الفصل الثاني

1K 11 11
                                    

تحدثت منيره ..: سلمت ع الكل وشكل عمتك مالها نصيب من هالضمضمه !..
لف زياد الى عمته التي لأول مره يراها وذهب مُسرعاً يسلم عليها ..: لها نصيب ولها حبه ع الراس والخشم ..
انتهى من السلام ثم اخذ اسيل بجانبه وتحدث بصوت طويل وكأنه يريد من الجميع الانتباه ..: وهذي زوجتي اسيل يا يبه ويمه..
ساره وهي تنظر الى خالد ثم تُعيد نظرها الى زياد..: زوجتك !!
خالد وهو يعود للمجلس غاضباً..: وتقولون لي ضيقتك مالها داعي ! وفعلت ولدك يوم عصاك ماهيب غلط !..
ذهب زياد خلفه وهو لا يزال يُمسك بيد اسيل .. دخل مع ابيه المجلس ودخلت ساره وإلهام ومنيره .. تحدث زياد غاضباً ..: يبه لا تحطني غلطان وانت ما سمعتني كل كلامي !..
خالد بغضب كبير ..: ويش اسمع بعد ؟ امسك بيد الغريبه وتقول زوجتي وتقول لا تقولي غلطان ! ..
زياد ..: هذي ماهيب غريبه هذي اسيل زوجة ولدك!! .. يبه انا اقدمت ع الزواج لسببين ! اولها رغبتي فيها والثانيه اني ما اقدر اخذ حقها وانقذها الا ان كاني حليلها ! .. وماهوب من طبعي وتربيتك اترك الضعيف واقفي بظهري ! ..
خالد..: وماهوب من تربيتي تقدم ع الفعل من وراي وتجيني بعد ما خلصت فعلتك ! .. ولا تخدعني بكلمة الانقاذ !
زياد وهو يُزيح الشال من وجهه اسيل ويتحدث ..: انقطع قلبي وانا اشوف من انويها بالحلال تداوم و وجها مليان رضوض .. انكسر ظهري وانا اشوف الخسيس يستقوي عليها وانا ما ادري ! ما قدرت يا يبه ! ما قدرت اشوفها واقفي واروح ولا كأني لمحت دموعها ! .. انا لو أني ردي وفعولي رديه كان تركتها يومها بحاجتي لكن هذا ماهوب انا !!
لم يتحدث خالد وصمت عندما رأى دموعها بعدما ازاح زياد عن وجها الغطا .. لاحظت إلهام دموع اسيل وكتمانها وموقفها ليس جيداً .. اخذتها ودخلت بها واتجهتا الى اديم ..
تحدثت ساره ..: خالد الي سواه ولدك مهوب خطا .. الي اقدم عليه زياد شي تفخر به .. مهوب تعاتبه وتحطه ردي قدام زوجته !
منيره وهي ترى الغضب من الجميع ..: خالد يا اخوي .. يوم اني كنت بحاجة العون واعاني فالح .. فرحت انت وافتخرت فيه .. ويوم اني بغيت العون يوم ان بنتي تروح من يدي ساعدها ولده وحطيته بعيونك .. ليه ما طلع منك هالشعور يوم ان ولدك انقذ الي كانت بحاجته وصار عونها ؟؟
تحدث خالد بعد ما صمت قليلاً..: عصبيتي وغضبي مب لانه تزوجها ! عصبيتي لانه فعل واقدم من دون م ادري ؟ .. بأي مصيبه دخل الحين عشانها ؟ مع اي عربن قرب عشان ينقذها ؟..
زياد..: يبه البنت تنضرب كل يوم ! .. مرت ابوها ظلمتها وبهتتها وهدت حيلها ! ولد مرت ابوها حاول يمس عرضها مليون مره !!!! اخوها ماعبرها ولا كان لها سند بعد ما فقدت ابوها ! .. اسيل كانت بحاجتي .. اسيل انا ابوها واخوها وانا سندها الي كانت فاقدته ! وقبل هذا كله انا زوجها .. ويايبه انا باغيها ولا ابي غيرها تكون ام لعيالي ! ..
نظر خالد لعينيّ ابنه .. وكأنه يشبه احدهم .. وكأن هذه العيون وهذا الاصرار قد رأه في ذلك الشخص من قبل .. ابتسم ولف بنظره الى منيره التي فهمت الابتسامه والتي رأت نفس الإقدام وعدم الخوف في ذلك الرجل ايضاً .. لم يفهم زياد شيئاً .. تسأل من ابتسامة ابيه المُفاجاءه .. تحدث ..: شقومك يبه ويش العلم ! ..
خالد وهو يربت على كتف ابنه ..: ابد اسيل على قولتك هي ام عيالك .. وفعلتك جزله وانا رافعن راسي وفخور فيك .. بالبدايه صحيح اني عصبت .. لكن الي شفته بعيونك خلاني اغير الفكره كلها .. وصون البنت وحطها بعيونك .. بهالزمن الرجال قِله وهي سعد عينها يوم خذت ولدي ..
فرح زياد كثيراً وصدم من تغير ابيه المُفاجيء.. عانق ابيه .. وقبّل رأسه ويديه .. وكأن حملاً ثقيلاً وهمً مُنهكاً كان جاثمً على صدره قد تبخر وتطاير .. وملأت الطمأنينة قلبه ..
عِند إلهام ..
تجلس إلهام واسيل واديم في الصاله الداخليه .. لا تزال اسيل تبكي .. لم تعرف اديم ماذا تفعل بينما إلهام اقتربت وامسكت بـ اسيل التي تضع يديها على وجهها وتحاول كتم شهقاتها .. اتعبها ما سمعته ومؤلم ان تكون شخصاً غير مرغوب .. كانت تظن ان الاستقبال لن يكون جيد .. ولكن لم تتخيل ان هذا الاستقبال سيكون رافضاً وجودها .. عانقتها إلهام وتحدثت بصوت هاديء ومواسي..: كفي دمعتس .. ابوي ماهو برافضتس .. ابوي زعلان على اخوي لانه سوا هالشي من وراه .. الموضوع والنقاش ابداً ماله علاقه فيتس .. 'ثم ابعدتها قليلاً وهي تمسك وجهها بيديها'..: وبعدين تتوقعين ان زياد بيخليتس ؟ ..
ابتسمت اسيل وهي تمسح دموعها ..: زياد قال لي هو سندي .. هو ابوي واخوي .. هو الي احتواني بعز انكساري ..
ابتسمت إلهام..: شفتي ؟ اخوي مراح يخليتس بهالموقف بعد .. بيجي الحين بيمسح هالعيون وبيواجه الكل عشانتس .. خليتس متأكده من هالشي..
اديم وهي مصدومه من طريقة إلهام في المواساه .. فهي دائماً قويه .. وتستطيع مسح الدموع وزرع الابتسامه بطريقه عجيبه .. بطريقه تجهلها .. ضحكت اديم .. وتحدثت..: والله م اقدر اقول شي غير ان إلهام كفت و وفت ..
ابتسمت اسيل وهي تنظر الى إلهام التي كانت خير جليسٍ استطاع ان يُزيح همها ..
'بالمجلس'..
بدا زياد بإخبارهم ما حدث معه وبشكلٍ مُفصل .. ازداد فخر ابيه به وفرح كثيراً .. كان ابنً باراً دائماً .. ولم يكسر كلمة ابيه يوماً الا عندما اراد الدراسه وتكوين ذاته .. وربما كان هذا العناد هو رغبة الرحمن ليكون مُنقداً لأحدهم .. قطع حديث زياد في التحدث الرساله التي اتت هاتفه .. وكانت المُرسله هي إلهام .. توقف بسرعه وذهب بعد ما قرأ ما كتبت .. " زوجتك جفت عيونها من كثر الدمع .. تعال وخلك معها .. تراها اكثر من انكسر وتعب بهاليوم"..
..
دخلت اسيل الى غرفة زياد ودخل عليها وهو يراها تحاول مسح عيونها .. اقترب وجلس قِبالها على طرف السرير .. تحدث مُعتذراً .. يعلم انها بوضع لا تُحسد عليه ..: اسف ياعيون زياد .. تكفين امسحي هالدموع .. ادري الوضع ماكان حلو والاستقبال ماكان زين .. بس ضيقة ابوي وعصبيته علي انا .. ويوم عرف وعلمته رضى وسمح لي ومعاد فيه شي يكدر الخاطر ..
اسيل وهي تنظر إليه ..: الحين كيف اطلع لهم ؟ احس اني خجلانه منهم .. جيتي لهم كانت غريبه ودخلت بحياتهم فجاءه .. كيف بيعيشون معي وبيتقبلوني ؟ ..
زياد ..: اسيل .. انتي زوجتي .. انتي زوجة ولدهم .. واهلي تقبلوتس .. ابوي بس عصب علي بالبدايه
وبعدها قال لي صونها وحطها بعيونك و وصاني عليتس .. ومراح يوصي عليتس ويخاف عليتس احدن ما يبيتس ..
صمتت اسيل ولم تتحدث فقط عانقها زياد .. واخبرها ان كل شي سيكون جميلاً .. ولن تشعر بالغربه وهي بين اهله ..
طرقت ساره الباب عليهم .. ودخلت بعد ما اخبرها ابنها بالدخول .. وتحدثت ..: تعالو تغدو واكلو لكم شي .. توكم جايين والي صار كافي !..
خرج زياد وزوجته .. ذهب زياد لـ ابيه وعمته وامه فالمجلس .. بينما اسيل وإلهام واديم في الصاله الداخليه ..
انتهوا من الغدا وتحدثت ساره لـ ابنها..: وين بتقعد انت وزوجتك ؟
زياد ..: والله مدري يا يمه .. بروح ادور لنا شقه ..
خالد وهو يلف برأسه على ابنه ..: ويش الي شقه ؟ وانت ماغير ثلاث شهور وبتعود لـ غربتك ! .. اقول بس اسكنو في غرفتك واديم موجوده بعد يعني لا تدخل البيت الا انت متحنحن 'التحدث بصوت طويل'..
زياد ..: ابشر يبه ..
دخلت ساره ونادت ابنتها وتوجهوا لغرفة زياد لتقوم بتجهيزها .. لكي يستطيع شخصين العيش بها ..
..
الساعه 12 ليلاً ..
يجلس في صالة منزلهم .. يُمسك هاتفه بين يديه .. فكر كثيراً .. واخبر نفسه انه مُجبر .. لا يستطيع ان يؤمن لها حياة كما يجب .. فهو ناقِص .. رجلاً لا يستطيع ان يُكمل نِسله .. ولا يُريد ظلم الصغيره معه .. من حقِها ان تُكمل حياتها كما تُحب وتتمنى .. حياتها معه مُتوقفه .. دخل على مُحادثتها 'الصغيره' .. تردد .. ولكن مُجبر .. كتب 'السلام عليكم ' .. ثم اردف ' اديم ؟ ' .. اغلق هاتِفه و وضعه بجانبه .. دخل سند .. فقد عاد مُتأخِراً اليوم من دوامه .. رأى اخيه شارد الذهن .. اقترب وصفق بيديه ليقطع سرحانه .. لف تميم عليه بغضب ..: وجعن دق لحي العدو .. فاغر ؟؟ ..
سند وهو يجلس ..: مانيب فاغر بس ابيك تدري انك بالبيت .. وين رحت ؟ ..
تميم وهو ينظر لـ سند ..: مارحت عاني جنبك .. بس شقومك ذا اليومين وجهك مهوب زين ؟ ..
سند يُعدل جلسته ويلف نحو اخيه ..: شوف يا تميم انا مانيب مثلك الف وادور واجحد الي بخاطري .. انا والله ذبحني التفكير .. ابي ادري انا صاحي ولا خبل ! ..
تميم عقد حواجبه وسأل..: شقومك انطق ! ..
سند ..: تعرف خالد خوي ابوي ؟ اخو منيره ؟ خال زوجتك ؟
تميم ..: يا رجال اركد .. قول خوي ابوي واعرفه .. تعوذ من ابليس !! ..
سند مُكملاً حديثه ..: عنده بنت اسمها إلهام .. يعني بعمر حنين تقريباً .. 'ثم اخذ نفساً عميقاً'..
تميم وكأنه فهم ..: تكفى لا .. مهوب ذيك العائله بعد ! ..
سند ..: تميم شفت فيها شجاعه ما شفتها فيني .. والله انها عن مليون رجال .. اقولك تقدم ع الموت ولا تهابه ..
وبدأ سند بإخبار تميم .. بأول لقاء لهم .. عندما سقط ابيها وانقذه ومنعت ركوب سيارته وحفظت نفسها وانقذت ابيها بذكاء منها .. وانتهى عندما افدت ابيها واقدمت على الجزيله بدون رأي احد ! .. تعجب تميم .. لم يتوقع هكذا .. ولاحظ عينَ اخيه وهو يتحدث عنها .. وكأنه يُشرق ويلمع .. يبتسم ويضحك وهو يشرح مواقفه معها .. تيقنّ انه وقع .. انه لا فائده من محاولة إنقاذه .. تحدث وهو ينظر إليه ..: تحبها ؟ ..
سند صمت وصدم من السؤال .. لم يعتقد ابداً .. انه قد يكون عاشقاً لها .. اطال صمته ثم تحدث اخيراً وقال وهو مصدوم من نفسِه..: واضح ؟ ..
تميم بقلة حيله ..: وضوح الشمس .. طحت يا سند ومحد سمى عليك ..
رفع سند كِلتا يديه وامسك برأسه .. ثم عاد بنظره لـ اخيه وقال ..: هذي عدوة فالح ولا ويش ؟..
ضحك تميم وتحدث وهو يُعدل جلسته ..: لا تكفى فكني من هالعدوه .. الله يكفيني اياها..
سند ..: ويش الي الله يكفيك اياها .. انت طحت وخلصت ..
تميم ..: ما طحت .. واليوم ناوي اتكلم معها ..
سند..: ويش بتقول لها ؟ .. لا تسوي شي تندم عليه يا تميم ..
تميم وهو يقف ليذهب الى غُرفته ..: هذا الصح .. والصح ماعليه ندم..
ثم صعد .. وبقي سند حبيس مشاعره التي فاضت به اليوم دون ان يشعُر ..
بيت خالد'..
رأت الساعه اصبحت 1 .. لم تستطع النوم .. وقفت وذهب للوضوء .. واقامت وِترها .. دعت الله انشراح صدرها .. فهي تشعر بحجراً كبير جاثِمُ عَليها .. ودعته الراحه والطمأنينه .. وتيسير امرها ان كان يحمل خيراً لها .. انتهت وتوجهت للمطبخ .. صنعت لها كوب شاي مُنعنع .. واخذت شال لتضعه على رأسها تحسباً لدخول زياد .. وخرجت للحوش .. جلست بطرفه .. اطالت النظر في الفراغ .. فكرت ثم حاولت تشتيت افكارها .. فتحت هاتِفها .. ورأت رقمً غريباً يُرسل .. 'السلام عليكم ، اديم ؟'.. من المُرسل ؟ .. اجابت بعد التردد .. 'وعليكم السلام ، من معي ؟'.. ثم وضعت هاتِفها ..
..
دخل غُرفته .. نزع ثوبه .. واستلقى على سريره .. اراد النوم .. ولكن الرد على رِسالته جعلته يجلس مُعتدلاً .. 'معتس تميم ' ..
..
عاد هاتِفها ليُعلن عن قدوم رِساله .. فتحتها وصدمت من اسم المُرسل .. كيف حصل على رقمها ؟ .. ومالذي جعله يُرسل في هذا الوقت ! .. توترت ولكن استطاعت السيطرة على نفسها .. واجابت ' طيب ؟' ..: اوووف ويش الي طيب ؟ . ياربي يا اديم ما تعرفين تتكلمين !..
..
'طيب ؟' .. نظر مطولاً وكأنه يُريد التأكد من هذا الرد الباهِت ..: نفسيه .. دامها كذا خلني اختصر الحكي ..'اسف على الازعاج .. لكن هالحكي بخاطري من مبطي .. انا ما اداني انحط بالواقع وانجبر عالي ما ابيه .. انا ما اقدر اكون لتس زوج .. من البدايه كانت غايتي وحده .. وهي اني اطلعتس من شين حظتس واتزوجتس عشان ابوي وخالتس .. لكن هالزواج كثير علي وما اقدر اكمله .. ولا ابي اظلمتس معي '..
صمتت .. وقرائتها مره مرتين ثلاث .. ولكن كُلما قرأتها زاد غضبها اكثر .. كلما ضاق صدرها اكثر .. كلما اصبح التنفس عسِراً .. وكتبت 'الشعور ذاته عندي .. انجبرت على هالعقد عشان حظي الشين على قولتك .. لكن دامني كثيره عليك وماتقدر تصوني .. كان قلت لي هالكلام قبل المماطله والشوفه وقبل لا تمثل علي دور الزوج المُتأسف وتلبسني عقد ! .. اتمنى هالعقد التافه ينتهي .. ويكون هذا اخر ما يُقال بينا '.. ثم حظرت رقمه ومسحت المُحادثه .. وكأنها شعرت انها ستُكسر .. لذالك حافظت على مشاعرها وسيطرت على قلبِها الشقي ..
..
كان كلاماً كبيراً منها .. لم يتوقع ابداً ان تلك الخجوله ستكون سامه لهذه الدرجه .. لم يعتقد ان سهمها سينتصِفُ قلبه .. اجابت عليه واصابته ثم محته ومسحته .. وكأنها ادخرت قوتها لـ النهايه ..
كان يعتقد انه عندما يُنهي ما يُرهقه .. سيستطيع النوم والارتياح .. ولكن عندما يكون القلب والعقل في صِراع .. يكون النوم مُستحيلاً ..
..
لم تستطع إنهاء كوبها .. اصبح بارداً .. ومهما شربته لن يُدفيء صدرها .. وقفت ودخلت ل النوم .. دخلت وهي ترجوا عينيها ان تُغمض..
..
صباح اليوم التالي ..
تجلس حنين مع ابيها في الصاله لتناول الافطار .. وصرخت مُناديه اخويها للحضور .. خرج تميم وقبل رأس ابيه ..: بالعافيه ماني باغي الفطور .. ابي امشي للعزبه..
فالح ..: علامك ؟ ..
تميم ..: ودي اني اختلي شوي .. ومبطي من البل ..
صمت فالح ولم يتحدث .. وقفت حنين وقامت بتجهيز بعض الاكل ليأخذه معه ..: اخذ معك شي تاكله .. من امس وانت مكلك ماش ..
ابتسم تميم وهو يُعانقها ..: اخس .. صارت حنين تحاتينا وتجهز لنا اكل ..
ضحكت وهي تُبعد نفسها من حضنه..: لا يغرك تراني حنونه ..
ابتسم وخرج وهو يحمل بين يديه ما اعطته حنين .. وفي هذه الاثناء نزل سند .. رأى تميم وهو يخرج .. لحق به وامسك به قبل ان يخرج..: علامك ؟ ..
تميم وهو ينظر ل حنين وابيه ثم يُعيد النظر لـ سند ..: مافيني شي مير ابي اغير جو ..
سند نظر إليهم ثم اعاد نظره لـ اخيه ..: فيك فيك ..
عاد سند لـ يجلس مع ابيه واخته .. بينما تميم خرج وتوجه لـ ملجأه عِند شتاته ..
اليوم التالي ..
عاد تميم من البر وقد عقد العزم على قطع العقد .. سيُطلقها اليوم .. وسيسلُك كل مِنهم طريقه .. عبرت سياره وقامت بقطع طريقه .. استغرب من طريقة الوقوف وكأنهم يريدون منه النزول ؟ .. فتح الدرج الصغير الذي بجانبه واخرج سكين صغير .. ادخله بكمه بين يديه .. نزل من السياره المُقابله له ثلاثة رجال .. نزل وهو يشُك بسوء نيتهم .. فـ عينيّهم لا تنظُر بشكل جيد ! .. تحدث بصوت طويل ..: العلم ويش هو يا رياجيل ! ..
اقترب احدهم وهو يتحدث .. بينما رفيقه وبلحظه سريعه غرس السكين بـ بطن تميم .. اخرج تميم سكينه الصغير وغرسه هو الاخر بكتف طاعِنه .. تحدث الرجل بأذن تميم ..: طلق اديم ولا منت بسالم ..
ثم ذهب راكضاً وهو يضع يديه على كتفه .. وقع تميم على ركبتيه وهو يُمسك بطنه .. ينزف كثيراً .. وبدأت عيناه تُغمِض .. لم يعد يشعُر بأي شي ..
توقف احدهم وهو يرى الرجل الملقي على الشارع .. نزل ورأى الدم النازِف من بطنِه .. اخذه بسرعه وهو يتجه إلى اقرب مُستشفى ..
..
انتهى دوام سند .. اغلق مكتبه ونزل .. وسمع صوت صراخ رجلاً غريب عن وجوده لجريح ساقط في الشارع .. لم يُرد ان يُسبب ازدحام .. فهو ليس من إختصاصه الجرحى والحالات الطارئه .. ولكن استوقفه عندما سأل الطبيب المُمرضه عن اسمه فأخرجت بطاقته من جيبه وتقول " تميم بن فالح".. توقفت قدماه وعاد مُسرعاً ليتأكد .. وقد تأكد .. صرخ يحدث اخيه وهو يضرب بيديه على خده ..: تميم .. تميم .. ولد تسمعني ؟؟؟
تحدث الطبيب وهو يُبعد سند ..: معليش دكتور سند لكن لازم ناخذه بسرعه وندخله بالعمليه ..
ترك سند اخيه .. واتجهه مُسرعاً لـ الذي احضر اخيه .. امسك به وحدثه بصوت يرتجف غاضب..: من وين جبت اخوي ؟؟؟ من الي سوا به كذا ! ..
الرجُل ..: ماني بداري انا شفته بالشارع طايح وجبته .. مدري من الي طاعنه ولا ادري بأي وقت انطعن !
سند وهو يخرج ..: امش ورني مكانه ..
ركب سند مع الرجل في سيارته واتجهو نحو المكان الذي وُجِد تميم به .. وجد سيارته وسكينه الصغير ملقي على الارض .. اخذ السكين وكان مُغطى بالدم .. عرف سند ان اخيه ايضاً قد طعن طاعِنه .. فـ مِن المُستحيل ان يطعن احداً نفسه .. اخذ السكين واغلق سيارة اخيه واتصل على من يقوم بسحب سيارته .. وعاد هو مع الرجل لـ المُستشفى .. بعد الوصول لـ المستشفى اتجهه سند ليقوم بتحليل الدم .. ليعرف ان كان يعود لـ اخيه ام طاعِنه .. طلب سند من الرجل ان يذهب بعد ما شكره وحلف ان يُكرمه ولكنه رفض بشده واخبره انه فعل واجبه .. وسيفعل اي احدن اخر ما فعله هو ..
سند ..: لا والله انك كفو ومهوب اي واحدن بيلقى الطريح ويساعده ..
الرجل ..: الي سويته واجب يا رجال .. وخل منا التمدح الزايد ..
ضحك سند وتحدث بعدما تذكر ..: ما عرفتني عليك .. ساعدت اخوي و وديتني لمحله وانا ما اعرف حتى اسمك ..
ابتسم الرجل .: اسمي زياد .. يا دكتور سند .. سمعتهم ينادونك ..
سند..: ونعم يا زياد .. الله يكثر من امثالك .. وترا لي دين عندك وحق لك اني ارده ..
ضحك زياد ..: مافيك حيله لكن ابشر ..
ذهب زياد بعد ما اخذ منه سند رقمه .. وعاد للمنزل بعدما عاد من الغنم واحضر حليب .. وبعض الحاجيات التي كان ابيه يريدها .. دخل المنزل واستقبلته اسيل وهي تأخذ الاغراض منه .. ابتسم وهمس بإذنها ..: بعديي الي تستقبلني .. وتاخذ حليب الغنم من يدي ..
ابتسمت اسيل وهي تدخل مُتجاهله حديثه .. دخل زياد المجلس .. تحدث خالد ..: وينك كل ذا الوقت تجيب حليب وكم غرض !..
جلس زياد وكان واضح عليه التعب ..: ليته حليب وحاجات وبس .. لقيت لي واحدن مطعون بنص الشارع وبطنه ينزف .. فزعت به للمستشفى وطلع اخوه دكتور هناك وعصب وعود بي للمكان الي انطعن اخوه فيه يدور الي طاعِنه ..
منيره ..: يويلي !! .. ومن الي طاعنه ومهمله حسبي عليهم ! ..
زياد ..؛ مدري والله يا عمه .. مير ان اخوه معاد قام يشوف من الضيقه .. وشكله ناوي يلقاهم بالي هو به !
خالد ..: ما ينلام .. اجل يلقى اخوه مطعون ويسكت .. بس الله يستر عليهم من الذبح .. بعض الرياجيل ان عصبوا معاد حسبو النهايه ..
ساره وهي تسأل ابنها مُتجاهله حديثهم ..: جويع يا زياد ؟ ..
خالد وهو يلف بنظره إليها ..: وتقطعين كلامنا ؟ ..
ساره بلا مُبالاه ..: وانا ويش علي من عيال العربان وذبحهم ؟..
زياد وهو يُحاول تفادي النقاش ..: اي جويع يا يمه .. مشتاق لطبختس تكفين ..
ابتسمت وذهبت لتُحضر لـ ابنها ما يأكُله ..
خالد ..: المره ذي بتجنني ..
ضحكت منيره وهي تنظر إليه بنصف عين ..: من كانت صغيره وهي مجننك لين ماقدرت تتركها لغيرك وخليتها ام عيالك ..
ضحك خالد وهو يذكر تلك الايام .. فهو قبل سنوات طويله احبها واحب شخصيتها بالرغم من انها كانت تُغيضه دوماً .. الا انها كانت شيئاً لا يتعوض ..
..
'المُستشفى'..
خرج الطبيب من غُرفة العمليات .. إتجه إليه سند فوراً ..: ها دكتور بشر ؟ ..
الدكتور وهو ينزع كمامته..: الحمدلله اخوك طيب .. لكنه نزف دم كثير والفتحه كانت عميقه ويمكن يطول وهو مو قادر يمشي .. يبي له فترة راحه والشرطه بتجي بعد شوي عشان التحقيق بسبب الطعنه ..
سند ..: الله يعطيك العافيه .. اقدر اجيه الحين ؟ ..
الدكتور ..: بنطلعه الحين بغرفه وبعدها تقدر بأذن الله ..
ثم ذهب الطبيب وترك سند خلفه يترقب خروج اخيه لـ يستطيع رؤيته ..
..
'نسيم'..
انتهى حسين زوج نسيم من دوامه وعاد للمنزل .. فوجدها قد انتهت من تجهيز العشاء .. وتنتظره هي وابنائها على المائده .. استقبله صِغاره فوراً بالعناق والشكاوي الطفوليه .. هذا ضربني وهذا اخذ ما هو لي ..
نسيم..: تريك وسيفوه .. ابوكم تعبان اتركوا الشكاوي بعدين !!..
ضحك حسين وهو يحمل الأثنين بين يديه ويقترب عِندها.. : علامتس عليهم .. اغلب شكاوي تركي عليتس ! ..
نسيم وهي تأخذ سيف من ابيه..: قومه الارض ما تمسكه .. مدري من هو طالع عليه ..
ابتسم حسين وهو يفهم مقصدها ويُقبل جبينها ..: يالله خليني اتعشا .. والله ميت جوع ..
نسيم ..: يالله اجلس كل شي جاهز .. وبعدين شعندك طولت اليوم ؟..
حسين ..: تذكرين قضية راعين المخدرات الي كنت ماسكها انا وقسمي ؟..
نسيم وهي تتذكر ...: اي اي خابرته .. شصار عليهم ؟ ..
حسين ..: واحدن من شباب القسم الي مسؤل انا عليه توه منظم لنا .. ماشاءالله تبارك الرحمن .. فطين ذكي ويترك بدقه .. وقدر يمسكم بأسبوع ..
نسيم..: بسم الله عليه ..
حسين وهو يُكمل..: وبعد حله للقضيه وذكاءه قرر رئيس القسم يكرمه ويكافاءه وصار مسؤل في احد الاقسام الي رؤسائها مُهملين وباردين ..
نسيم..: والله يستاهل ..
..
'المُستشفى'..
دخل سند على تميم .. فوجده مُستلقياً .. شاحباً وجهه.. اقترب وجلس على كُرسي بجانب السرير ..: سلمت يا بو فالح !..
تميم وهو يُحاول الجلوس..: الله يسلمك ..
سند وهو يقف بسرعه ليُساعده على الجلوس..: العلم ويش هو ! ..
تميم..: خلك من العلم .. ابوي علمته ؟ ..
سند ..: اي دقيت عليه بعد ما خلصت عمليتك وجايين .. واهرج ويش صاير ..
ما إن بدأ تميم التحدث حتى دخل ابيه مُسرعاً وبرفقته حنين .. التي تبلل نِقابها دموع حتى قبل وصولها ..
فالح بخوف على ابنه..: علامك ؟ شفيك ؟ من الي مد يده عليك !!..
حنين وهي تُعانق اخيها ..: خلوكم من الي مد يده .. انت بخير ؟ عساك ما تشكي من شي ؟ ..
تميم وهو يبتسم لـ اخته ..: مافيني شي يا بنت ..
ما غير جرح صغير وخيطوه ..
سند بعدم تصديق ..: ما عليك منه يبه .. جرح كبري انا شايفه بعيني ! ..
فالح وهو يجلس ..: احك يا ولد .. العلم ويش هو ! ..
تميم وهو يستسلم ويُقرر الحديث ..: وانا جاي من البل عاكست طريقي سياره ونزلو منها ثلاثه .. واحدن منهم اشغلني بالكلام والثاني غدر وطعني .. وطعنت كتفه .. وطحت بعدها ما اذكر شي ! ..
فالح ..: طعنوك وراحو بس كذا !!..
تميم اخذ نفساً عميقً..: الي طعني قال لي طلق اديم ولا منت بسالم !!..
فالح وهو يقف بغضب ويعرف المُعتدي..: الخسيس متعب ..
سند ..: وينه يبه تكفى .. والله لأردها بأغلى ما عنده ! ..
تميم بغضب..: اعقب .. يعني بتردها في اديم ؟؟
سند..: مانيب رخمه عشان اردها في حرمه .. بوجعه في نفسه!!..
فالح بغضب واضح..: خلوكم منه .. هالرجال علي .. وكأنه جاب لي سبب بين عشان اقضي عليه ! ..
حنين وهي مصدومه وتحاول اتفهم او ان تحل شي ..: طيب اقطع المشكله وطلق اديم ! ..
تميم ..: يخسي اطلقها .. يحسب نفسه بيخوفني ويخليني اتركها .. مانيب رخمه عشان ارجعها لهالخسيس!..
فالح وهو يُقرر الخروج ..: خالد واهله لا يدرون .. يكفي المصايب الي عاشوها عنده .. اسكتو وبنحل هالمشكله بينا !..
عياله..: ابشر ..
..
بيت خالد'..
منيره وهي تخرج الى البنات الجالسات في ساحة المنزل ..: يازين جلستكم والهدوء ..
اسيل وهي تقف ..: تعالي اجلسي بمحلي ..
منيره ..: لا والله ما تقومين .. بجلس هنا فيه محل ..
وجلست بجانب ابنتها التي قد ازاحت لـ امها منذ البدايه .. كثرت الاحاديث .. وخرجت ساره لتجلس معهم بعد ما اتت من زوجها وابنها في المجلس ..
رن هاتف منيره فوجدت المُتصل عبدالله .. ابتسمت وهي ترى اسمه يُنير الشاشه .. اجابت ..: يامرحبا ..
عبدالله وكانه متوتر .: مرحبا بج.. اخبارج يا عمه ؟..
شعرت منيره بشيء غريب بصوته ..: علام صوتك ؟ ..
عبدالله ..: ماعلامي شي يا عيني .. اخباركم ان شاءالله انكم بخير ؟؟..
منيره ولا تزال شاكه..: الحمدلله بخير وطيبين .. شفيك تراني افهم من صوتك ؟..
عبدالله استسلم ..: ابوي مختفي له يومين يا عمه .. واخر علمي به معصب وناوي يرجعكم ولو بالدم ! ..
منيره خافت وقد بان ذلك على وجهها .. اغلقت الهاتف وذهب راكضه الى اخيها .. ذهبت خلفها إلهام وساره .. وقفت اديم محلها خائفه .. لم تتحدث امها بالذي سمعته في الهاتف .. ولكن وجهه والدتها ارعبها .. بقيت هي واسيل واقفتان لا تعلمان ماذا يفعلان .. لا تستطيع اديم الذهاب لوجود زياد ولم تذهب اسيل لشعورها انه شي عائلي ولا يجب عليها التدخل ..
دخلت منيره المجلس وقد كان زياد يقف لـ يخرج وابيه قد استلقى لـ ينام قليلاً.. اعتدل خالد بسرعه في جلسته عندما رأى وجهه اخته الشاحب ..: علامتس !!..
منيره وهي تطمئن عندما رأتهم بخير ..: مافيكم شي صح ؟ ..
زياد وهو يقترب منها ويمسكها لانها تكاد ان تقع..: مافينا شي يا عمه .. علامتس ؟..
منيره وهي تبتعد من زياد وتذهب بالقرب من اخيها ..: اتصل علي عبدالله يا خالد .. وقال ان متعب ناوي يرجعنا له ولو بالدم ! ..
خالد وهو يقف بغضب ..: يخسي الرخمه .. وان كان فيه خير يقدم ويشوف ..
زياد وهو يحاول ان يُطمأنها..: يا عمه محد يقدر ياخذتس غصب .. تطمني !..
منيره وكأنها تذكرت ..: فالح فالح يا خالد .. فالح وعياله !! .. يمكن سوا بهم شي ! .. انتم بخير لكن اكيد انه غدر بهم ! ..
خالد وهو يؤيدها ويخرج هاتفه ..: اصبري خليني ادق على تميم ولا سند ..
زياد لف بصدمه مما سمعه ..: يبه الي ساعدته المطعون اسمه تميم ! واخوه الدكتور اسمه سند !..
خالد وهو غاضب ..: وليه ما قلت اسمائهم !!!! هم اياهم ! ..
زياد وهو يخرج خلف ابيه..: وانا ويش عرفني !.. يالله مشينا ..
منيره ..: وانا معكم .. واديم لازم تروح لزوجها !..
زياد..: ننتظركم برا يا عمه .. استعجلو ..
ذهبت منيره لتنادي ابنتها ويتجهزون للخروج .. بينما تقف إلهام مصدومه مما تسمع .. فهمت الان سبب وجود ذالك الطبيب في منزلهم .. وكأن كل التساؤلات تقوم بحل نفسها وهي فقط تستمع لداخلها .. قطع تفكيرها والدتها التي تحدثت ..: بنت ؟..
إلهام وهي تمسح على وجهها..: لبيه يمه .. خلينا ندخل تركنا اسيل بروحها ..
..
اخبرت منيره ابنتها التي خافت لسببً تجهله .. وامتلئت عيناها .. خرجو واتجهوا للمُستشفى ..
'المُستشفى'..
خرجت حنين من غرفة اخيها .. وذهبت لـ تتصل على نسيم .. في هذه الاثناء دخلت الشرطه وذهبت مُتجهه الى غرفة تميم .. خافت حنين من الدخول المُهيب لهم .. وكان يمشي امامهم رجلً يبدو انه قائدهم .. جلست على الكرسي القريب من غرفة اخيها ومر القائد من جانبها وكان يتحدث فالهاتف ..: مطول اليوم يا يمه .. لا تنتظريني !..
ثم اغلق هاتفه ودخل لـ غرفة تميم .. بينما هي اتصلت على نسيم واخبرتها بكل شي ..
دخل القائد الغرفه .. وصُدم عندما عرفهم .. اقبل على فالح وقبل راسه ثم ذهب ليُسلم على سند وانحنى بعدها ليُسلم على تميم المُستلقي على السرير .. تحدث سند ..: يا مرحبا يا سالم .. اثرك انت المسؤل عن قضيتنا ؟..
سالم ..: هالله هالله .. ويش علمكم ومن طاعنك يا تميم ؟..
تميم بدأ يُخبر سالم بما جرى ..
سالم ..: يعني انتم تشكون بأبو زوجتك ؟..
فالح..: مافيه غيره يا ولدي .. من خذينا بنته وهو نيته علينا شينه ..
سالم ..: خلاص القضيه عندي .. وانتم لا تخطون على شين بتندمون عليه !! ..
تميم..: ابد دامك انت الي ماسك القضيه .. مابه شين نحاتيه ..
لف سالم للخروج بعد ان وعدهم بأنه سيفعل ما يجب ليمسك به .. ولكن دخول خالد وزياد قد استوقفه .. تحدث خالد ..: ويش التجمع ذا ؟..
ثم اقترب من تميم وهو يشعر بالذنب ..: سلامتك يا ولدي واعذرنا طالبك !..
فالح وهو يمسك خالد من كتفه ..: يا رجال ما سويت شي انت عشان تعتذر .. الخسيس سوا فعايله وسالم ولدك ماسك القضيه والعلوم طيبه !..
زياد وهو يقترب ليُسلم على فالح ..: والله العذر والسموحه .. قابلت عيالك وشفت ولدك طريح ولا دريت انكم من ربعنا !..
سند وهو فرح عندما رأى زياد ..: يامرحبا .. اثرك انت ولد عمي خالد المُبتعث ؟ ..
زياد ..: وصلت خير .. كان المفروض اني اقعد معك وادق خشم الخسيسين مير اني استعجلت ورحت !..
سند ..: لا والله انك ما قصرت سويت ذا كله وانت ما تعرفني .. نشمي وطبعك واحد مع الي تعرفه والي ما تعرفه ..
ابتسم خالد وفرح عندما رأى ابنه يرد الديون التي يشعر انها مُتراكمه من فالح وابناءه .. ضحك فالح وقال ما زحاً وهو يُربت على كتف زياد ويُحدث خالد ..: تقول ميدي دايم يا كثر عطاياك علي يا فالح .. وهذا ولدك رد الدين وانقذ ولدي !.. معاد به دينن بينا وينحكى به !..
ابتسم خالد وهو ينظر لأبنه .. ثم يُعيد بنظره على تميم ويتحدث ..: عساك ما تشكي من وجع يا ولدي ؟..
تميم ..: ما اشكي يا عم .. وشوفت الربع كلهم متجمعين حولي .. برت علتي ولا كأني انطعنت ..
ضحك الجميع واطمأنت الانفس بعد التعب والركض الذي حدث .. ثم تذكر زياد وتحدث ..: يووه والله نسينا .. يا تميم عمتي وزوجتك برا يبون يجون ويسلمون عليك ..
خالد ..: زين انك تذكرت .. شفت الكل مجتمع والرجال طيب .. نسيت الي هلعوا وخافوا اكثر منا ..
خرج الكل لتدخل منيره وابنتها .. اقبلت منيره بسرعه وهي تتفقده وتحدثت بخوف فهي تعرف زوجها وتعرف كم هو رجلاً دنيء لا يخاف الله ويؤذي بخباثه..: سلامتك يا وليدي .. والله اني اعتذر .. هالرجال نجس ويهاب الذيابه ويجيهم غدر !..
تميم وهو ينظر لـ منيره ..: والله اني طيب وبخير .. ولا اشكي من شي .. وهو لو انه رجال كان جاني وجه لوجه وما ارسل لي رخومً ما يعرفون الا الغدره !..
فرحت منيره كثيراً عندما رأته بخير .. وتأكدت من انه لا يحتاج شيئاً او يشتكي من ألم .. ثم تحدثت ..: يالله يا وليدي انا بطلع برا واخليك شوي مع زوجتك ..
خرجت منيره وتركت الإثنين لوحدهم .. لم تعلم اديم ماذا تقول .. فهي لا تزال غاضبه .. ولكن ما حصل له بسببها ! .. لم تستطع فِعل شي سواء انسياب دموعها كما هي عادتها .. فـ عِندما يخونها الكلام .. تكون دموعها هي المُتحدثه .. لم تنزع لِثامها رُغم بُكائِها .. ارتبك تميم ولم يستطع فِعل شي .. فهو مُستلقي على السرير ولا يستطيع الحراك بسهوله بسبب الخياطه اسفل بطنه .. تحدث مُحاولاً تهدئتها ..: طالبتس تكفين .. سوي كل شي لكن لا تبكين !! ..
تحدثت اديم وهي تحاول كبت شهقاتِها وبُكائها ..: اسفه يا تميم .. والله اني منحرجه ولا اعرف شنو اقول .. لكن تكفى سامحني !..
تميم وهو يُأشر لها ان تجلس بجانبه على السرير ..: تعالي اول شي هنا واجلسي ثم تكلمي ..
نظرت اديم مُطولاً للمكان الذي اشار إليه .. ثم اقتربت وجلست .. رفعت عينيّها لعينيه .. وتحدثت وعيناها مُحمره ..: طلقني ..
شعر تميم ان الكلمه مؤلمه اكثر من طعنة طاعِنه .. وحاده اكثر من سكينً انغرس به .. لا يستطيع ان يُخبرها ان طلاقه لها هو خلاصه من هذه الألم .. وان هذا هو طلب ابيها اصلاً .. صمت مطولاً ثم تحدث ..: ماني مطلقتس..
انصدمت اديم .. فهو قبل يومين جرحها من اجل ان يُطلقها !.. تحدثت بغضب ..: مب انت تقول انك مجبر علي عشان شين حظي ؟ ويش تبي بي الحين وانا شين حظي مخليك طريح هالفراش!!!..
ندم تميم ندمً شديد .. فـ مِن الواضح ان كلامه كان مؤلماً جداً لها ..تحدث.. : هونت .. تغير رايي .. وماني مطلقتس ..
غصبت اديم و توقفت وتحدثت ..: مافيه شي اسمه هونت .. انا اطلب الطلاق منك الحين !.. وعيشه معك ما ابيها .. وزي ما قلت انت وأيدتك .. مانقدر نعيش حياه مجبورين عليها ..
خرجت واغلقت الباب خلفها .. وضعت الغطا كاملاً على وجهها كي لا تُلاحِظ امها إحمرار عينيّها ..
امسك تميم رأسه بـ كلتا يديه .. يشعُر انه ضائع جداً .. لا يُريد ان يُطلقها .. لا يُريد ان ينفصل !.. لماذا اصبح اناني لهذه الدرجه !!.. فهو لا يُجبر احداً عليه .. ولا يعيش حياةً بتخطيط غيره .. وكأنه فرِح ان والدها طلب هذا الطلب .. وكأنه انقذه من شي يهابه ..
دخل سند بعدما رأها تخرج وتُغلق الباب بقوه ..
دخل سند بعدما رأها تخرج وتُغلق الباب بقوه ..: احح .. ويش سويت انت !..
تميم ..: ما رجعت البيت انت ؟..
سند وهو يجلس ..: لا والحمدلله اني جلست .. شفت مرت اخوي طلعت معصبه !..
تميم بهدوء غير مُعتاد مِنه ..: طلبت مني الطلاق ..
صُدم سند من تصريح اخيه المُفاجيء .. فهو رجلاً صامت لا يُعرف ما بصدره دائماً .. تحدث ..: طيب ليه ما تطلقها ؟..
تميم بهدوء اخر مُصطنع..: عشان يحسبني ابوها اني رخمه خفت منه وطلقت ؟..
سند وهو بدأ يفهم ..: لقيت لك عذر صح ؟ .. من يوم خطبت وانت تقول ما ابيها ومابي اظلمها وبطلقها .. لكن يوم جاتك الفرصه تطلقها ترفض !..
تميم ..: قبل الوضع كان غير والحين غير !..
سند بغضب واضح ولأول مره يغضب على اخيه هكذا ..: قبل كنت ماتعرفها لكن الحين تحبها !.. لعاد تكذب ع نفسك وارتاح وريح قلبك !..
تحدث تميم بغضبً من غضب اخيه ..: لا تفسر الأمور على كيفك !!.
سند وهو يخرج ..: بلاك انك تعيش على كذب ولا تركز على الحقيقه !..
خرج سند وترك تميم خلفه .. يُصارع الحقيقه التي يخاف ظهورها .. لم يُحبها ولن يُحبها .. سبب بقائها واحد وهو ليستطيع القضاء على ابيها .. غير ذلك مجرد اوهام اخترعوها هم .. ويحاولون إقناعه بها ..
..
منزل خالد..
تجلس ساره وإلهام واسيل في ساحة المنزل .. تعجبت اسيل فهي لم تكُن تعلم ان اديم مُتزوجه .. إلهام ..: متزوجه وطريقة زواجها شوي كانت بمشاكل .. عشان كذا ما تتكلم عن هالموضوع كثير..
اسيل بتساؤل ..: يعني ما تبيه ؟
ساره وهي تعتدل بجلستها ..: مب ماتبيه بس 'وبدأت بأخبارها بالقصه مُنذ البدايه حتى انتهت بعقد قُران اديم '..
اسيل بصدمه ..: مو طبيعي ! .. يعني عمتج كانت متزوجه ابو زوج اديم ؟..
إلهام ..: اي .. عشان كذا الموضوع شوي فيه شوشره ..
سمِعوا صوت السياره تقف امام الباب .. ذهبت ساره لتستقبلهم وتعرف ما حصل .. نزلت اديم من السياره وذهبت مُسرعه الى إلهام .. وجدت امامها ساره وسألتها وهي لا تزال واضعه الغطاء على وجهها ..: وين إلهام ؟ ..
ساره وهي تمر من جنب اديم وتذهب لـ زوجها ..: بالحوش مع اسيل ..
اتجهت لها فورا .. ومُجرد ان رأت إلهام نزلت غِطاء وجهِها .. وبان إحمرار وجهها ودموعها التي لم تقف .. عندما رأتها إلهام وقفت تنتظر إقترابها .. وصلت اديم وارتمت في حضن إلهام وبكت بشده .. بادلتها إلهام الحُضن وجلست بها .. اصبحت اديم ترتاح وتستجمع نفسها بين يدي إلهام وبداخل حُضنها .. لا تستطيع إخبار والدتها بمشاعرها المُتعبه لكي لا تُرهقها .. وليس لديها امان غير إلهام تستطيع به إفراغ تعبها ..
.. مسكت إلهام وجهه اديم بـ كِلتا يديها وتحدثت وهي تمسح دموعها بإبهامها ..: علامتس ؟ تميم فيه شي ؟ ..
اديم وهي لا تزال تسكُب دموعها .. تحدثت بغضب ..: قلت له يطلقني يا إلهام ورفض !! .. وكأني صدمته لهالطلب ولا كان يتوقعه !..
صُدمت إلهام من حديثها ..: وليه تطلبين الطلاق ! .. شي طبيعي بينصدم !..
اديم وهي تبتعد من حضن إلهام وتتحدث بين دموعها ..: إلهام هالولد عيشني بشتات !!.. تعبت من شعور انه يبيني وانه مجبور علي ! .. يوم شافني لبسني العقد واعتذر وكأنه شخص يبيني ! .. وقبل يومين ارسلي وقال انه مجبور علي بسبب شين حظي ولا يقدر يستمر معي !! .. واليوم حسيت بالذنب في الي جرى له ورحت له وطلبت الطلاق ورفض يطلقني !! .. ويش يبي فيني واحدن انجبر علي !..
ثم عادت لتبكي .. إلهام تشتت .. لم تعرف ماذا تقول .. لا تُريد إرهاقها بحديث يُزيد من إنهيارها .. تحدثت ..: طيب هل من الطبيعي ان شخص ما يبيتس يقرر يعيش معتس ويرفض يطلق ؟ ..
اديم اجابت بسرعه وبغضب ..: لانه مريض !..
اسيل جالسه .. ترى وتسمع كُل ما يجري .. تحدثت ..: يحبك .. واضح وضوح الشمس .. هالشخص يبي يتركك لكن ما يقدر .. وهذا سبب تقلباته وكثرة قراراته !..
اديم وهي تلتفت لـ اسيل ..: وانا ماني ملزومه اتحمل تقلباته هذي واسمع الي يجرحني !..
إلهام ..: طيب فكري مره ثانيه بالموضوع ..
اديم وهي تقف لتدخل..: ماهو على كيفه لامن بغى يطلقني افكر وارضى ولامن بغى وجودي ارجع افكر وارضى .. القرارات ماهي بيده هو .. انا بعد لي قراراتي بحياتي .. وانا عايفته !..
ثم دخلت ولم تجعل احد يجيب عليها .. دخلت الغرفه واقفلتها .. بكت وبكت حتى افضت ما بداخلها .. كبريائها جُرح .. ولن يُشفيه الا فراقها مِنه.. ان بقت فهو بقرارها وان ذهبت فهو برغبتها .. وهنا ينتهي النقاش عند اديم ..
صباح يومً جديد بأحداثً جديده .. يحمل معه مشاعر مُتغيره .. البعض كانت حُبً واصبحت غصبً .. والبعض كان تساؤلاً واصبح يقين .. والبعض مُتيقن ولكن ينتظر الإقدام ..
..
منزل فالِح .. الساعه 12 ظُهراً..
..
دخلت نسيم بأطفالِها وزوجها .. خافت جِداً عندما اخبرتها حنين .. وغضِبت من العلاقه المُريبه التي تربط تميم بـ اديم !.. لم تكُن مُرتاحه مُنذ ارتباطه .. ولكن لم يصل إعتقادها ان يُطعن بسببها ! ..
استقبلها سند قبل دخولها لـ وجود حسين معها .. تحدثت فوراً ..: وين تميم ؟ علمكم ويشهو ! ..
سند وهو يحمل منها تركي الصغير ..: اذكري الله وادخلي اقعدي .. والباقي يصير خير ..
حسين ..: سلامتكم يا سند .. عسى ما شر ؟..
سند ..: الله يسلمك .. تميم بخير والعلوم طيبه .. والقضيه مسكها واحدن نعرفه ..
حسين ..: اي خابرن سالم بن منصور .. توه جديد واول ما ترأس القسم استلم قضيتكم ..
نسيم وهي تلف على زوجها ..: هو اياه الي حكيت لي عنه ؟ ..
حسين ..: ايه .. الولد الفطين ..
سند ..: نعرفه من مبطي يا نسيم .. ولد خال عيال خالد .. خوي ابوي ..
حسين ..: يالله انا استأذنكم وراي دوام .. وان بغيتو شي لا يردكم احد وانا موجود ..
سند ..: ابشر والله يطول في عمرك ..
ذهب حسين .. ودخلت نسيم بأبنائها وهي تتوعد سند بتحقيقات كثيره .. اغلق سند الباب وبين يديه لا يزال تركي .. دخلت نسيم لـ الصاله وهي تحمل سيف .. دخل بعدها سند .. وضعت ابنها وفتحت حقيبتها واخرجت دفتر ابيها .. الدفتر الذي مُليء بأسرار اتعبتها .. رفعت الدفتر في وجهه سند وتحدثت بغضب ..: شفت هالدفتر وقريت اسراره وسكت قلت يمكن ذكرى قديمه ل ابوي وانمحت .. وشفت اخوي يتزوج بيوم وليله ويحبس نفسه عند الحلال وينقطع عن العالم قلت يمكن حبها وخايف عشان جُرحه الي ما اندبل! .. لكن ينطعن اخوي بسبب هالزوجه ويرفض يطلقها ويش السبب ؟ .. ان كان فيه شي من حق اختكم الكبيره تعرف كل الي يصير .. مانيب هامش !.. انا امكم قبل اصير اخت ! انا ملجأكم يوم ان الدنيا ضاقت عليكم ! ..
اقترب سند بعدما رأى دموعها التي خرجت مع حديثها الغاضب .. قبل رأسها واعتذر منها واجلسها.. نزلت حنين من غرفتها عِند سماعِها لـ صوت اختها الغاضب .. جلست وهي تتسأل عما يحصل .. تحدث سند بعدما هدأت نسيم ..: والله اني اسف يا نظر عيني .. كل شي صار بسرعه وبلحظه غريبه .. من حقتس تعرفين وانتي الي المفروض اول من يعرف .. انتي امي والله انتس صادقه انتي كنتي امانا من هالدنيا !..
نسيم وهي تحاول كبت نفسها..: تكلم يا سند !..
سند ..: ابوي قبل يتزوج امي .. كان متزوج قبلها بـ منيره 'ثم صمت قليلاً'.. : اخت خالد .. وام زوجة تميم ..
نسيم بصدمه ..: كيف !..
سند اخبرها بكل شي .. منذ البدايه حتى ذهب ابيه مع ابو مطلق لـ يخطب .. حتى عرف ان الطفله الصغيره هي ابنة محبوبته !..
لم تستطع نسيم تقبل هذا كله .. : وامي ! .. تزوجها ابوي جسد بلا روح ! .. طول هالسنين وقلبه عند غيرها ! ..
سند ..: لا والله ان ابوي ما قصر مع امي .. وقد راحت امي وتكلمت مع تميم .. قالت له ابوك عطاني كل حق من حقوقي ولا حرمني من شي بالرغم من انها عارفه ان ابوه الي هو جدي جبره يتزوج امي بعد ما طلقو منه منيره غصب وزوجوها غيره .. كانت هذي وصية جدي عشان يكمل ولده حياته ولا ينتظرها .. وابوي سوا الي قاله ابوه وتزوج امي وعاش معها زي ما يعيش اي زوج مع زوجته ولا ظلمها .. لين توفتها المنيه واخذ ربي امانته .. وهذا هو بعد سنين طويله قدر يلقى من اشقى عمره يدورها .. وعشان ما تضيع من يديه مره ثانيه .. عقد قران اخوي بـ بنتها .. لجل يضمن قربها ويحمي بنتها !.. ابوي ما قال كذا !.. لكن فهمنا التصرف بدون ما ينطق ..
امسكت نسيم رأسها بـ كِلتا يديها .. من هول ما تسمع .. الحديث اغضبها .. وما اغضبها اكثر هو صمتهم عن كل هذه الحقائق .. تحدثت اخيراً بعد صمت طويل ..: ابوي وينه ؟..
سند وهو يعلم بشعورها جيداً ..: بالمستشفى عند تميم .. بيطلع اليوم ..
قطع حديثهم تركي الصغير .. الذي امسك بطرف ثوب امه وتحدث بكلام لم يُفهم .. ضحكت نسيم .. وتحدث سند ..: ويش يقول ذا الورع ؟..
نسيم وهي لا تزال تضحك ..: انا شكلي بخطب له إلهام ..
اربك سند إسمها .. لم يعتقِد ان سماع اسمها سيُشتته هكذا .. واردف مُخبيءً مشاعره ..: وليه ؟ ..
حملت نسيم ابنها بين احضانها وتحدثت ..: من ذاك اليوم وهو يهذري بها .. البنت سحرته ..
سند بداخله " عزالله انها سحر "..
قطع حديثهم دخول فالح مع ابنه .. الذي لا يزال لم يستقم في وقفته .. واضعاً يديه مكان الطعنه .. ركض كلً من تركي وسيف عندما رأوهم .. واحتضن سيف خاله تميم .. مما سبب الم له .. صرخ تميم ..: اخذيه ياحنين قبل لا احط وجعي فيه ..
ضحكت حنين وهي تحمله وتُبعده عن تميم .. نسيم وهي تقترب وتأخذ تركي قبل ان يفرغ تميم غضبه عليه هو الاخر ..
سند مازحاً..: استح على وجهك !.. ورع صغير يوجعك !..
تميم يلتفت ل ابيه ..: معك سكين طرف ؟..
ضحك سند وهو يقترب منه ويقبل رأسه ..: اهدا من كذا !.. علامك يا رجال نفسك في خشمك ! ..
فالح ..: اتركوا الحكي الي ماله داعي .. وبكرا عندنا عشاء كبير على سلامة تميم .. وانتي نسيم امسي عندنا ذا الليل عشان تقولون ويش ناقصكم انتي وحنين وتعلمون سند ..
تميم يلف على ابيه ..: يبه ما تعرف تستشيرنا في شي ؟..
فالح وهو ينظر ل تميم ..: الا بستشيرك في شي .. بتتصل على نسايبك تعزمهم ولا بتريح نفسك وتخليها علي ؟..
ضحك سند على تميم الذي بان غضبه من رد ابيه .. ثم امسك بضحكته قبل ان يغضب تميم اكثر .. دخل فالح ل المجلس ولم ينتظر الإجابه من تميم .. لف تميم بنظره لـ سند وتحدث ..: مدري القاها من ابوي ولا من ضحكك الي ماله سنع !..
سند ..: انت رجال تحب الشقى .. ابتسم شوي عشان الاجر على الاقل ..
تجاهل تميم سند ودخل عِند ابيه .. نسيم وهي تُحدث سند ..: الرجال خاطره شين وانت رايق ..
ثم دخلت وتركت سند خلفها .. حيث بقيت حنين فقط واقفه وبين يديها سيف .. ولفت بنظرها لـ سند وتحدثت ..: مدري ويش يصير لكن الله يكون في عونك !..
دخلت وبقي هو واقفاً .. ثم تحدث مُحدثاً نفسه ..: مشكلة الضحوك لا صار بين عربن ما يقدرونه..
ثم دخل هو الاخر وجلس معهم .. وبدأ فالح يتصل على اقاربه واصدقاءه ومن يعرفه ويقوم بدعوتهم للعشاء .. واخبارهم بما جرى لأبنه على انه حادث بسيط بدون ذكر الاسباب .. واتصل تميم على خالد وقام بعزيمته .. ولبى خالد الدعوه واخبره بقدومهم غداً .. واتصل سند على سالم وقام بعزيمته واخبره ان يُخبر عائلته ويأتون جميعاً ..
بيت خالد '..
ساره وهي تمسك ابنها زياد وهو يخرج من غرفته .. اخذته وجلست معه في الصاله .. وتحدث زياد مُتعجباً من تصرفها الغريب ..: يمه ويش العلم ؟ .. فيه احد به شي ؟..
ساره وهي تعتدل في جلستها ..: محد فيه شي بس اسمعني .. ولا تلف وتدور انا امك عادي ..
زياد ارتبك ..: يمه علامتس !..
ساره ..: انت دخلت على زوجتك ؟ ..
صُدم زياد من سؤالها ..: يمه شذا الحكي !..
ساره ..: قلت انا امك خلك معي صريح واهرج ..
زياد وهو يقف ليذهب ..: استأذنتس ..
امسكته ساره واجلسته ..: اقعد وتكلم .. تراك خابرني منت بطالع الا لين اخذ غايتي !..
زياد ..: يمه ويش بتستفدين ؟..
ساره ..: عندي اسبابي تكلم وعجل..
زياد وهو مُحرج من سؤالها الذي داهمه ..: لا يا يمه ..
ساره بفضول ..: وليه ؟..
زياد بغضب ..: ويش الي ليه ! البنت ماتبي .. ها اروح ؟
ساره ..: لا لا تروح .. وهذي الاجابه الي ابيها .. وزوجتك مراح تدخل عليها وتصير زوجتك فعلاً الا لين تسوي لها زواج وحفله مثل باقي البنات وتاخذ لها مهر .. تفهم ؟..
زياد بصدمه..: يمه شذا الحكي ؟! ..
ساره ..: انت الي شذا الحكي ؟ .. البنت من حقها تفرح مثل باقي جيلها .. وتلبس الابيض وتبدا حياتها الجديده !.. اكيد ان هالموضوع غصه بقلبها .. وبعدين انا ابي اعلن فرحي بعرس ولدي واسوي له الزواج !..
ثم خرجت تركت زياد خلفها .. صُدم في البدايه .. ولكنها مُحقه .. فزواجها كان سريعاً ولم تكن سعيده به كثيراً .. خرج وتوجه الى غرفته .. ولكن استوقفته امه التي وصلت للغرفه قبله ..: على وين ؟ ..
زياد ..: على غرفتي ! ..
ساره وهي تدخل الغرفه وتخرج نصفها لتُحدثه ..: ما تشوف اسيل الا برضاي وانا ادري ! .. اسيل ماهي زوجتك الا بعد العرس ! .. ويالله روح ل ابوك في المجلس بجي اتكلم معكم ..
ثم اغلقت الباب وبقي زياد ينظر الى الباب الذي أُغلق في وجهه .. لم يعرف ماذا يقول !.. يعرف امه دائماً تصدمهم بقراراتها .. لكن لم يتوقع ان قراراً من قراراتها سيؤلم قلبه .. خرج وذهب الى ابيه في المجلس وهو عابس .. لاحظ ابيه عبوس وجهه .. وتحدث ..: علامك ؟..
زياد وهو يجلس ولا يزال حزين ..: يبه امي دايم كذا ؟..
خالد ..: ويش هي مسويه بعد ؟..
زياد بحزن ..: يبه طردتني من زوجتي !.. تقول ماهيب زوجتك الا لين تسوي لها زواج وتعطيها مهر مثلها مثل غيرها !..
صُدم خالد للحظه ثم ضحك كثيراً .. حتى دمعت عيناه .. لم يتوقع هذا التصرف من ساره وما زاد ضحِكه الا حزن زياد ..
تحدث زياد بغضب ..: يبه قدر اني محزن !..
دخلت منيره وهي تحمل بين يديها الغداء .. ولاحظت ضحك خالد الغريب وحزن زياد .. تحدثت ..: ويش علمكم؟..
ثم اقتربت وجلست وتحدث خالد ..: ساره طردت زياد من زوجته ..
منيره ..: وليه ؟..
زياد ولا تزال غيمة الحزن تهوم فوق رأسه ..: تقول اول شي سوا لها زواج وعطها مهر ثم شوفها !..
دخلت ساره على حديث زياد وتحدثت وهي تجلس ..: وانا صادقه ! .. البنت تزوجت بسرعه وهي بديار الغرب وكل عقد قرانها كان بدموع وخوف .. من حقها تعيش لحظة الفرح والزواج وبعدين المهر ؟ .. تحسب الدنيا سايبه ؟ البنت يجيها مهر !.. استح على وجهك تتزوجها وتعيشها عندك بدون مهر ولا شي !..
منيره وهي تُأيد ساره ..: كلام ساره صحيح !.. الشعور موجع واسأل مجرب !.. ثم لفت بنظرها الى ساره وسألتها '..: وبعدين ما تحسين لازم يخطبها من جديد ؟ .. ما خذت حقها في القرار .. يمكن ما تبيه ؟ ..
ساره وهي تنظر لـ منيره وتحدثت وهي تُفكر ..: والله انتس صادقه .. اصبري بقوم اسألها ..
تحدث زياد غاضبً..: يبه طالبك عاجبك الوضع ؟.. قولو انكم تبون تاخذونها مني وريحوا انفسكم !..
ضحك خالد لأسباب كثيره.. اولها لم يرى منيره وساره تتحدان هكذا منذ سنوات طويله .. يتذكر عندما كانتا صغيرات .. كانت القرارات دائماً بين يديهما وبتخطيطهما .. اسعده هذا الموقف على عكس زياد الذي اشتاط غضباً لمحاولتهم لتفريقه عن زوجته !..
خالد ..: وهم صادقين .. من اليوم ابدا جهز نفسك لـ الزواج قبل ترجع تدرس .. هذا اذا انت تبي تشوف زوجتك !..
زياد ..: انتم صاحين !..
منيره ..: عن نفسي صاحيه .. اسأل الباقي ..
ضحكت ساره وتحدثت ..: انا امك .. حتى لو ماني صاحيه تتحملي .. وترا الموضوع جدي لا تاخذه مزح !..
زياد وهو يستسلم ..: طيب بتكلم مع اسيل ..
ساره ..: تكلمت معها .. والبنت قالت انها تبي زواج ومهر .. وتبي تفرح دبل الدموع الي نزلتها !..
زياد صمت .. فزيادة الحديث ستؤلمه ..
تحدث خالد بعدما تذكر شيئاً قد نساه ..: نسيتوني انتم وزواج زياد .. دق علي تميم قبل شوي يعزم على عشاء بكرا بمناسبة سلامته .. والكل معزوم !..
زياد ..: والله ! .. زين يعني قده طيب ؟ ..
خالد ..: اي سألته وقال انه بخير .. وبنروح عاد بكرا نتأكد بأنفسنا ..
انتهوا من الغداء وحملت ساره الاطباق .. و وقفت لتذهب .. وتحدث زياد لـ منيره التي وقفت هي ايضاً لتدخل ..: ياعمه نادي معتس اسيل ..
ساره وقفت ولفت إليه ..: انت تعاندني ؟.. اسيل من اليوم ورايح مع البنات في الغرفه ..
زياد وقف ..: يمه تكفييييييين!..
ساره وهي تخرج ..: عشان معاد تستهين بكلامي !..
لف بنظره الى منيره .. تحدثت..: اسمح لي .. الاوامر واضحه !..
وخرجت وبقي زياد مع ابيه .. تحدث خالد ..: استعجل في عرسك عشان تشوفها .. ويالله امش معي للغنم ..
خرج زياد مع ابيه وهو يحمل معه المه وشوقه الذي فاض فجاءه .. وكأنه لم يراها منذ وقت طويل .. وهم الان يحاولون سحبها منه ..
اخبرت منيره البنات عن العشاء غداً ..
إلهام ..: يا عمه لازم نمر السوق ! ..
ساره ..: اجل بروح اقول لـ زياد يخلي سيارته .. عشان نروح نتسوق ..
..
الكويت'..
دخلت عبير على اخيها عبدالله .. لم يكن بخير طوال هذا الايام .. لم تعلم لماذا .. ولكن وجه اخيها المُتعب اتعبها .. اقتربت وجلست بجانبه .. تحدثت بهدوء ..: شفيك يا اخوي ؟..
عبدالله ..: مافيني شي فديت خشمج ..
ابتسمت عبير ..: خلك من خشمي .. اعرفك والمح الحزن لامن مرك .. علمني ؟..
لف بنظره عليها ..: ابوي سوا الشينه يا عبير !.. معاد لي وجهه لعمتي واديم اختي .. ظهري معاد اقدر استقيمه !..
عبير ..: ويش مسوي !..
عبدالله وهو يأخذ نفس عميق ..: غدر بزوج اديم .. وروح من يغرس السكين فيه !.. علمتني منيره وصوتها يشهق .. ما خلت دعوه ما قالتها بأبوي !.. وحالة اديم ماهي تسر .. حتى وهم بعيد منه ما سلموا .. ويش اسوي ؟ .. ابوي ! المشكله انه ابوي !..
عبير امتلئت عينيها بالدموع .. دائماً كانت ترحم اختها اديم .. وعمتها التي كانت بمثابة امها بل اكثر .. كانت بلسمً لها من ألم حياتها .. ولكن الان ! .. لم يبقى لها سوى عبدالله .. الذي هُلك هو ايضاً من تصرفات ابيهم الصبيانيه !.. فـ عِندما يكون الموضوع منيره .. يُصبح شخصاً مُخيفاً ..
..
الساعه 4 عصراً ..
منيره وهي تلبس عباتها ..: يالله يا بنات .. العصر راح وحنا ما مشينا !..
إلهام وهي تأخذ المفتاح من امها ..: يالله انا طلعت .. بشغل السياره على ما تجون ..
ساره وهي تصرخ لمن في الداخل ..: اديييمممم اسسسسيل .. مطولين ؟ ..
اسيل وهي تخرج برفقة اديم ..: اول مره اللبس النقاب .. كانت اديم تعدله لي ..
ساره ..: وي فضحي ! اول مره تلبسينه ؟..
اسيل ..: اي .. كنت اتحجب .. لكن زياد طلب مني اتغطى بعد ما ملكنا ..
ساره ..: على طاريه .. حتى هو تتغطين منه لين الزواج ..
اديم وهي تضع يديها على كتف اسيل ..: مرحبا بك في عائلتنا ..
ضحكت اسيل وهي تفهم مقصد اديم .. خرجوا وركبو السياره مع إلهام .. وذهبوا الى مدينه قريبه منهم .. من اجل التسوق ..
انتهوا من التسوق وعادوا مع اذان العِشاء ..
وقفوا امام الباب مع وقوف خالد زياد الذين عادو من الغنم ..
دخلت اسيل وإلهام لتجهيز العشاء ..
بينما اديم .. لا تزال غاضبه .. فهي تنتظر طلاقها ولم ترى شيئاً حتى الان .. لاحظت منيره شتات ابنتها .. ولكنها لم تُرد الضغط عليها .. فـ عِندما تشعر انها تريد التحدث .. ستكون خير مُستمع وستحمل عنها همها وتضعه على اكتافها هي .. لذالك لن تجبرها حتى ترى رغبة التحدث لديها..
..
بيت فالح '..
خرج سند بعد ما اعطته نسيم الحاجيات وما ينقص المنزل .. وذهب فالح الى الابل لإحضار ما سيتم ذبحه لـ عشاء الغد .. تميم يجلس في صالة المنزل .. ومُمسك بأبناء نسيم .. التي شرطت عليه امساك ابنائها بينما يجلس .. وهي و حنين تقومان بتنظيف المنزل .. احضر فالح خادمتان لمساعدة نسيم وحنين في التنظيف والعمل وكان هذا طلب نسيم من ابيها .. فـ عشاء الغد كبير .. ويجب ان يكون هناك الكثير من المساعدات .. طلبت نسيم من احداهما بتنظيف المطبخ كاملا والاخرى تقوم بغسل ساحة المنزل بأكملها .. وهي ونسيم انتهو من تنظيف مجالس وصالات البيت .. جلست حنين بالصالة الي يجلس بها تميم.. تحدثت بتعب ..: اهخ .. اخيييراً .. ظهري بينفك خلاااص ..
نسيم وهي تدخل عليهم وبيديها مكنسه ..: ليه جلستي ؟ ..
حنين بصدمه ..: خلاص نسيم خلصنا .. ليه ماسكه المكنسه بعد !..
نسيم ..: بروح اتأكد من الحوش و ويش سوت العامله !..
حنين ..: يا حبتس ل الشقى .. روحي تأكدي واذا فيه شغل ناديني ..
لاحظت نسيم هدوء ابنائها .. لفت على تميم فوجده قام بربط اقدامهم في بعض ونائمين .. وتميم مستلقي وينظر الى هاتفه .. تحدثت ..: وش مسوي بهم انت ؟..
نظر تميم لهم وضحك ..: عيالتس ما يثبتون ولا فيني حيل اركض وراهم .. ربطت رجليهم في بعض وكل ما قامو صقعو في بعض وطاحو لين ناموا ..
حنين وهي تبتسم ..: طول هالسنين اركض وراهم .. ولا جاء ببالي هالفكره !..
نسيم وهي تقترب منهم ..: يا دفاشتك يا تميم .. مخليتهم عندك امانه واجي القاهم متصاقعين وراقدين ! ..
تميم وهو يقف لـ يصعد ..: والله كل واحد وطريقته .. ويالله برقد راسي مصدع ..
صعد تميم الى غرفته .. وخرجت نسيم الى ساحة المنزل وهي تُخرج معها حنين المُتعبه عُنوه .. ساعدت العاملات دخل سند بالسياره الى ساحة المنزل .. لكثرة الاغراض التي وضعها في 'حوض' السياره .. سند ..: فيه شي وراي ؟..
نسيم وهي تنظر خلف السياره لكي لا يصدم شيئاً ..: لا لا ارجع بعد ..
اوقف سند السياره ونزل منها .. وبدأ بتنزيل الاغراض بمساعدة نسيم وحنين .. انتهى اليوم المتعب لدى عائلة فالح .. وبقي فقط الغد .. الذي ينتظرهم بتعب مُختلف ومُفرح ..
..
بيت خالد'..
ناموا الكبار وبقي فقط الفتيات .. قامو بتخدير الشاي والجلوس في الحوش ..
اديم وهي تضحك ..: اسيل يعني خلاص بيرقد زياد مع خالي في المجلس ؟..
اسيل ..: عاند خالتي وارسل لي يبي يشوفني وشافتني طالعه له وعصبت وحلفت يرقد مع ابوه ..
إلهام ..: والله ينرحم .. امي عيشته بتعب نفسي !..
اسيل ..: والله الصدق خالتي معها حق .. اذا شافني متهاونه معه واطلع له وقت ما يبي .. مراح ياخذ الموضوع بجديه .. حتى بالرسايل حلفتني ابلكه.. قالت عشان يصمل ويتحرك ..
ضحكت إلهام وشاركتها اديم الضحك ..
اسيل بخوف ..: بنات تكفون قصروا حسكم .. لا يسمع صوت الضحك ثم يعرف اني طالعه ..
اديم وهي تصمت ..: فعلاً تكفون مافيني حيل ادخل اذا طلع!..
إلهام وهي تلتفت لـ اديم ..: طيب وانتي اخبارتس ؟
اديم ..: اخبار اي بنت طبيعيه تنتظر الطلاق ..
إلهام ..: صامله يعني ؟ ..
اديم ..: جداً ..
اسيل..: ما اقدر اقول الا الله يكتب الي فيه الخير ..
..
اشرقت شمس اليوم التالي .. يوم المناسبه الكبيره .. يوم الاحتفال بسلامة تميم ..
بيت فالح ..
نسيم وهي تشب الدخون .. صرخت مُناديه حنين ..: حنييييين .. جيبي معتس العود عشان ادخن البيت !..
حنين وهي تنزل من غرفتها مُتزينه ..: جبته جبته .. خلاص روحي تجهزي .. انا بكمل وبدخن البيت ..
نسيم وهي تعطي حنين المدخن ..: هاتس اجل .. وانتبهي لعيالي .. اذا دخنتي البيت كله وخلصتني عطري الصالات وارفعيها بمكان بعيد عشان ما يجونها هالمجنن!..
حنين وهي تضع العود على المدخن..: طيب طيب .. وعادني بركب القهوه بعد !..
ذهبت نسيم لغرفة حنين لتتجهز وتنتهي من التزيين .. نزل سند ودخل على حنين في المطبخ .. تحدث ..: حنين كبكي الاسود وينه ؟..
حنين وهي تتذكر ..: اتوقع انه على تسريحة غرفتي .. شفته امس طايح بالصاله وشليته ..
سند وهو يخرج ..: بروح اخذه وبرجع اخذ الدخون .. شبي بعد لمجلس الرياجيل !..
صعد سند وصادف تميم وهو نازل .. تحدث تميم ..: ويش قومك نازل وراقي !..
سند ..: ادور كبكي الاسود ..
تميم وهو يضحك ..: والله ما تشمه.. هذا هو علي ..
سند ..: وين جاك ؟..
تميم ..: مع تركي طالع من غرفة حنين .. روح خذ كبكي البني شوفه على سريري !..
سند وهو يصعد ..: حانك عشان الطعنه لا تحسبه طيبن مني !..
فالح وهو يقف في الصاله ويتحدث بصوت طويل ..: وينكم يا عياااال ؟؟؟ .. ولا بتقعدون هنا تضيفون الحريم ؟..
تميم وهو يقف عند ابيه ..: جينا يا يبه وهذا سند وراي .. بيجيب المدخن ويجي ..
خرج فالح مع ابناءه الى مجلس الرجال .. وانتهت نسيم من التزيُن ونزلت واكملت التجهيزات مع حنين ..
..
منزل خالد'..
انتهت إلهام من وضع مِكياجها ومكياج اديم ..
اسيل وهي تحمل بين يديها الايلاينر..: خلصتوا؟ .. ابعدو من المرايه خلوني اضبط الايلاينر ! ...
وقفت اديم لتبتعد .. ورأت اسيل مكياجها وأُذهلت بجماله .. وتحدثت لـ إلهام ..: الله إلهام تكفييين .. كملي مكياجي نفسها ! ..
إلهام وهي ترى الساعه ..: يالله بسرعه تعالي .. باقي ساعه بس ونمشي !..
جلست اسيل امام إلهام وبدأت تكمل مكياج اسيل الباقي وتضع لمساتها الخاصه .. اديم اخرجت فستانها من الدولاب وتحدثت للفتيات ..: بنات لفو بلبس فستاني ..
إلهام ..: اخلصي البسي كلنا مقفين بظهورنا ..
اسيل ..: يوه وانا بعد ابي اللبس ..
اديم ..: ليه ماتروحين الغرفه ؟ ..
الهام بضحك ..: امي طردتها عشان يمكن يدخل زياد ويشوفها ..
اسيل ..: تكفين اسكتي .. صرت نفس اديم امشي واتخبى عشان ما يشوفني !..
انتهت إلهام من مكياج اسيل .. وارتدت فستانها الازرق الفاتن .. واسيل بفستانها الاحمر .. واديم بفستان اصفر مُذهل .. رن هاتف إلهام .. رأته فوجدت المُتصل زياد .. اجابت ..: لبيه ؟ ..
زياد بلهفه ..: تكفين يا إلهام !..
إلهام وهي تنظر الى اسيل ..: لا تقول تكفين !..
زياد ..: طالبتس يا بنت خالد !..
إلهام وهي تُأشر لـ اسيل ان تقف ..: شوف لك 5 دقايق دام امي بغرفتها مع عمتي .. اكثر من كذا ما اقدر ..
زياد بفرح..: الله يسعدتس يارب وبرد لتس هالدين !..
اغلقت إلهام الهاتف .. وتحدثت مع اسيل ..: شوفي زياد دق وطلبني عشان يشوفتس.. امي بغرفتها .. امشي اطلعي مع باب المطبخ الخلفي ..
اسيل ..: صرت اشوف زوجي وانا متخبيه!!.
إلهام وهي تسحبها ..: ل الظروف احكام !..
وصلو للمطبخ.. اخرجت إلهام رأسها مع الباب لتتفقد المكان .. وجدت زياد يقف ينتظر .. اخرجت إلهام اسيل وتحدثت بصوت هاديء..: حاول انك تركد ! .. 5 دقايق يا زياد بعدها مالي شغل بالي يصير ! ..
زياد وهو يُمسك بيد اسيل ..: طيب طيب روحي عاد خلصت ال 5 دقايق ! ..
إلهام ..: يالله بروح اشيك عند غرفة امي ..
ذهبت إلهام وتركت اسيل بين يدي زياد .. اخذها وعانقها .. ثم ابعدها وتحدث ..: انتي مأيدتهم ؟ حاذفتني من كل شي !..
اسيل ..: طلب امك يا زياد .. ثم تحدثت بهدوء ودلع فطري ..: وبعدين ما يليق علي الفستان الابيض ؟
زياد بفهاوه ..: يليق .. زي مايليق هالاحمر عليتس ! .. اسمعي تكفين والله بيجيتس المهر وبسوي العرس وبتلبسين الابيض .. بس لا تحرميني !..
اسيل ..: شسوي طيب ؟ .. امك مشدده .. تدري انها قايله اتغطى منك واتنقب ؟ ..
زياد بتأفف ..: تكفيييين ! ..
قطعت حديثهم إلهام وهي تخرج عليهم ..: قلت لكم 5 دقايق وصارت 6 وانت ما خلصت !..
ثم امسكت بيد اسيل ..: معليش يعني .. ثقة امي فيني اهم من شوقك !..
زياد وهو ينظر ل اسيل ويُحدث إلهام ..: شوفيها لابسه احمر يا إلهام ! .. كيف تبيني اقعد بس 5 دقايق !..
إلهام وهي تنظر ل اسيل ثم تعيد النظر ل زياد ..: وانت ثور ؟ ..
سمعوا صوت امهم وذهب زياد بسرعه .. ودخلتا وكأن شيئاً لم يحدث .. لبسوا وتجهزوا .. وركبو السياره واتجهوا للعشاء ..
بيت فالح ..
بدأ الضيوف بالحضور .. امتلىء المنزل .. تعالت الأصوات قائله ..: الحمدلله ع سلامة ولدكم .. عساها اخر الاوجاع .. الله يجعله طهور ..
جلست نسيم بين الحريم وهي تأخذ اخبار هذه وترد على هذه .. وتُخبر هذه ان اخيها بخير .. بينما حنين تصب القهوه وتدور على الصالات المُمتلئه ..
عِند الرجال ..
يقف فالح ويستقبل الرجال .. وسند يصب القهوه ويرد على السائل عن الاخبار .. بينما تميم يجلس ويقترب منه من يُريد السلام عليه والتحمد على سلامته .. حاول تميم الوقوف والمساعده .. ولكن سند منعه واجلسه عنوه .. : يا رجال العشاء عشاك .. اقضب الارض واقعد ..
تميم وهو يحاول الوقوف..: وانت بتقدر على ذولا كلهم ؟ .. وخر وخلني اعاونك..
سند وهو يُجلسه ..: والله ماتقوم .. لا ترد حلفي !..
تميم وهو يجلس بغضب..: بجلس الحين عشان حلفك .. وعادني بقوم بعد شوي .. وفكنا من الحلف ..
وصلت سياره خالد .. انزل الحريم عِند باب الحريم .. واتجهه هو و زياد الى باب الرجال ومن خلفهم سيارة سالم التي تتبعهم .. لعدم معرفتها بمكان بيت فالح ..
دخلت منيره وساره والفتيات وام سالم برفقة بعضهم .. استقبلتهم نسيم .. وهي تأخذ منهم القهوه والشاهي والكيك الذي احضروه معهم ..
نسيم وهي تُدخلهم غرفة حنين ..: عشان تاخذون راحتكم وتفسخون عباياتكم ..
ساره ..: والله انتس صادقه .. يالله بنات حطو عباياتكم خلونا ننزل لـ الضيوف ..
نزلت نسيم وبرفقتها عائلة خالد وام سالم .. قامو بالسلام على الحضور .. لم يعرف الضيوف من هؤلاء وكثرة التساؤلات عنهم ومن يكونون ؟! ..
تحدثت نسيم ..: هذولا نسايبنا اهل زوجة تميم ..
قامو الضيوف بسؤالهم عن اخبارهم بعد معرفتهم والمباركه على خطبة ابنتهم ..
اديم وهي تُحدث إلهام واسيل تسمع ..: يباركون وانا انتظر هالعقد ينتهي !..
إلهام ..: قصري صوتتس .. مب لازم الكل يعرف !..
صمتت اديم وهي غاضبه .. لاحظت إلهام ان حنين تصب القهوه لوحدها ولا تستطيع اللحاق على هؤلاء الضيوف جميعهم .. وقفت لتقوم بالمساعده وسألتها اسيل ..: وين رايحه ؟..
إلهام وهي تذهب ..: بروح اساعد حنين .. ما تلحق على الصالات كلها !..
وقفت كل من اسيل واديم وذهبوا للمساعده هم ايضاً .. رفضت حنين في البدايه ولكن اصرار إلهام كان اكبر وهي تأخذ دلة القهوه من يديها وتذهب لـ تصب .. واخذت اديم احد صواني الحلا وذهبت لتدور به ايضاً .. وفي الصاله الاخرى ذهبت اسيل برفقة حنين ..
نسيم وهي ترى القهوه بيد اسيل .. أحرجت من المراءه التي تصب القهوه لديهم ولا تعرفها .. اقتربت وهي تأخذها من يديها ..: عطيني بصب والله ما تصبين !..
اسيل وهي ترفض..: يا بنت ماني غريبه ..
بان على وجهه نسيم التساؤل .. كيف ليست غريبه وانا لا اعرفها ؟! .. ضحكت اسيل وهي تقول ..: انا زوجة زياد بن خالد .. اعتبريني من نسايبكم ..
ابتسمت نسيم وهي تقول ..: يا مرحبا والله .. اعذريني ما عرفتتس ..
اسيل ..: توني متزوجه اكيد مراح تعرفيني ..
..
عِند الرجال ..
دخل خالد وابناءه وابو سالم وابنه .. رحب بهم فالح بصوت طويل يجعل الجميع يلتفت ويسمع ..: يا مرحبا تراحيب السيل .. يا مرحبا برفيق العمر والسنين العواج .. يا مرحبا بك وبالي معك .. اسفرتوا مجلسي ..
ابتسم له خالد وهو يقبل عليه ويرد السلام ..: تبقى يا مرحب .. والله يجعل مجلسك عامر وناره دايم مشعلةً فرحها ..
ثم اردف بعدها خالد قائلاً ..:
الرفيق اللي ليّا جيت بيّن لي غلاي
‏وان غدت بي سود الايام ماعني سلا

رواية فيك القصيد المعتق Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt