الفصـ1ـل {جثتين}.

Comenzar desde el principio
                                    

قابلها وجه "شروق" المتأثر بوجودها فانمحى تمامًا أي ضيق موجود على وجهها وهي تنظر إليها بإبتسامة صادقة..
اقتربت منها "شروق" لتحتضنها بحب وعينيها تدمع:
-أنا مبسوطه أوي بوجودك وإنك عملتي إللي في دماغك وجيتي بردوا.

ضحكت صديقتها بمرح وهي تربت على ظهرها بحنان لتخفيف حدة الموقف:
-وأضيع أهم حدث في حياة صحبتي بردوا! اللحظه إللي أشوف صحبتي فيها بتحقق حلمها بعد كل السنين دي.

ابتعدت "شروق" عنها وهي تضحك بخفة وسعادة، سعيدة بما يحدث معها حقًا، وإمتلاكها صديقة كتلك، مسحت عينيها التي امتلأت ببعض الدموع لتقول صديقتها بفزع:
-لا بلاش عياط الله يباركلك، الماسكرا تروح مننا.

لتقول الأخرى بمرح وهي تلوح بيدها على وجهها لكي يهدئ من انفعالاته:
-لا water proof لا تقلقي.

ضحكت صديقتها بشدة قبل أن تقول:
-طب يلا يا قلبي.

ضمت "شروق" شفتيها على بعضهم وهي تنظر إلى صديقتها بإمتنان حقيقي ثم توجهت إليها لتحتضنها مجددًا، ممتنة لها على كل لحظه كانت هي بها بجوارها تستمع إلى كلماتها المشجعة التي تبعث في روحها السعادة والحيوية:
-شكرًا جدًا بجد على كل حاجه عملتيها عشاني أنا لولاكي مكنتش هقدر على الضغط ده كله، ربنا يديمك في حياتي.

بادلتها صديقتها العناق وهي تمسد على ظهرها بحنان ثم قالت:
-دايمًا وأبدًا يا روحي يلا بقى عشان منتأخرش.

لما لا نتركهم قليلًا في سعادتهم تلك ونتوجه على مكان آخر تملأه الدماء، حسنًا أنا هنا لا أقصد في تلك اللحظه أنه مكان بشع يعملون فيه بأعمال غير قانونية بشعة المكان حقا تملأه الدماء.

تقف أمام جسدين هامدين وفي يدها أداة حادة تقطر منها دماء تنظر إلى هؤلاء الجاثمين لا حول لهم ولا قوة، ملابسها ووجهها وحتى يدها ملطخين بالدماء، نظراتها الحادة مصوبة ناحيتهم بينما تلهث بغضب وخصلات شعرها القصيرة مبعثرة بشدة، عينيها حمراء كما الدماء، ألقت على الجثمانين نظرة أخيرة حاقدة بغل وتوجهت إلى خزانة ملابسها، أخرجت منها ما التقطته يدها ودلفت إلى المرحاض مباشرةً بخطوات سريعة تكاد تأكل الأرض أسفلها، أغلقت الباب خلفها بحدة وتقدمت عدة خطوات حتى أصبحت تقف أمام المرآة التي تعلو الحوض، تمسكت في الحوض بشدة بكل ما تملك من قوى وهي تنظر إلى نفسها بغضب وأنفاسها متسارعة وكأنها خرجت من سباق للتو، رفعت يدها وهي تغمض عينيها بعنف وشدت على خصلات شعرها بعنف وبدأت بلا وعي تضرب بيدها على رأسها عدة ضربات قوية تريد إخراج تلك الأحداث المتضاربة التي بداخل رأسها، أحداث شملت حياتها بالكامل، حياتها بالكامل تمر أمام عينيها بعنف ولا تستطيع السيطرة عليها، صرخت بعنف فجأة قبل أن تسقط على الأرضية بينما تنظر أمامها بشرود..
هل حقًا فعلت ذلك؟! هل حقًا قتلتهم ولا يخيل لها الأمر! فهي كانت تتخيل ذلك كثيرًا ولكن الآن الأمر ليس خيالًا! ولكن هو من خانها من بادئ الأمر..
زوجها معشوقها الذي لم ترى في حياتها من هو أفضل منه لتحبه في بادئ الأمر ولكن ماذا فعل هو، لم يرى أفضل منها لخيانتها، خانها بكل بساطة لم تفعل شئ في حياتها سوى إرضاءه وهو.. وببساطه قام بخيانتها، عند تلك النقطة انهمرت دموعها تتسابق على وجنتيها، ضمت ركبتيها إلي صدرها تبكي بحرقة شديده وصوت شهقاتها يعلو شيئًا فشئ في أرجاء المكان، دقائق مرت وبدأت تهدأ قليلًا وتهدئ أنفاسها، استقامت لتذهب وتغتسل وتحاول إزاله آثار الدماء من على يديها ووجهها، ما إن انتهت وأبدلت ملابسها بأخرى وقامت بعقد خصلات شعرها للأعلى لتتناثر بعض الخصلات على وجهها بعشوائية، خرجت من المرحاض بل من الغرفه بأكملها وتوجهت إلى المطبخ، قامت بإحضار حقيبة كبيره سوداء من البلاستيك وعادت إلى الغرفة مجددًا، لملمت بيها ثيابها التي بها آثار دماء وأخذت الأداة الحادة ووضعتهم جميعًا في الحقيبة، أغلقتها جيدًا من ثم التقطت هاتفها تضعه في أحدى جيوب بنطالها وبعض الأشياء الخاصة بها وألقت عليهم نظره أخيرة بتقزز هي حتى لا تشعر بالحزن عليهم أو حتى الندم!
توجهت إلى الخارج وخرجت من المنزل بأكمله تغلق الباب خلفها بحدة، هبطت من البناية بواسطة المصعد وتوجهت إلى أقرب صندوق قمامه وكادت أن تلقي فيه الحقيبة ولكن وقفت تفكر، إذا علم أحدًا بالذي حدث ربما سيجدون وقتها الحقيبة سريعًا عندما يتواصلون مع الشرطه، زفرت بحنق لتتجه ناحية سيارتها وما أن لامست يديها باب السيارة حتى استمعت إلى صوت أحدهم يصيح بإسمها في الخلف، قبضت بيديها على الحقيبه البلاستيكية تلقائيًا لتلتفت بحذر وتنظر إلى تلك الفتاه جارتها وصديقتها في آن واحد والتي تكون في بداية العشرينات من عمرها ابتسمت إليها بتكلف وهي تقول:
-خير يا "أميرة" في حاجة؟

الكتـابات الكـاذبة Donde viven las historias. Descúbrelo ahora