"إنه فوق رأسك صحيح؟" تعبير مجازي لِـ انت لست في امان، مُراقب.‎

ابتلع ريقه، ليحمل حقيبته التي وضعها أرضا ونطق" لا، لذا اعذروني " كان سيغادر لولا أن أحدهما امسكه من كتفه و اردف "حسنا حسنا خذها ب 1 بوكس" حدق به ريان، لا يعلم لماذا يشعر بشدة بالاثارة الان، لكن، هناك شيء ممتع جدًا سيحدث قريبا، اذا بقي ' اعتقد ان لهذا علاقة بما ارادته الرئيسة' وافق على اخذ الغرفة و ذهب للطابق الثاني فورا تاركًا المُريبين وحدهما.‎

عاتَب الداكن رفيقه "بحقك رِيو، لقد اخفت الصبي" عَبس ريو كإجابة وندب مبعثرا خصلاته الحريرية "لم اتوقع انه سيكون متصلبًا هكذا، وايضًا، الأمر اعمق مما وصل لنا صحيح كريس؟" رفع كريس كتفيه و نطق متكتفًا بتعبيرٍ هادئ "لا أعلم، لكن اعتقد ان رفيقنا الذكي يدين لنا بتفسيرٍ ما." ابتسم ريو ونطق" هو حقا يدِين لنا بذلك."‎

-

الموقع الحالي : قصر عائلة إريس الساعة الثامنة صباحًا. نهاية الأسبوع.‎

استيقظت السيدة إريس كريستال مبكرًا، لتحدق فورًا لجانبها بعين شبه مفتوحة، تنهدت بخفة، لا يبدو أن زوجها نام الليلة الماضية، نهضت من على فراشها الفاخر لتحظى بحمامها الصباحي و ترتدي فُستانها الغالي وتضع بعض مساحيق التجميل البسيطة، انتهت من اعداد نفسها و غادرت حجرتها لتطلب من الخدم ان يعدّو الإفطار الان ويقومو بإيقاظ أفراد العائلة، مر وقتٌ منذ أن اجتمع كافتهم على ذات الطاولة.‎

واتجهت هي لمكتب زوجها الذي يَشغل الطابق الاول، بباب ابيض يختلف عن بقية الأبواب البنية، طرقته بخفة وانتظرت رد زوجها، لتسمع صوته المتعب بعد لحظات بسيطة "تفضل." دخلت المكتب بإبتسامتها اللطيفة المعتادة، حقا لا يبدو أن هناك من سينجو في هذا المنزل بلا لُطفها وملائكيتها، هي حقا أمٌ و الأفضل على ما يبدو.‎

"اهلا بزوجي المُحب لإتعاب نفسه" قهقهته اخر كلامها ليبتسم لها نصف ابتسامه سرعان ما ذهبت بعيدا وسألته "ألم تحظى بقسطٍ من الراحة بعد؟" عبست حينما اومأ لها.‎

واردف مُبررًا "انا لا استطيع فعل الكثير على أي حال، لست ابًا جيدًا وانتِ ترين هذا. بل ولست افضل زوج، كل ما أستطيع فعله هو العمل والبحث عن إبني المفقـ.." مرحبا قاطعته بتأنيبٍ شديد "بحقك ليوت، انك تبحث عنه منذ اسابيع عدة ولم يظهر خيطٌ واحد عن مكانه، يجب أن تفكر في احتمالية انه هرب منك، و أيضا، آغضيت البصر عن أبنائك الذين يملأون المنزل و وضعت نصب اعينك ذاك الصغير؟ ابحث ولن امنعك لكن، بحقك ليوت، ابنتك الصغيرة لم ترك تجلس معها منذ اسبوعين، وابناؤك جميعهم مشتاقون لك، ألم يحن الوقت لتتصرف قليلًا كأب؟ وتجلس معهم وتحدثهم عن يومهم وايامهم الطويلة بدونك؟ ".‎

ليس وكأنها تكره ريان، وكيف لها وهي لا تعلم حتى شكله؟، هي فقط منزعجة من تركيزه على واحدٍ وترك اربعة!، حدثت بزوجها الذي أنزل رأسه اسفلًا، ويبدو ان فهم اخيرا ما تعنيه، وذلك الفتى، هو اشبه بالشبح ولا يستمر طويلا في ذات المكان ويختفي بسرعة بكل آثاره.‎

غادرت مكتبه متجهة لغرفة الطعام بعد أن أخبرته بأن يأتي لتناول الطعام هذه المره معهم، حتى إن كان لا يشعر انه في المزاج، يجب أن يوفر وقتًا لعائلته ‎الموجودة.‎

-

الموقع الحالي :نزل على الضواحي، في غرفة نزيل في الدور الثاني. الوقت ١٢ مساءًا.‎

يحمل ما استطاع في حقيبته الصغيرة، ينوي لرحلة صغيرة لقريته السابقة فقد ضجر من الأجواء وايضا اعطتهم المدرسه اسبوع اجازة، صديقه ليس هنا ليلهو معه و لا يملك ايًا الان، لذا سيزور والدته.‎

حدق بتذكرته التي وصلت اليوم ووجدها فوق سريره، هو متأكد انه لم يطلب واحده، لذا يبدو أن أحدهم أراد منه الذهاب، ولا يمانع حقًا فهذا ممتع وايضا لن يطّر لأن يدفع سعر التذكرة.‎

حمل حقيبته و التذكرة لينزل للأسفل ومستعدًا لأي ظهور مفاجئ لتلك المسنة وقد جهز تبريرًا أيضا، لكن... لا أحد ابدا. وهذا غريب..‎

"أين ذهب الجميع؟" تمتم تحت أنفاسه. وبحث قليلا فالارجاء قبل أن يستسلم و يتجه فقط في طريقة لمحطة القطار. ومن هناك لقريته الحبيبة. حيث سيقابل والدته التي مرت شهورٌ طويلة قبل آخر لقاء.‎

لقد اشتاق لها بطبيعة الحال.. لكن، هل سيجدها؟.‎

-

في زمنٍ ما. قبل او بعد سنين.‎

"اتحبينني حقا؟" سأل بصوتٍ مبحوح، وعينيه الزُمردية ملأتها الدموع، صوته المهتز الغريب ،لم يكن شيئًا معتادًا أبدًا.‎

حدقته به سيدة عفا عنها الزمن. بجسدٍ متهالك موصوله بالأجهزة التي تساعدها على التنفس، لم تنطق بحرف ولكن عينها تحدثت نيابةً عنها بدمعةٍ بعد اخرى، نبضات قلبها تزداد خوفًا او سعادةً. أو ربما بسبب ضيق تنفس.‎

يقف هو أمامها كأنما هو الوحيد في هذا المنظر. غرفة مشفًا ربما ملونةٌ بالبياض، و رائحة معقمٍ يملأوها، عينه تضيق و تحولت نظراته لأخرى حاقدة كأنما وصل لجوابه منها، عينه تَدمع و قلبه مجروح ينزف، احقا هذا؟ ضغط على قبضته اكثر، ويدٌ وضعت على كتفه ودفعته لصدره كأنها مواساةٌ من نوعٍ ما.‎

عض على شفتيه و لم يقاومه ابدا، لا يريد أن يرى احد لحظة ضعفه هذه واهتزاز جسده الواضح.‎

"كل شيء سيكون بخير، تحمل اكثر قليلا" صوت رقيق سمعه من جانبه، كل شيء سيكون بخير؟ احقا؟ بعد كل هذا؟.‎

رفع بصره للأعلى ليمنع المزيد من الدموع لأن تنزل، لا، لن يبكي هنا والان، اتستحق ان يضعُف من أجلها؟. لا أبدًا.‎

صوت رنين جهاز قياس نبضات القلب ملأ الغرفة ليصرخ شابٌ يرتدي زيا كالاطباء بممرضته " لقد توقف قلبها! ابدأي بالانعاش الان" وتجمع الممرضين ليقومو به. يشحنون الأداة مجددا ومجددا. 100 فولت ولم تستيقظ بعد. يعيدون الكرة بي 200 قولت. لا تزال لا تستيقظ.‎

يكاد قفصها الصدري يتحطم من قوة الضغط لكن لا فائدة للآن، و هاقد توقف الجميع ليلتفتو لطبيبهم منتظرين ما سينطقه، اعلان وقت الوفاة، حدقتاه متسعتان بشدة و ينظر بلا اي حيلة، لا يستطيع فعلها، كيف سيستطيع إعلانه و ها قد فقد صوته و عُقِد لسانه؟..‎

"وقت الوفاة. الساعة ال 1:58 بعد منتصف الليل يوم الخميس." تحدث من كان يحاول حبس دموعه، ماتت، هي ماتت هكذا بكل بساطة؟، سقط ارضًا مفاجِئًا اياهم، في لحظة ضعف سقط مُغشيًا عليه وسط الأطباء الذين كانو يحاولون إنقاذ تلك السيدة المجهولة.‎

بكل ضعف، في نهاية المطاف، هو إنسان. ‎


//When he was Alone//Where stories live. Discover now