البارت السادس

353 23 34
                                    

التفااعل قبل ما تبدأوا يا قمرات
ذهبت شمس إلى مكتب مستر عز، وقلبها يرتجف؛ فنظرت زميلتها لها تقلقها حقًا، ولكنها تفادت عن تلك المخاوف، محدثة نفسها بتهدئة: في ايه يا بومة هو هيعضك يعني اثبتي كدَ
ومن ثم طرقت على الباب عدة طرقات حتى أذن لها بالدخول؛ لتدخل وهي رافعة رأسها بثقة، قائلةً : هيام قالتلي إن حضرتك طلبتني
أومأ لها وابتسامته الخبيثة، تخترقها حقًا، وقال بخبث دميم : اه ... أنتِ بقى الموظفة الجديدة
ازدردت لعابها بصعوبة، وقالت بتوتر من نظراته حاولت اخفاءه : اه ... ثم قالت بتساؤل : هو في حاجة حضرتك ؟
قام من جلسته واقترب منها بخطوات هادئة، ولكنها خبيثة للغاية، وقال متفحصًا اياها : اهاا طبعًا ... ثم اردف بترقب خبيث : مش أنتِ برضو زوجة تيام ؟
أومأت له دون أن تنطق بكلمة، وجسدها يرتجف حقًا؛ فنظراته وطريقته غير مبشرة بتاتًا؛ فعينيه اشبه بالصقر الذي يوشك على اصتياد فريسته ...
أما هو فأردف بابتسامة قد تصل إلى أذنيه؛ فطُعمه أتى إلى عنده، دون مجهود منه حتى، حقًا إنها غبية، وقال ونظراته الحادة مصوبة عليها : امممممممممم وافهم من كدَ إنك جاسوسة هنا ؟
توسعت عينيها بصدمة، وقالت بنبرة بها خيال ثقة : لأ خالص ... حياتي الخاصة ملهاش علاقة بشغلي بتاتًا
أومأ لها فاتحًا زر بدلته، وواضعًا قدمًا فوق الاخرى بثبات وثقة ممزوج بخبث دميم يسري بدمه، وقال بخيال ابتسامة: تمام ... ولية مشتغلتيش في شركة تيام
ظهر التوتر عليها؛ فهي لا تريد لأحد أن يعلم بطبيعة علاقتها بتيام، وقالت ببعض من الثبات : علشان حابة اثبت نفسي وذاتي بدون مساعدة حد
أومأ لها بنظرات تكاد تخترقها، والخبث مخفي من عينيه، ولكن شكله ومظهره لا يوحي بالخير، وقال بترقب تحزيري : تمام ... هنشوف ... بس لو شطانك خيلك انك تفكري بس مجرد تفكير بأنك تطلعي معلومات عننا لتيام وشركته ... ثم ابتسم اكثر وقال بصوت مخيف : مش هقولك ايه اللِ هيحصلك؛ لأنه اكتر بكتير من اللِ خيالك هيصورهولك
أمأت له بتوتر استولى على خلاياها، وقالت ببضع من الثبات : إن شاء الله هكون عند حسن ظن حضرتك
لم يقل سوى : تمام ... تقدري تتفضلي على شغلك
اومأت له برأسها، وخرجت على الفور؛ فقدماها لم تعد تتحملها، وما إن خرجت حتى أجرى اتصالاته بأشخاص اشد خبثًا منه، وقد زادت ابتسامته الخبيثه، وزاد فوقهم شعوره بأن انتصاره قد حان، وقد صور له شيطانه بأن القادم سيكون اشد شرًا  ...
واردف قائلًا في نفسه : هانت وهكرهك في كل حاجة بتحبها يا تيام
_______________________________
اللهم صل على محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك وطاعتك
_______________________________________

اما شمس فما إن خرجت، حتى تنفست الصعداء، واضعتًا يدها على صدرها؛ محاولة تهدأت نفسها؛ فهي حقًا كانت تشعر بأنها على وشك الموت، ولكنها علمت حد السماء أن كلام تيام عنه لم يكن خاطئ، أو تكريهًا له في العمل؛ لتحاول التنفس بهدوء حتى تستطيع إكمال يومها الاول بسلام
بعد عدة دقائق كانت تسير بين الطرقات، وكلامه يتردد في اذنيها، وتفكيرها هو كيف لنظراته أن توصف ذلك الخبث القابع بداخله؛ لتلعنه بداخلها فهي لا تعلم كيف لها أن تكمل يومها بذلك التوتر اللعين

ضياء الشمس Where stories live. Discover now