المعتمةَ كَـ ظلمةِ الليلِ
تخترِقُها رمُوشٌ متينة كَـ السهومِ
- سيليسيا -

في وسطِ ضجيج العالم
بين العديدِ من المحلات

تضجُ تلك الضوضاء بسبب العددِ الهائِل من البشر

كُنت أناظِرُ كُل شيءٍ بحدسٍ دقيقٍ كعادتي
واقفةٌ امام محلٍ للازياء

بالفعل كُنت قد انتهيتُ من شراءِ مستلزماتي

بقي فقط لفردٍ واحدٍ من عائلتي أن يشتري ما يلزمه لنعود

لحظتها لمحتُ شخصًا

اقصد لمحتُ فتاةً صغيرةً ..

مختلفةً جدًا بل ملفتةٌ للانتباه !

فستانٌ اسود قصيرٌ بعض الشيء يعانق جسدها الصغير
مع شعرها الاسود الداكن الواصل لكتِفيها

يستحيلُ لي نسيان مقلتيها السوداء الامعة
و بشرتها الشاحبة مع تورُدٍ طفيف على وجنتيها

ملاكٌ هيَ أم ماذا ؟

تِلك الابتسامة التي صنعتها فور رؤيتها لي
غمرني شعورٌ لطيفٌ بسببِ ابتسامتها البريئة

تمشي بخطواتٍ خفيفةٍ مع والدها الذي بدى شابًا
مُتشابكةِ الايادي معهُ
كفُها مقارنةً بكفِ والدها !

ذلك الفرق اللطيف

صحيحٌ انها كانت مع أبيها
لكن مقلتيها كانتا معي ..

للحظةٍ قطع تواصل أعيُننا بعضٌ من الناسِ المارين

جُلت بنظري للجهةِ الثانية لعلي المحُها
لكن لكثرتهم لم استطع حتى لمح ظلها

لم تمضي الا ثواني و رأيتها مرةً اخرى

كانت تجول بناظِريها لرؤيتي
ما أنت تسنت لها الفرصة و تلاقت مقلتينا مجددًا
أبتسمت لي ضعف تلك الابتسامة

بالطبعِ بادلتها انا بواحدةٍ اكبر
بِكبرِ خاصتها تمامًا

نحن الاثنين نبتسمُ لبعضنا البعض إبتِسامةً
تكاد تشق وجوهنا

كأنني لاقيت نفسي الصغيرة
ليست بفتاةٍ مجهولةٍ لا اعلم من هي حتى !

لم تدم مدة تواصل أعيُننا بسببِ رحيلها

لكنِ استطعت رؤيتها وهي تلتفت لي كي لا تقطع تواصل مقلتينا

مع تلك الابتسامة التي لا تزال موجودة

تلك اللمعة داخل مقلتيها الداكنة

احساسي يؤيدُ توقعي بأنها عند كُبرِها ستحب اللون الاسود

يُمكننا القول انها كانت حسنة يومي
و كُنت انا حسنة يومها

كانت شيءٌ ما
ما بين الداكن و السَاطِع
كَـنفسي الصغيرة مثلًا ..



إنّي رحلتُ إلى عينيكِ أطلبها
إمّا المماتُ وإمّا اعودُ منتصراً
كلُّ القصائدِ من عينيكِ أقبسها
ما كنتُ دونهما في الشعرِ مقتدراً
صارت عيونُكِ ألحاناً لأغنيتي
والقلبُ صار لألحانِ الهوى وتراً ..

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: May 13, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

𝗦𝗜𝗟𝗘𝗦𝗜𝗔Where stories live. Discover now