الفصل الأول الجزء الأول

Começar do início
                                    

: على رأي المثل "ايش تعمل الماشطة في الوش العكر" ، أخدتي اللي ورايا و اللي قدامي على الهباب ده و سبحان الله زي ما انتي.

خرجت شهقة قوية من فم فريدة و هي تقول بنبرة خبيثة:

_ أوعي تقولي على نفسك كدة يا جليلة ده أنتي زي القمر...اااه.

الجزء الآخر من نفس السلاح المنزلي علم على وجهها، بدأ يظهر عليها الضيق من حديث شقيقتها:

_ معاكي عشر دقايق تكوني حضرتي الفطار ليكي و لأختك أنا نازلة القهوة أطلع الشقة تكون نضيفة إزاي معرفش اعمليها بلسانك.

_____شيماء سعيد_____

بالولايات المتحدة الأمريكية.

رجل عنوان للوسامة... عريض الصدر ضخم الأكتاف بعضلاته البارزة، فارع الطول، يشكل هيئة تثير الهيبة و الغموض، يقف أمام المرآة يلقي على مظهره الخارجي نظرة تقيمية، لنتعرف هنا على فاروق المسيري.

زفر بضيق مع شعوره بضمها إليه من الخلف و رأسها تتحرك بخفة على ظهره بمحاولة أخيرة منها لإغراءه ليبقى معها مدة أطول، وضع كفه على ذراعيها يتخلص من قيودها حوله، دار بوجهه المزين بإبتسامة ربما تكون شاكرة أو باردة مردفا بهدوء:

_ جوليا الشهر الذي قضيته بنعيم أحضانك لن يذهب من ذاكرتي لشهر قادم.

فخر تسرب بداخلها رويداً رويداً فهي معها أكبر شهادة بأنوثتها من فاروق المسيري، لو يعلم أن هذا الشهر أحيت به روحها من جديد لتطير و تحلق معه فوق السحاب، وافقت على الزواج رغم عدم حبها للقيود... فقط لتحصل على مذاق المتعة بأحضانه، أبتسمت إليه بسعادة واضحة و يدها تحاول فك الزر العلوي من قميص بذلته التي تأخذ لون القهوة قائلة:

_ أنا أيضا شعرت و لأول مرة أني بأحضان رجل رغم خوضي لتلك المتعة مع الكثير، ما رأيك بليلة أخيرة تكون للوادع قبل الإنفصال و رحيلك، ليلة أخرى تجمعني بك لأعيش على ذكراها.

النساء نقطة ضعف معظم الرجال إلا فاروق المسيري فهو دائماً نقطة ضعف لأي إمرأة يقترب منها أو يرغب بالاقتراب منها، فتح ذراعيه لها بكل رحابة صدر ليأخذها معه بجولة أخيرة مميزة، حملها ليصل بها للفراش ليضع جسدها عليها برقة بدأت تختفي شيئا فشيئا و هو يهمس لها ببحة رجولية مثيرة:

_ لكي ما طلبتي يا أميرتي و وعد من فاروق المسيري ليلة الوداع ستكون أكثر روعة من أول ليلة جمعت بيننا، ذكرى و بصمة كلما نظرتي إلى المرايا ابتسمتي و نطقتي حروف اسمى بكل عذوبة.

بعد مدة انتهى منها و عاد إلى ترتيب ملابسه من جديد، المرأة الوحيدة التي رفض الإقتراب منها بتلك الطريقة المرأة المصرية، ربما يوجد سور منيع يمنعه بقوة من الإقتراب إليها أو على الأقل التفكير بها، آخر سيجاره ساندا ظهره على الفراش مغلقا عيناه... هدوء مرسوم على ملامحه، وضعت رأسها على صدره متسائلة بحزن:

حي المغربلين Onde histórias criam vida. Descubra agora