كما تدين تدان

51 3 1
                                    

كانت تمسك سبحه بيدها التي تهتز تذكر الله عز وجل، شعرت بالجوع، فألقت النداء على زوجة أبنها الوحيد التي عاشت معه منذ وفاة زوجها، وقالت: نورا أنا جعانه
نورا: يوه الواحد ميعرفش يقعد خالص
سيدة: معلش يا بنتي مش بقدر أتحرك كتير من رجلي
نورا بضيق: حاضر
دخلت نورا المطبخ تعد الطعام، وأوضعته في أحد الأطباق إذا وقع ينكسر بسهولة، قدمت لها الطعام، وتركتها وحدها
حاولت سيدة مسك الطبق، والتحكم فيه، لكنها لم تستطع وقع على الأرض بقوة، تفتت الطبق إلي أشلاء صغيرة، فهمست في سرها بحنق:
هي الغلطانة حطته في طبق صيني وأنا أيدي
لم تستطع استمرار حديثها، وقفت عندما سمعت صراخها الذي دوى في أرجاء المكان بالسب، والتوبيخ عليها قائلة بعد التوبيخ: كسرتيه تاني كل مرة تكسريه أجيب أطباق منين كل شوية
سيدة: غصب عني يا بنتي أيدي بترتعش
نورا: وأنا أعمل ايه هي أيدي ولا أيدك كل شوية تكسير في كل حاجة
سيدة: سن يا نورا بكرة تكبري وتعرفي
نورا: بعد الشر عليا حد يقول كده
سيدة: وحد يعاير حد على حاجة مش بايده دي إرادة ربنا
نورا: وأنا مالي بكل ده
سيدة: شكرًا يا بنتي
كل هذا يسمعه فتي صغير حفيد سيدة، وابن نورا الذي هب باندفاع يفتح أحد الادراج، وأخرج صندوق صغير، أخذ كل الأموال الداخله بيه، وألقي النداء على والدته قائلًا: أنا نازل يا ماما
نورا: ليه يا إبراهيم
إبراهيم: مش هتأخر سلام
نورا: وبعدين في الولد ده
بعد فترة من الوقت عاد إلي البيت معه طبقين مصنوع من مادة ما، إذا وقع لم ينكسر
رأته نورا يحمل الاطباق قالت:
إيه الاطباق دي يا إبراهيم
لم يرد عليها، اقترب من جدته يجبر بخاطرها، قدم لها أحد الأطباق قائلًا: ده طبق تأكلي في لو وقع مش هيتكسر
ابتسمت جدته، عانقته بشدة، سقطت عبراتها رغمًا عنها، أقترب من والدته يعطيها الطبق الآخر، وقال: ده طبق ليكي مش بيتكسر عشان لما أكبر واتجوز مراتي مش تزعق ليكي لما توقعي طبق
أدركت حينها ماذا فعلت أن الدنيا دواره حقًا، عندما كانت والدة زوجها تتحدث كان على عينيها غمامة سوداء لم تستطع من خلالها النظر، وعندما نزع أبنها الغمامة السوداء، ظهرت الصورة واضحة
هطلت العبرات من عينيها دون توقف، هبت مندفعة اتجاه المطبخ تعد طعام اخر بدلًا من الذي سكب على الأرض، ولم تعطيها غيره اقتربت منها تطعمها في فمها خوفًا من المستقبل، فكما تدين تدان.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jun 12, 2022 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

قصص Where stories live. Discover now