الفصل الثالث ٢

Start from the beginning
                                    

_ الو يا فتون أخبارك.

ألقى نظرة سريعة على الباب تتأكد من عدم وصول صوتها للخارج ثم أردفت:

_ الحمد لله يا أزهار اقفلي الفرش و تعالي عندنا.. اطلبي من جليلة فريدة تبقى معاكي النهاردة هي بتسمع كلامك و بتحبك، أنا قولتلها إن فريدة عندك.

شهقت أزهار مردفة:

_ آمال هي فين يا فتون لما مش في البيت و لا عندي في وقت زي ده؟!..

بتنهيدة طويلة أجابتها :

_ صممت تروح لفاروق عشان حصل سوء فهم بينها و بين جليلة، أنتي عارفة لو جليلة عرفت إنها راحت لفاروق هتكون مصيبة مفيش ليها حل أبداً.

_ خلاص خمس دقايق و هكون عندكم.

أغلقت معها الخط لترى رسالة مرسلة من محطم قلبها يطلب منها الإتصال، تركت الهاتف من يدها و ألقت بجسدها على الفراش بإهمال، لعبة الحب بدأتها و هي مراهقة و اليوم ضاع كل شيء منها، من البداية لم تخطط لنهاية أو تعلم كيف ستكون..

تحاول إخفاء جرحها لأنها السبب الأكبر بما يحدث الآن مع توأم روحها، رنين هاتفها على النغمة المخصصة إليه تعالت معها رنين قلبها يلعن عن ضعفه و إشتياقه.

همسته المشتاقة ذابت بها مع نبرته الرجولية الخالصة، أخذت نفس عميق و كتمته بداخلها مقهورة بما فعلته بنفسها و به:

_ أخيراً يا فريدة حلم العمر بدأ يتحقق و خلاص هتكون مراتي و على اسمي.

زوجته و على اسمه بالفعل كان حلم بعيد بعيد جداً و الآن فقط تأكدت بأنه مستحيل، خانتها دمعاتها و سبقت لسانها بالسقوط على وجهها، أبعدت الهاتف عنها لتسمح لشهقاتها بالخروج من أعماق قلبها.

آه و ألف آه على وجعه لا يشاركها به أحد يأكلها بمفردها، غصة مؤلمة تحاملت على نفسها و ابتلعتها بحلقها، للحظة وصل بها عقلها إلى ليلة زفافه على فريدة و كيف سيكون بقمة سعادته.

هل سيأتي يوم و تحمل به طفل هو أبيه و هي ليست والدته بل نسخة منها بالشكل، عاد و همس باسمها لتعود معه إلى أرض الواقع:

_ مالك يا فريدة حاسس إنك مش مبسوطة زي ما أنا مبسوط حتى و أنتي قاعدة معايا حاسس إني مش مع حبيبتي اللي روحي فيها؟!

فراشات ناعمة أثارت كل جزء منها أهو بالفعل يشعر بها و يعرف كيف يفرقها عن غيرها؟! أخرجت تنهيدة حارة ثم أردفت بصوت حاولت إظهار المرح به:

_ أكيد مبسوطة و جداً يا عابد بس أنت عارف أول مرة نقعد مع بعض كلمات الواتس و الكتابة مختلف جداً عن الحقيقة، وقتها اتوترت و الكلام وقف مش عارفة أقول إيه أو اعبر إني سعيدة ازاي..

قهقه بصوته كله أكثر من سعيد بأن قربه منها على مسافة خطوة واحدة، رغم إنها و شقيقتها نسخة طبق الأصل إلا أنه أحب شخصيتها البسيطة و روحها الطيبة، أحبها من الداخل رغم جمالها الخارجي الأكثر من رائع.

حي المغربلين Where stories live. Discover now