الفصل الاول

ابدأ من البداية
                                    

=احنا وصلنا يا هانم اتفضلي الباشا الكبير مستنيكي جوه

جاءت لتفتح باب السيارة فوجدته مغلق فظلت تدفعه بعنف وقوة غاضبة، إندهش السائق منها فتحدث بلهفة مذعورة:
=اهدي يا هانم الباب كان مقفول من عندي بالغلط

لم تعطيه أي اهتمام وظلت تدفع الباب حتي انفتح بعدما فتحه الاخر من إعدادات السيارة و ترجلت منها بغضب تنظر بعينيها المشتعلة لذلك القصر الشاهق التي لا تتذكر منه إلا صور مهمشة أسعفتها ذاكرتها بها، دبت بقدمها أثناء سيرها وطلوعها الدرج تريد كسر كل درجة تقودها لداخل هذا القصر وجدت بنهاية الدرج سيدة عجوز تنتظرها بإبتسامة ودودة، دققت النظر بملامحها المجعدة تستنجد بذاكرتها حتى تسعفها بمن هذه لكنها لم تقدر فتلك السنوات التي ابتعدت فيها عنهم ليست بسنة أو اثنتين او ثلاث سنوات بل عشر سنوات، قابلتها تلك المبتسمة تضمها إليها وهي تقف بين ذراعيها متصلبة لكن تحولت تلك الصلابة إلى حنين ودعم وانسياب لجسدها فذلك الدعم يحرك بها مشاعر هادئة جميلة جعلتها تلقي بغضبها بعيدًا بطول ذراعها، أبعدتها تلك السيدة وهي تقبلها على وجنتاها متحدثة باشتياق:

=نورتينا يا بنتي ايه الغيبة الطويلة دي، وحشتينا اوي كنا بنستنى كل اجازة عشان تنزلي وجدك دايمًا يسأل عليكِ و عن احوالك وزعلان منك اوي

كانت تنظر لها بعينان متسعة من هول ما وقع على مسامعها تضاربت الافكار بداخل عقلها وبدأ كل جزء بعقلها يصرخ برأي ما، قاطع هذه الافكار صوت سيدة تعرف صوتها جيداً:
=واقفه عندك بتعملي ايه يا….

لكنها تصنمت وابتلعت باقي جملتها عندما وجدتها تقف معها لعنت ذلك السائق بداخلها الذي لم يخبرها عن وصولهم حتى تكون هي اول من يستقبلها، تبدلت ملامحها بإبتسامة متكلفة:
_ اهلا حبيبتي بنت الغالي

قالتها وهي تضمها إليها تربت علي ظهرها وهي مكملة بحديثها:

=ايه الـ موقفكم كدا مدخلتيش علي طول ليه الكل جوه مستنيكي يا قلب عمتو

أخذتها للداخل تقودها حيث يجلس الجميع، دلفت من باب البهو ثم تقدموا إلى صالة واسعة يجلس بها أشخاص لا تعرفهم ولاول مرة لها تراهم ، دققت بوجوههم جيدًا فكان نصيب نظرتها ذلك الرجل الذي يجلس على مقعده يستند بظهره عليه يضع قدمًا فوق الأخرى ويضع سيجار بفمه أخرجه الان عندما وقعت عيناه عليها مخرجًا سحابة دخانية من فمه أحاطت بوجهه جعلتها مشوشة النظر لا تري ملامحه بوضوح ويا ليتها لم تضح ... نظرات شهوانية حقيرة التمعت عيناه بها ، ميزتها تلك النظرات التي جعلتها تتذكر ذلك الرجل الذي كان يوجد بمدرستها الداخلية القديمة قبل أن تذهب إلى تلك المصحة شعرت بانقباض قلبها و ذعرها عندما تذكرت ملامسته الشهوانية لجسدها ارتعبت وارتعشت بمكانها تخشى التقدم خطوة إلى الأمام أمسكت يد عمتها حتى تنتشلها من تلك الذكريات التي ستصيبها بنوبة هيستيرية ستجعلها تخرج عن كامل إرادتها ، توقفت عمتها عن الحركة ووقفت بجوارها تسألها:

أبالسة الإنس «مجنونة في سجن الراسخ» بقلم رميساء نصرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن