الفصل الثالث ٢

ابدأ من البداية
                                    

تخشى أن تسقط دمعة من عينيها تفتح بها على نفسها أبواب من الجح*يم، أعطت إلى شفتيها بعض الطراوة بلسانها مردفة ببحة صوت شبه مختفية:

_ أنا ملكك يا فوزي، بس أرجوك كفاية كدة النهاردة أنا محتاجة أنام... كل حتة فيا تعبانة لكن لو أنت لسة محتاج مني حاجة مفيش مشكلة.

إقترب منها أكثر لتعود خطوة للخلف بخوف إلا أنه جذبها ليضع رأسها على صدره و يده تتحرك على خصلاتها مردفا بهدوء:

_ نامي يا حبيبتي عشان خاطر عيونك معاكي ساعة راحة مع إن المفروض اليوم كله ليا.

_____شيماء سعيد_____

_ أختك فين يا بت.

انتفض جسد فتون برعب من صوت جليلة المرتفعة، تعبيرات وجهها لا تبشر بالخير أبداً يكفي شرارات الغضب المنطلقة من عينيها، أغلقت عين و راقبت الموقف بالعين الأخرى مبتلعة ريقها من شدة التوتر.

دقات قلب جليلة تدق مثل الطبول فريدة قطعة من روحها جزء لا يتجزأ منها، خو*فها يتضاعف مع كل لحظة تمر عليها و لا تعلم أين هي، ذهبت للمرحاض لعل وعسى تكون بالداخل إلا أن خاب أملها مع رؤية المرحاض فارغ.

أرتدت عباءة الخروج خاصتها ستبحث عنها بأي مكان، قطعت طريقها فتون القائلة بصوت مرتجف:

_ اهدي يا جليلة هي عند أزهار.

كذبة وراء الأخرى و لا تعلم إلى أين ستصل، ذهبت إلى فاروق و فاروق أتى لهنا، فلتت أعصابها من سيطرتها عليها، خائفة على شقيقتها و بنفس الوقت تخشى رد فعل جليلة..

أزاحت جليلة فتون بعيدا عن طريقها قائلة بصوت مرتفع:

_ بتعمل إيه عند أزهار يا بت و أزهار لحد دلوقتي قاعدة على الفرش بتاعها تحت، أنا هروح أجيبها من شعرها عشان شكلها نسيت شبشب جليلة و ليها مزاج ينزل يرن على وشها.

دفعة جليلة لها آلمت جسدها إلا أنها عادت إلى الوقوف أمامها من جديد مردفة برجاء تمنعها من الخروج:

_ هي قاعدة عندها عايزة تقعد شوية لوحدها يا جليلة، أزهار في الدور اللي فوق مننا سبيها النهاردة و بكرا نتكلم و بعدين الجواز مش بالغصب يعني.

ردت عليها الأخرى بسخرية:

_ يا فرحة قلبي بيكي عايزة أختك تبات برا البيت، اخفي من وشي... نص ساعة لو أختك منزلتش من فوق و الله العظيم هتبات برا بس في المستشفى.

أومأت لها فتون عدة مرات بسرعة قبل أن تختفي خلف باب غرفتها، وضعت يدها على صدرها لتهدئ من خفقاته قليلا و اليد الأخرى تزيل بها عرقها السائل مثل المطر..

لم تجد أمامها حلول إلا الإتصال بأزهار لتكون معها بنفس الخطة حتى تعود الأخرى، ثانية و ردت عليها أزهار بحزن:

حي المغربلين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن