المعنى الإيروتيكي لأغنية قالت ليا نعطيك لنسيم حداد

33 0 0
                                    


             كثيرون يتأففون من سطحية الأغنية الشعبية لعدم ارتباط كلماتها مما يجعل معناها منتفيا إلى حد ما إلا أن البصيرة والإصرار والبحث قد يجعل للأغنية معنى لذلك فلنحاول تأمل أغنية "قالت ليا نعطيك"
            من الواضح أن الأغنية مقسمة إلى ثلاثة أقسام:
فالقسم الأول هو قسم المراودة عن النفس وكما في قصة النبي يوسف فالأنثي هي من تراود ويعبر المغني نسيم حداد عن ذلك بقوله "سيدي قالت ليا نعطيك" فما الذي ستعطي؟؟ إن المعنى واضح فللحفاظ على عفتها تلمح فقط  إلا أن الذكر بما يتسم به من عفة يوسف يصد رغبتها هذه فيقول في الأغنية "أنا قلت ليها لواه" ثم تتكرر المراودة لمرة ثانية بتكرر المقطع ويتكرر كذلك الصد، وبعدها يقول المغني "قالت ليا نعطيك الحليب باش داوي مرض القليب قلت ليها لواه" فالحليب ما هو إلا إشارة لثدي الأنثى كما أن له دلالة في الأعراس المغربية وهو ما يسمى ب"شرب وهرب" ولكي يؤكد الطرح الأول أي الإشارة إلى الثدي يقول بعدها "ونتي يا موشومة الصدر كون هداك الله" لكن لا ينبغي أن نفهم أنه يدعو للإباحية المطلقة وذلك لقوله في الأغنية "أها وبالصبر دابا نتلاقاه آها وبصبر برد أعطشان" وبعد ذلك تتكرر المراودة ويتكرر الصد لمرتين على التوالي وفي المرة الثالثة يقول "قالت ليا نعطيك التمر باش داوي مرض الصبر قلت ليها لواه" فلطالما اعتبر التمر من الفواكه الجافة التي تزيد من فحولة الرجل فالأنثى في الأغنية أرجعت الصبر إلى ضعف جنسي لدى الرجل لكنه صدها ثم يتكرر المقطع الذي يحث فيه على الصبر إن يوسف قد صبر على مكائد إخوته وفراق أهله وكل ما تعرض من مراودة من طرف زليخة له وهو ما يكرره نسيم في الأغنية لكن نسيم ليس بصفاء يوسف فهو يندم على عدم استجابته لرغبة الأنثى فيقول "آمالي يا مالي يا مالي"
                  ويستهل المغني القسم الثاني بآهات ليست بآهات المعاناة بل بآهات اللذة وهو ما يعطي انطباعا على أن هذا القسم هو قسم الممارسة والمعنون ب"الغابة" فيقول "مال الغابة مقلقة من حر المنشار خايفة تبكي وتقول سخيتو بيا احبابي وا الرامي" إن للغابة دلالتين هما: شعر العانة والمنشار هو موسى الحلاقة كما قد تكون الغابة لا تدل سوى على ذاتها بوصفها مكانا لتلاقي العشاق الذين لا يملكون "البرتوش" وخوفها من المنشار هو خوف من ضياع غاية وجودها وهي توفير الأكسجين الضروري لحياة الكائنات الحية وتوفير الأمكنة لممارسة الجنس لضمان استمرارية النوع البشري لكني أميل للدلالة الأولى أي إلى شعر العانة خصوصا عانة الأنثى وذلك لأنها تستنجد بالرامي والرامي هو الذي يرمي ويقذف وهو القضيب يا سادتي...  ثم يكرر المغني آهاته ذات الطابع الشبقي ثم يقول "هانتا جيب وجيب وجيب  هانتا جيب عالغابة" فمن الواضح معنى هذه الأمور "جيب" هي اقذف و"الغابة" هي العانة وشعرها ثم يقول "الغابة فيها بربش عندو بيضة فالعش وراه كالهالو الحنش وخلاه كيف العيساوي" إن بربش هو طائر وعندما يبسط الطائر جناحيه يشبه الرحم والمبيضان إلى حد ما والبيضة ما هي إلا استعارة للبويضة والحنش هو القضيب وعمل العيساوي هو "الجدبة والتحيار" الذي يشبه اهتزازات الأنثى عند الوصول إلى نشوتها وإنه لمن الضروري التغزل بالأنثى أثناء الممارسة فيشبهها بالقايدة والسلطان...الخ ثم يشبه القضيب بالوالي مولاي ادريس حيث يقول "مولاي ادريس الحبيب لي زاروا ما يخيب ولي حك عليه راه مادار مزية تاني" حيث أنه بعد عياء الرجل من الممارسة لازالت الأنثى تطلب منه الإستمرار فيشبه طلبات الأنثى بالحك على الوالي مولاي ادريس وأن هذا الفعل ليس بفعل أخلاقي
                   أما القسم الثالث هو قسم الندم الشديد الذي يأتي بعد الممارسة حيث يقول خليني خليني يا الميمة ثم يبدأ في قول بعض الشتائم في حق الأنثى وجسدها فيقول "اوا كارمة" فإنه يلمح إلى مؤخرتها بطبيعة الحال ثم يسأل "واش هادا خرشش وراه فار معشش" وعندما بحثت عن معنى خرشش وجدت حلويات خرشش ففي ثقافتنا نقول "نضربو ليك الحلوة" فهو يسأل الأنثى هل هذه حلويات ثم يجيب نفسه وراه فار معشش فيشير إلى أن عشيقته لا تهتم بنظافة فرجها وهو ما أشير إليه في قسم الممارسة أيضا حينما شبه العانة بالغابة

قراءات في أغاني مغربية Where stories live. Discover now