٢٦_'فچـر'

461 78 64
                                    


اتجها خلفُه دون حديث، وكأن كُل منهم يعرف ما يمُر به أنس، فقد مرا بهذا أثناء بحثهم عن حارسهم، كان أنس يتقدم بحذرٍ شديد، وكأن قلبُه يحثُه على التقدم دون وعي.. إلى حين وقوفُه بشكل مفاجئ أثر ما رأته عيناه...

كان يُحدق بدهشة حتى اصتدم خُضير بهيئته الطويلة، كاد ان يتحدث حتى اوقفه مازن بسرعة بوضع كفه فوق فمُه ثم حول بصرُه بهدوء إلى أنس.. الذي كان يقف موازيًا لبُحيرة زرقاء لامعة يُطالع بها فرسًا أبيض كـالثلج خُصلات شعره وزيله باللون الأزرق القاتم.. كانت خُصلاتُه طويلة الي حدٍ ما وناعمة كالحرير تتطاير حوله بخفة بسبب نسمات الهواء، يعلو أنفُه بقعة سوداء مُتدرجة باللون السمائي، تحرك أنس أثر صوته الخفي على تشجيعه للتقدم أكثر.. كان الفرس يُتابعُه بعيناه الزرقاوتان، ثم حرك رأسه بضع مرات تليها صهيلُه بطريقة مرحبة..

ابتسم أنس بثُغرُه ثم لامس وجهه بحنان، ابعد هذه الخُصله الرقيقة التي كانت على جبهته قائلًا بخفوت:

_ مرحبًا ياصديقي!

صهل الفرس بفرح ثم دار من حوله بخطواتٍ سريعة، ليُلاحظ تلك القلادة الذهبية المُغلقه في عُنقه، قهقه أنس بذهول ثم وضع يده على رأسه مُستفهمًا:

_ما هذا يافتى؟

قام بتفحص القلادة لتُفتح بوميضٍ خافت باللون الازرق ليتقين بأنه الحجر الخاص به.. قام بفك القلادة ووضعها بجيب بنطاله قائلًا:

_تشبهني كثيرًا.. اتعلم؟ لقد شعرت بوجودكَ من على بُعد مسافة!.. الن تشكرني؟

حرك الفرس رأسه مُجيبًا ثم اخفضها قليلًا حتى فهم أنس، صعد فوقه بهدوء ثم ربت على ظهرُه بخفة ليتقدم ناحية رفيقاه، كان خُضير يُرمُق ما رأه بدهشه شديدة بينما كان مازن يُتابع بفخر..

_ أُعرفكم بـ فچـر.

_ يافتى هل سميته بهذه السرعة؟

اومأ أنس عقب سؤال خُضير ليُكمل:

_هل تُريدان توصيلة؟

قالها بغرور ليصعد مازن ويليه خُضير على ظهر الفرس ليقول أنس:

_هيا يافتى.

__________________

___في قصر الملك عباس___

_ كيف هل بحثت بالمملكة كُلها؟

قالها سلاف لأبنه إياس والذي كان يعلوا وجهه الغيظ مردفًا:

_ بحثتُ يا أبي، وكأنهم اختفوا.. اللعنة عليهم.

دار بمقتليه بملل وتحدث ببرود:

_ لا يوجد شئ كهذا أيها المغفل، اذهب واعثر لي عليهم، ابحت في كُل مكان يا إياس!.

العَـــالـم المَعكُــــوس ✓Where stories live. Discover now