أزهارٌ ذابِلة|09

Start from the beginning
                                    

طَمح إلى النهوض وأصابع قدمه أعترضت، فالبرد يلعب بأعصابِها وأتلفها. شدّ مسامعه صوتِها، وغلت إلى قلبه، تمنّى أن يلفّ ولا يجد شيء سِوى الظلام وأتضّح أن مخاوفِه آلت إلى الحقيقة.

" بيكهيون، أين انت؟ "

صلّبت قدماها أمامه، تُطالع فيه كأن لا وجود للعالم غيره، رسّخت عيناها عليه حتّى تشكّل القلق فيها، أرادت المضي إليه فخلعَ بيكهيون سكُونه وقيّدها بأحضانهِ، ‏يُشبه أن تركض العمر كله مذعورًا، ويصادفك في منتصف الطريق كهفٌ تستريح به من عناء المسافة.

" لستِ بيتي! لماذا كلّما أضعتُ الطريق جئتي إليّ؟ "

رفعت يديها تُحاوط جسده وشعور النجاح يُخالج صدرها، تدري أنّه في خضونِ ساعاتٍ سيعود كمّا كان، قاسٍ، حقود ومُتكبّر لكنها أصرّت على احتضانه وطبطبّت خاطرِه.

" هذا لأنّي أحسّ بوجعك، فتجدني دائمًا مُقيّدة بك."

جذبته خلفها كالطفلِ الضائع وأوته بين أحضانِها تُدفئه، ربتت على شعره وحسّسته بالأمان. وَهلةٍ سمعته يقول:

" لِما تركتني إيڤا، أَمِثلُ قَلبيَّ يُهمَل؟ "

رفع رأسه مِن صدرِها وعارك عينيها، الصمتُ أيضًا لهُ صوت، لكن بحاجة إلى روح تفهمه وكِلاهُما يفهم الآخر لكنهما يُكابِران.

حديثٌ طويل بدأ بينهما.

" أنت أهملتني لهذا لجأ قلبي إلى الوحِدة. "

" لِماذا عُدتِ إليّ إذًا؟ بالرغم مِن أهتمامي بكِ وحُبّي الكبير اتجاهكِ، أجدُكِ واقفة أمامي تلوميني على الإهمال. قدمت لكِ الكثير مِن حياتي وبعد أن صارحتُكِ بفُقرِي هربتي مني، من سيلُوم من الآن؟ "

امسكت يديه وتحدثت معه بعيونٍ دامِعة.

" تفكيرك الزائد هو من أوصلك إلى هذهِ النُقطة وجعلك تعتقد أنّني تركتُك لأجلِ المال. "

دفعت يديه وطَفقت لضرب صدرهِ.

" لن أسمح لك بأن تُفكر بتِلك الطريقة عني، هَجرتُك لأنّك قلّلت مِن شأني وسحبت ذراعك مِن الأهتمام بي،‏ فقد كنتُ وما زلتُ أؤمن أن إظهار الاهتمام هو إظهار للحُبّ، لا حُبّ بلا اهتمام، أو بالأحرى لا تُخبرني أنّك تُحبّني، اهتمَّ بي وسأعرفُ لوحدي أنّك كنت تُحبني!

ثبت يديها على صَدره وصكّ على اسنانه قائلًا:

" العِتاب لن ينفع الآن، فأنتِ قد اقترفتي ذنبًا وكنتِ سببًا في ضياعِكِ وأنا رسمت فكرة سيئةٍ عنكِ قد سببت في خرابِ كُلّ شيء بيننا ولا أظن أنّ هُناك من سيصلحه."

" دعنا نصلحه إذًا، فكِلانا لا يقدر على العيشِ بدون الآخر."

رمقها بنظرةٍ ساخِطة

" ومن قال؟ عشتُ بدونكِ لسنواتٍ وصنعتُ نفسي وتشكلتُ على هيئة الكثير لأصبح كما أبدو عليه الآن، بيون بيكهيون أسطورة عالم الأزياء لم يكن بحاجة أحد قطّ واستطاع النجاة مِن الحياة بمفرده، بالرغم مِن المتاعب الّتي ارتبطت به وخُذلان عشيقّته وسَيلان دمه معها إلّا أنّه ألحّ على المقاومة وحده. "

" لم أهجُرك عبثًا ولم أحبّك ضياعًا، عانيت في حياتي كما عانيت أنت، لقد صمّمت على رسمِ حياتي مِن أجل مُستقبلًا زاهِرًا بيننا، وعِندما رسمتُها وعدتُ إليك وجدتك هائمًا في أُخرى غيري، وجدتُك تلهو مع طفلة لا قيمة لها، إذ كُلّما حاولت ابعادِها عنك تصدّني انت وكأنّني عدوة لك. "

تملكه الغضب وسادَ القلق فيها، فكلّ ركنٍ مِن البيت لم يسلم منه، حتّى حياته رماها في جوفِ السعير.

" اللعنة الّتي لا تكّفين عنها لم تكُن يومًا سببًا في تشتت عِلاقتنا بل لم تكُن سببًا في زوال حُبّكِ مني، ستظلين أنتِ السبب إلى الأبد ولا أظن أنّ خطأُكِ سيغتفر عنه. أما بالنسبةِ لميني، لا داعي أن أُفسر لكِ محور علاقتي بِها، فلو تعمقتي في العلاقةِ معي لوجدتي مكانة شخص واحد فيّ؛ أنتِ، إذ كُلّما تشجعت للتخلّص منكِ وغلتِ فيّ كالنارِ تبَرق لا تركُد، لكن الآن اختلف الوضع وصرتي ماضٍ مِن حياتي لا يعود لي وأن عاد سيكُون حُطامًا أدوّس عليه بقدمي."

اهلا بطاريقي 🐧💙

شلونكم شخباركم، هل مرة تأخرت شوية بس رجعتلكم.

شنو رأيكم بالبارت؟

بيكهيون! وهل سيفكر بالعودة إلى إيڤا؟ وماذا سيحصل له ولميني؟

إيڤا! ما شعوركم اتجاهها وهل من حقها العودة إلى بيكهيون؟

كيف ستواجه ميني حقيقة أن إيڤا لا تزال عالقة في ذهن بيكهيون وكانت حبيبته السابِقة، وأنّها ستُعارك خصمًا ليس بهين؟

دمتم بخير 💙

فوضى | ما خطّه نبضيWhere stories live. Discover now