البارت الأول

Start from the beginning
                                    

فَـ بِالسَنَة الثّالثة التي رَأَى بِها هَذَا المَلِكُ أَشقَر الشَعر، وَجَدَهُ بينَهُم حِينها، يُزين هو النَسِيجٌ الشَفَّافٌ وَ سَلَاسِلُ الذَّهَبِ بِسُمْرة جَسَدَه وَ مَيَلَانُ خَصرَه وَ قامَتُهُ لا القُمَاش وَ الذَّهَبِ مَا يُزَينه ..

أتَخذ المِقعد المُقابل لِساقِي النَبيذ العَتِيق بِأنواعِه الحُلوة وَ المُرة مِنهُ مُقرراً أن يَنتظرهُ، فَهذا مُبتغاهُ وَ ما يَصبر عَليهُ كُل سَنة لِيأتي وَ يَراه ..

ولا يَعلم ما السبَبِ تَحدِيداً ..

هَل هِي أَعيَنُ الفَتَى العَسَلِيّة ؟ أم ضَحِكاتهُ المُتَغنِجة وَ الودِية ..؟

شعرهُ الأشقر أم جسدهُ الأسمر ؟ تَمايل خِصرهُ أم تَحركات يَداهُ ؟

المَلك أحتار ..
فَكُل ما ذُكر كان قَد سَلَبَ مِنهُ أنفاسهُ حِينما رأهُ عَلَى الأخر، مِما جعلهُ يُفكر ...أن كان حُسْنُ القِوَامِ وَ مُغرِ الأعين ذَاك هَكذا مِنَ الخارِج، إذاً كِيف هِي رُوحهُ وماذا قَد يَنثُرُ لِسانهُ مِن أحاديث وَ أقاوِيل ؟

"تَفضل، فَيبدوا أن أنتظارِك لِلعَشِيق سَيَطول" الساقِي مَازَح الرَجل أمامهُ، غير عالماً هَويتهُ بِالفعل، فَتَبسم جونغكُوك مِن خَلف لِثامهُ يَحادثهُ "هل لِي بِسؤالك ؟" لِيومأ الساقِي فوراً وَ يَلتقطُ جونغكُوك الكأس قائلاً "مُنذُ مَتى تَعمل هُنا"

"مُنذُ أن تم أفتِتاح هَذه الحانَة، لِما ؟"
"سَأسألك عن فَتى ما إذاً ...لا أعلم مِن أين يَأتي أو ما هِي جِنسيتهُ، أشقر الشَعر وَ أسمر البَشرة، لا أراهُ هُنا سوى نِهاية كُل سَنة جَديدة، بِأحدها كان فَقط يَبدوا كَزَبون، وَ أخرى كَحالها، لكن التي بَعدها ...هو كان أحد الراقِصين هُناك، أتعلم مَن يكون ؟"

"لا يَأتوا لِهنا الكَثير مِن الفِتيان الشُقر أو أصحاب البَشرة السَمراء ...كما أن أيُ أحدٍ مِن الزبائن يَستطيع مُراقصة الفِتيان عَلَى تِلك المنصة" رَدهُ أحبط المَلك قليلاً، لِيومأ بِهدوء وَ يَحتسي مِن النَبيذ القليل بِينما أعينهُ ذَهبت لِتَجوب المَكان ..

يَرَى تَبادل بَعض الرجال القُبلات فِيما بِينهم، وَ تلاصق أغلبهم وَ التمايل ضِد بَعضهم بِأعتيادية أو بِقَذارة، يوجد حَتَى مَن أخذ رَفيقهُ لِلغرف العُلية، فَقد كانت الحانَة كَبيرة رُغم سِريتها التَامة ..

تَنهد وَ باتَ يُراقب بَوابة الدُخول عَسَى ولَعَلَّ الأشقر يَأتي ...لَكن لَم يَأتي، لكنهُ عَلَى يَقِينٍ مِن أنهُ سَيَفعل، وَ سَيأتي، سَيراهُ وَ يَغرق بِكُل فِعل مِنهُ وَ كُل ضِحكة، بِكُل نَظرة وَ كُل كَلِمة ..

Every nightWhere stories live. Discover now