الفصل الأول الجزء الأول

Beginne am Anfang
                                    

_ فاروق لما ترفض قضاء شهر آخر بأمريكا؟! أشعر أنني اعتدت على وجودي بجوارك دائماً و أحببت طريقة الرجل الشرقي بكل شيء.

خرجت من بين شفتيه ضحكة مرحة مجيبا عليها:

_ لا يا عزيزتي هناك فرق كبير بين طريقة الرجل الشرقي و طريقة فاروق المسيري، بعد ذهابي خوضي التجربة مع رجل شرقي آخر و حينها فقط ستعرفي الفرق، أما وجودي لشهر آخر شبه مستحيل أتيت هنا من أجل العمل و انتهى عملي و إنتهت أيضا متعتي.. لذلك لا يوجد داعي للبقاء، لكن وعد مني إذا أشتقت اليكي سأترك عملي و أتى لهنا.

عضت على شفتيها بحزن شديد قائلة:

_ و إذا أشتقت إليك أنا كيف أحصل على طريقة أصل بها لبيتك بالقاهرة؟!

قرص أنفها ببعض الحدة مع نبرة جامدة أخافتها من تحوله الغريب:

_ منزلي بالقاهرة مملكتي الخاصة يستحيل لأي إمرأة دخولها إلا بإرادة مني، إذا آلمك نيران الإشتياق اذهبي لأي رجل لأني غير متاح دائماً يا جوليا و ربما أكون غير متاح لكي من جديد.. رغبتي إنتهت من أول يوم بالشهر، إلا أني أشفقت عليكي و ظللت معك حتى الآن، بكلا الأحوال كانت فرصة سعيدة.... حقوق المدة ستكون بين يديك مع صعودي إلى الطائرة... عائد إلى حياتي الأكثر لذة، و أوراق الطلاق لدى المحامي تنتظر توقيعك.... فرصة سعيدة جوليا.

______شيماء سعيد_____

حفل زفاف بأجواء صعيدية مميزة، الأضواء هنا و هناك و صوت النساء بالأغاني التقليدية الرائعة ترن بالمكان تزيد الزفاف روعة، زواج إبن كبير البلد عثمان المهدي على إبنة عمه فرحة... بداية لعشق عاش بالصمت سنوات منذ الطفولة.

يقف شقيق العريس الممثل المشهور فارس المهدي بجلباب من اللون الأبيض عليه عباية من اللون الأسود مع عمة رجالي جعلته أكثر وسامة، على شرفة البيت الكبير تقف نساء العائلة و البلد بأكملها تشاهد فتى أحلامهم الوردية.

بإبتسامة جذابة حرك يده على ظهر والده قائلا:

_ ألف مبروك يا حاج.

أبتسم إليه والده بفخر رغم حياته بوسط صعب البقاء بدخوله دون أخطاء إلا أنه جدير بالثقة، ارتفعت الطلقات النارية ليجد أخيه عثمان يلقي عليه العصا قائلا بمشاكسة:

_ فارس المهدي لسة يعرف التحطيب و الا نسيه في البندر؟!

التقط العصا بمهارة مجيبا بصوت خشن يغلب عليه المرح:

_ لا يا ولد أبوي بس بخاف تخسر محدش جدي.

بدأت اللعبة وسط الطلقات النارية مع زغاريد النساء الحماسية، أخذ يدور حول أخيه بلياقة عالية حتى إنتهت اللعبة على سقوط العصا من يد عثمان ليقترب منه فارس يضمه إليه بحب، ثم همس بإذنه بكلمات بسيطة:

_ فارس أنا هموت و أشوف فرحة غطي عليا بدل ما الحاج يقيم عليا الحد على ما أرجع.

أومأ إليه بهدوء و عاد ليقف بجوار أبيه ليرى صفية إبنة عمه تشير إليه من خلف الشجرة، زفر بضيق من تصرفاتها الغير لائقة بالمرة... وقف أمامها قائلا بصرامة:

_ خير يا أم فارس.

قال لقبها لتعلم أن الباب بينهما مغلق من ليلة زفافها، هذة المرأة التي يكره النظر إليها لا يصدق أنه كان يموت بها عشقا، تخيلها بيوم من الأيام ملاكه الحارس و بالنهاية تزوجت من رجل ضعف عمرها لمجرد لقب زوجة العمدة، شعور بالاختناق مسيطر عليه بقربها الأكثر من قذر بالنسبة له، انتفض جسده و اتسعت عيناه بصدمة مع لمسة شفتيها السامة إلى شفتيه تقبله بجنون.

لهفة مجنونة لرجل حلمت بالقرب منه و النوم بداخل أحضانه منذ نعومة أظافرها، لم تفعل حساب لرؤية أحد لهما أو على الأقل لرد فعله فقط تشفي روحها بتلك القبلة بدل ذلك العجوز الذي أفنت حياتها معه.

فاق من صدمته و أبعدها عنه بكل قوته صافعا وجهها بغضب مغلف بالتقزز، آخر ذكرى بينهما سقطت أمامه الآن على الأرض لتصبح ألف قطعة، رفع يده مبتعدا عنها عدة خطوات إلى الخلف قائلا بعدما بصق بجواره:

_ الرخيص بس هو اللي بيقدم نفسه لأي حد بتمن أو من غير.. الحشرات دايما بتكون على الز.بالة المكشوفة، روحي شوفي جوزك يا مرات العمدة و شرفه.

صرخات عالية منعتها من قول أي كلمة، تركها و ذهب مسرعا ليعلم ما حدث إلا أن جملة واحدة قالها أبيه جمدته مكانه:

_ أخوك هرب و ساب الفرح يا فارس.. بنت عمك هتتفضح.

توقف عقله عن العمل... كيف يهرب عثمان و هو عاشق لفرحة هذا مستحيل، ساعة كاملة مرت دون فائدة الجميع يقف بإنتظار العريس و لا يوجد عريس، كارثة أو ليكون أدق فضيحة للفتاة و العائلة بالكامل، رفع عينيه للشرفة ليرى إبنة عمه بثوب الزفاف الأبيض و وجه غارق بالدموع.

شعور بالعجز و عدم الاستيعاب مسيطر عليها تسند جسدها على والدها بعين مغلقة ترفض النظر لأي شخص حياتها أصبحت عار.

انتفض جسدها على عودة الطلقات النارية و دلوف المأذون و كلمات فارس الحاسمة:

_ أكتب يا شيخنا أنا العريس.

____شيماء سعيد_____

الجزء الأول من أول حلقة نزلنا من كوكب سنمار لحي المغربلين يا رب الفصل ينال إعجابكم..
استغفروا لعلها ساعة استجابة

حي المغربلين Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt