بداية و نهاية

140 20 38
                                    

في إحدى المدن تقطن فتاة بسيطة في منزل بسيط، عائلتها متوسطة الحال... ليلى فتاة فاتنة متوسطة الطول لها جسد ممشوق بامتياز، مع امتلاء المناطق الأنثوية... حواجب محددة، عيون سوداء كسواد الليل، و رموش كثيفة، انف صغير و شفاه كحبتي الكرز، وجه دائري ممتلئ، شعر طويل فحمي..

لم يكن لديها مفهوم اسمه الحب... همها الوحيد ان تدرس و تعيل عائلتها...

احلام رسمتها بألوان زاهية كأنها لوحة فنية، أحلام كافحت من اجل الوصول اليها كأنها في حرب طاحنة..

عادت في يوم من الأيام، وجدت البيت ممتلئ بالزغاريد و التهاني، لتتفاجئ بالناس يهنؤونها على زوجها...

تسمرت و تجمدت الدماء في عروقها، لم يتركوا لها الخيار حتى ان ترفض...

مثل دمية مسرحية يحركونها بالخيوط هنا و هناك...
تود لو تصرخ بأعلى صوتها انا لا اريد...
تبخرت أحلامها امامها... تحولت لسراب في لمح البصر..
خربت لوحتها التي رسمتها لمستقبلها كأن احدا سكب عليها اللون الأسود...

لم تعي شيئا في ذلك السن، لم تعرف معنى للحياة في اليوم الذي اجلسوها قصرا في غرفة النوم مع المسمى زوجها...
الذي لم يرحمها بل ظل يفترسها بنظرات قذرة مثل وجهه، نظرات خبث و مكر كذئب مفترس....

عافرت و قاتلت لتدافع عن جسدها، لكنها لم تجد سوى الكدمات و الضربات منه....

اخذ منها ما يميزها عن غيرها من البنات، اخذ منها ما ظلت تدافع عنه طول السنين...
في ذاك اليوم ذبحت طفولة ليلى اصبحت كجثة هامدة متنقلة كالأشباح...

لا احد يرحم حجمها الصغير،
عاشت الإهانات، عاشت القهر، و الذل، عاشت الألم و هي في عمر الزهور...

زهرة جميلة جاء مجهول و دهسها بقدميه دون رحمة..
ملت عيشتها،
ملت ان تبقى اسيرة الشيطان...
ملت ان تبقى سجينته....
ملت من ان تكون خادمته...

فقادتها قدماها لأعلى الجبل... فكرة واحدة تضعها امامها و هي ان هذه الطريقة هي الوحيدة للخلاص من مخالب الشيطان...
وقفت اعلى التل تستنشق الهواء...
شهيق يملئ رئتيها... ثم دمعت غادرة فرت من عيونها السوداء...
و مدت قدمها لتتحرر للأبد منه...

لأول مرة تشعر انها حرة... لأول مرة تذوق طعم الحياة...
ابتسمت بمرارة قبل ان تقدم روحها هدية للسماء فاستقبلتها السماء بكل فرحة و تركتها نجمة معلقة تضيء ظلمتها الحالكة و لتذكر الكل بمعاناة ليلى مع الشيطان..

ليلى لم تضئ هناك لوحدها بل أخذت معها الذئب الماكر الذي قتل على يدها بعدما تجرع من كأس سمها...
قتلته ببرود تام و لم يغمض لها جفن...

بمشاعر طفلة قتلت مشاعرها و برائتها أمام عينيها...
انتهى العذاب و انتهت المأساة بدفن حياتها تحت التراب...

@scarlet design

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

@scarlet design

شكرا كتييير لمجهوداتكم..
تصميم  الغلاف يهبل حبيتو كتييير
مشكوريين ♥♥♥♥

Cover by: scarlet design

بين مخالب الشيطانWhere stories live. Discover now