الفصل الاول الجزء الثاني

Start from the beginning
                                    

أردف بسؤاله الأخير على صمت الحاج منصور المريب، ضرب منصور بيده فجأة على الطاولة قائلا:

_ قوم يا حيوان أنت و هو من هنا بدل ما اخلي الكل يضحك عليكم النهاردة مش نفر واحد.

خرجوا بنفس الثانية ليسند بظهره على المقعد ببعض الإرهاق، رفع يده يمر بها على أعلى رأسه يخفف من حدة الصداع، لولا انتظاره لمحبوبة قلبه لكان عاد إلى منزله..

بعد مرور أكثر من ربع ساعة دلفت إلى القهوة بطلتها الخاطفة لأنفاسه، رائحتها الفطرية المميزة البعيدة عن أي عطور تأخذ بها قطعة من روحه، أغلق عينيه مستمتعا بالياسمين الصافي المريح للروح قبل الجسد.

بقلق كبير اقتربت منه قائلة:

_ حاج منصور أنت كويس ياخويا؟!.

سؤالها عنه يعطي له مزيج بين الحب و التوتر و كأنه مراهق بأول سن البلوغ، كلمتها الأخيرة يكرها لحد الجنون ( أخويا) لتقول.. تقول حبيبي سيكون الأمر أكثر من رائع و مميز.

فتح عينيه على وجهها الذي يحفظه بقلبه من أكثر من ثلاثون عاما، طبق من الحلوى البلدي الأصيلة مهما تذوقت منها زادت رغبتك بها، بابتسامة صافية و صوت يشوبه الحب أجابها:

_ حد يشوف البدر في عز الشمس و يكون في حاجة، كفاية عليا عيونك يا جليلة فيها الدنيا كلها بالنسبة ليا..

آه و ألف آه من حديثك المعسول و نظرات عينيك العاشقة، يا ليت الزمن يعود بها لتبقى معه بين أحضان حبه للنهاية، دارت بوجهها بعيدا عنه تأخذ أنفاسها المسلوبة منها قائلة بجمود تخفي به مشاعرها:

_ كويس إنك بخير يا حاج..

بزفرة تعب مع تنهيدة عميقة أخذها ليسيطر على أفعاله مردفا بقلة صبر :

_ حاج إيه يا جليلة أنا منصور، نسيتي منصور؟!

تركته و صعدت لتجلس على مكتبها قائلة بصوت مرتفع:

_ قهوة الحاج منصور يا واد يا زكريا.

______شيماء سعيد______

_ و بكدة تكون الحقيقة واضحة أمام الجميع و إنتهت القضية بالشكل الصحيح مع نهاية حلقتنا في برنامج هاجر كلمة حق مع هاجر علوان أشوفكم على خير.

إنتهت حلقة البرنامج الخاص بها بعد غياب دام ستة أشهر خارج البلاد، قامت من مقعدها الذي دفعت ثمنه الكثير من سنوات عمرها، نظرات الجميع تطاردها منها المذهولة بجمالها و منها الحاقدة على النعيم الغارقة به.

جمالها تكرهه لأنها و بكل بساطة أصبحت أسيرة لحيوان ضعف عمرها لمجرد أنها جميلة فقيرة، بكبرياء و ثقة شديدة بالنفس مرت من أمام الكل لتخرج من المكان.

تختنق من فكرة رؤيتها إلى مصدر رعبها، من يصدق أن هاجر علوان كل قوتها و جرائتها على شاشة التلفزيون ضعيفة خائفة أمامه، بعد مرور ساعة كانت أمام قصره بأمر منه لرؤيتها لأنه و بكل سخافة مشتاق إلى جاريته.

حي المغربلين Where stories live. Discover now