2

551 58 23
                                    

قبلَ أشهر

[" سيداتِي سادتِي الركَاب... نرجُو منكمْ وضعَ حزام الأمَان... ستنزلُ الطائِرة بعدَ دقَائقَ مِنَ الآن "

تنفستْ الصعداء فور أن داعب الصوت مسامعَها
تغلقُ هاتفهَا بعدمَا أكملتْ ما كانتْ تقومُ به

ألقتْ نظرةً سريعَة على حقيبتِها الجلدية مستخرجةً حمرتهَا لتلمعَ شفتيهَا تضربهمَا ببعضهِما برفقٍ

جذَبها صوتٌ قريبٌ لأزرار حاسوبِ من يتاخمُها الجلُوس أينَ كانَ وكأنه يبدو غَير مرتاحٍ لشيئٍ ما غَير أنه لم يكُن ليهمَها

صوتُ حذاء جلديٍ ضرب الأرضيةَ الرخاميَة جانبَها جعلَ منها تلقيِ نظرةً سريعَة على الشَاب المسكِين الذي يهرولُ بالمكانِ منذُ مدةٍ

إنحنَى لصاحبِ البذلةِ الرسميَة هامسا بشيئٍ ما قبلَ أن يعاودَ الهرولةَ لمؤخرة الطائرةِ.

و حسبَ ما سمعتهُ من تمتمَة من في الطَائرةِ و لهذهِ الضجَة التي يثيرها مجالسُها
فإنها قد فهمتْ أنَه أحد المشاهير وأنه كان برحلَة عملٍ غَير أنهُ رفَض الركوبَ بطائرتهِ الخاصةِ كونهُ لا يثقَ بالطَيار

وهَذا لحقيقةِ الأمْرِ من العجبِ العجابِ
الأمرُ كالخيالِ

من المُؤكدِ أنهُ يتقمصُ من الغرورِ ما يتقمَص

كما قيلَ أنه قد قللَ من قدرِ الطيَار وجرتْ بينهمَا محادثةٌ غير ودودةِ

و لمشاغلِه الكثيرِة لم يكن بيدهِ الكثيرُ من الوقتِ
و هاهُو معهمْ بالطائرة يتأفف ويتضايقُ من أهمِ الأصوات
رغمَ العناية الفائقةِ التي يقدمَها الطَاقم له

لمْ تكن منتبهَة لكونهَا تشزره بغير ترحيبٍ وهِي تفكرُ إلا حينما راقبتْ حاجبهُ المرفوع بإستنكَار

" هَل أبدو لكِ كقاتلِ أيتُها الآنسةِ؟
أليسَ من الأفضَل لكِ أن تبعدِي مقلتيكِ عني؟ "

نفتْ تطوي ذراعيَها و عينُها على جريدةٍ بلغةٍ أجنبية تمتحنُ قرائتها فيما تجيب

" آه أيُها البرجوازيُون!
لا أراقبكَ حبا فيكَ! ياصاحبَ العيونِ المسْحوبة‌! "

تضعُ جلَ إهتمامها على الجريدةِ لتثبتَ عدمَ إهتمامهَا بأمرهِ ولا بمكانتَه!
غريبةٌ هي!

attention Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt