الفصل الثامن: صورةُ لقاءٍ ووداع.

Bắt đầu từ đầu
                                    

واحدةٌ من أصعب وأغرب الأشياء التي كان علي إتقانها هو تحضير الكمية الملائمة من الشاي المفروط للكأس الواحدة، بما أنني كنتُ معتادةً على الظروف، ونادرًا ما كنا نشرب الشاي، يقول أبي أنهُ مضر بعد تناول الطعام.

المهم أنني أعددت الكؤوس، وكان زوج خالتي هو الوحيد الذي أرادها ثقيلةً وداكنةً، فيما تفضلها جدتي خفيفةً كي تتمكن من النوم. سكبتُ الماء من الإبريق في الأكواب بحرص، فآخر ما أريدهُ هو أن أقع في موقفٍ مُحرجٍ أمام أعدائي.

حملت الصينية ثم عدتُ إلى غرفةِ المعيشة حيث جلسنا معًا، ووزعتُ الشاي تحت نظرات أمي التي كانت تُشير إلى جدتي، كنتُ أعرف أنني يجب أن أبدأ بها، لماذا تحسبني بهذه السذاجة؟

وزعتُ الشاي حتى وصلتُ إلى حسام، فلاحظت نظرات المقت المتصاعدة منه، لم يحلق شاربهُ أو لحيتهُ منذ أيام على ما يبدو، لكن كما قلت، إنه يبدو سخيفًا بهما ليس إلا.

جلستُ أخيرًا قُرب زوجة خالي وأولادها الذين كانوا يريدون هاتفها، في حين تسللت نظراتهم إلي ساعة ارتحت، عرفتُ أن هذه النظرات لا تبشر بالخير.

انشغل حسام بالكلام مع خالي عن مبارةٍ وقعت قبل أيام، فلم أجد شيئًا لفعله غير فتح الهاتف قليلًا وتصفح الفيسبوك، لا أعرف عما كنتُ أبحث فيه على وجه التحديد، إنما لم أُرِد أن أحدق فيما حولي بسذاجةِ طفلةٍ تائهةٍ في المكان.

شعرتُ بيدي أسامة وسلوى على فخذي، فعرفت أنهما سيتوسلان للحصول على هاتفي في أي لحظة، لكنني تجاهلتهما قليلًا وتابعت تقليب هاتفي، يقولون أن هناك رحلةً ستُنظمها الجامعة إلى الإسكندرية، أظنها فكرةً جيدةً للهرب من كل شيءٍ والاسترخاء، لكن لا أعرف إن كانت الاختبارات تنتظرني لتفسد بهجتي، ليس لدي ذكرياتٌ جميلةٌ مع الرحلات الجامعية بعد كل شيء.

- ما المثير للاهتمام في هاتفك إلى هذا الحد يا نورة؟

سمعت صوت جدتي وهي تسألني، ولا أظن أن سؤالها خرجَ بصورةٍ عفويةٍ أو أنهُ استفسارٌ بريء، لعلها تنتظرني أن أقول أنني أُكلِّم حبيبي السري، لاحظت نظرات خالتي وأمي نحوي، حتى حسام ومحمود، فأجبت وأنا أضع الهاتف جانبًا: ليس هناك ما يهم، كنت أتفقد الفيسبوك فقط.

أومأت بتفهمٍ لم أشعر من خلاله باقتناعها، فسألتني: متى ستنهين الدراسة؟

- في منتصف شهر يونيو تقريبًا، لم أتأكد من الجدول الرسمي بعد.

هزّت رأسها وهي تدعو لي بالتوفيق، في حين انضم خالي سالم إلى الحديث بأن شجعني: متأكدٌ أنكِ ستكونين دكتورة أسنانٍ رائعة.

ضحكتُ بسماجةٍ لم آلفها مني على كلامه، لم أعرف كيف أرد على مديحه، ثم قررتُ أن أمازحه: هذا إن نجحتُ في مادة حفر الأسنان بالشمع، أشعر أنني محشورةٍ في هذه الأسنان منذ سنين، لذلك ادعو لي بالتوفيق.

Bạn đã đọc hết các phần đã được đăng tải.

⏰ Cập nhật Lần cuối: Aug 30, 2023 ⏰

Thêm truyện này vào Thư viện của bạn để nhận thông báo chương mới!

المغضوب عليهاNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ