كرات العنقاء

77 12 32
                                    


***يوري***

ظللت في منزلي لمدة أسبوع كامل دون اكل او حركة لم اكن مهتما لأي شيء..الكوكب...الحرب...العمل...لا شيء حرفيا..انتظر قرار اعدامنا من الدياكيشين فقط اعتبرته كرصاصة رحمة...كان والدي بجانبي طوال الوقت لا يفترق عني الا اذا اراد الذهاب الى الحمام ثم يعود ليضع رأسي على فخذيه اسبوع كامل و انا ممدد على الارض ...كان ابي يحثني على الاكل و لكني ارفض ...الحال النفسية لأخوتي بدأت في التحسن و ها هم يعودون لنشاطاتهم المعتادة عدى ان الاضافة الوحيدة كانت زيارة المقبرة كل يوم على الاقل...تركت غرفتي كما هي لم انظفها و لم انظمها و لم اسمح لأحد بذلك بقيت بثيابي ايضا كنت قد اغلقت النوافذ و الابواب و لم اترك مجالا للضوء......نهض ابي فجأة توقعت انه ذاهب للحمام كالعادة و لكني قد سمعت طرقات باب منزلنا يليه ترحيب ثم صوت فتاة لم يكن غريبا علي"انه في الاعلى يرفض مقابلة اي شخص"
"لا بأس سوف اصعد اليه إن لم تمانع"
"بالطبع يمكنكي الصعود..سأرافقك"
بدأت اسمع خطوات ابي المرتجفة على السلم تزامنا مع خطواتها الرشيقة..تقترب رويدا رويدا الى ان فتح باب غرفتي..وقف ابي على مقروبة مني و هزني و قال"بني..استيقظ لديك ضيف"
"لا بأس لا توقظه...."
"انه مستيقظ بالفعل...."
جلست بجانبي و وضعت كيسا فيه بعض الأغراض..هه تعتقد ان هدايا ستنسيني موت امي...مرت دقائق صمت موحشة هي الاخرى شعرت بالملل فتحت الكيس و اخرجت صندوقا مليء بالحلوى داخلها..وضعت يدها على كتفي و قالت"احضرت لك شيء لتأكله"
الاب:لا تحاولي انه لا يأكل اطلاقا
بولا:*صدمة*ح..حقا..لو كنت اعلم لما احضرت لك هذه...الحلوى ليست جيدة على بطن فارغ..
يوري:*صمت*....
بولا:*داخل نفسها*حاله اسوء مما سمعت...
استمرت في النظر لي كأنها تقول لي انهض ..نظرت لها من طرف عيني ثم عدت للنوم...فجأة ضوء مزعج يتسلل الى وجهي و يخترق جفوني ليصل الى عيني..ما هذا الازعاج ..كانت هي قد فتحت النافذة على مصرعيها سامحة للهواء بالدخول و اردفت قائلة"علينا ان نجدد هواء الغرفة...هذا صحي اكثر"
بدأت تتجول في غرفتي كالنحلة لم تترك مكانا طوت ملابسي و ادخلتها للخزانة اما المتسخة منها وضعتها في السلة خارجا متذمرة من رائحتها ...نزلت لأسفل سريري
بولا: هل هذا فأر😫اخرج اخرج
طاردته حتى خرج ..و اخيرا اللمسة الاخيرة من الازعاج ...اخرجت المكنسة الكهربائية و جالت بها في كامل الغرفة و عندما وصلت إلي دحرجتني لتكنس الاتربة التي تحتي..ارتميت هناك كالجثة و لم اتحرك..و اكملت تنظيفها....انتهت اخيرا...صوت خطوات تصعد الى الغرفة لقد كان اخي ماكو يصرخ"يوري...احضرت لك ارزا باللبن لا تقل انك لا تريد أكله"دخل للغرفة و تفاجيء من نظافتها اولا ثم من حضور سموها ثانيا
بولا:من فضلكم لا تخبروا احدا ان الاميرة هنا لست في مزاج للملاحقات
ماكو:اه.. نعم نعم كما تشائين..هل يوري قام بتنظيم غرفته..
بولا:لا انها انا*احراج*
ماكو:اسف لأنكي تعبتي في هذا
بولا:اوه لا لا بأس لقد قمت بهذا بإرادتي.
بولا: بالمناسبة خذوا هذه الحلوى كنت اريد ان اعطيها له لكن لا اعتقد انه صحي له في هذه الحالة..استمتعوا بها
ماكو:شكرا
بولا:و الان وداعا...
خرجت من النافذة و هي تخفي وجهها و تتلفت يمينا و يسارا حتى لا يعلم احد انها هنا..نظر لي ماكو بإستغراب و وضع الطعام و انصرف....

أميرة الساياجينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن