إليكِ مُذَكِرتي

2.5K 131 31
                                    

...
:"سئِمت...اُقسِم أنني ..سَئِمت..."
كانت انامِلها ترتجِف بشكل هستيري
انفاسُها  تزداد سرعةً في كل ثانية تَرفعُ فيها ذالكَ الخِنجر
:"الحب،العائلة،شعور القبول..لم اذق هذه المشاعِر قط...هل وجودي سيغير من العالم..؟
أكان سيكون لي تأثير؟ هل سأنقذ حياة احدهم؟
اردت رؤية اخوتي على الاقل...لكِني لم اعتبر منهم قط...
لم يحبوني قط...و لن يفعلوا ..."
بدأت مدامعها بالأنهيار
روحها المُرهقه انفجرت بِمُجَرد تذكر شريط حياتها البائس
أرخت جسدها المتهالك..
....
:"....اردت ان اكون شيئاً لا اعلمه... كنت أريد أن أكون مميزه..
خسرتُ ذاتي من تصنعي المقرف آملة أن يحدث تغييراً! و لكن لم يحدث شيء...اي شيء!!
آسفه لنفسي..قتلتها من الداخل من البداية ...لا استحق ان اكون هنا ابداً..."
كان البرد حِينها قارِ
هذا العالم ... قاسٍ جداً عليّ...
لذا سأنُهِيه.."

ظلام دامس
صوت الطعن ووتكسر الاضلاع ..
و رؤية صورة العائلة...لآخر مره ...
....

:"هل ستتخلينَ عن حياتكِ ؟"
:"...ايه..؟"
:"اعني لقد استسلمتي بسرعة,أنتِ ضعيفه للغاية"
:"اخرس!!! ماللذي تعرِفه انتَ !!؟"
تنهد الظل المقابل بخفه..
:"اعلمُ الكثير...اكثر مما تعلمينَ حتى.."
:"ماللذيـ-"
شعرت بألم فظيع في قلبِها !
جثت على قَدَميها مُتَلويةً من الألم
:"اغعههع-! ماذا فَـ..ـعـلت بـ ـي!!!"
:"..لا شيء"
:"!!!!"
اصبَحت تُحاول التنفس بصعوبة شديدة
:"احياناً..لا يُقدِر الكثيرُ النعم اللتي لديهم..لذا يجب أن تُعطى لمن يستحق"
:"انت...!!"
.







.
.
أشعةُ الشمس تتداخل بنعومهٍ من النافذه
على وجنتيّ ذاتَ الثلاث عشرِ ربيعاً ، نهضت مُتكاسلةٍ من سريرها ذاهبةٍ بخفه لتغسل إشراقة خديّها
ولكن.. هذا الانعكاس في المرأة!!

توسع محجريّها برعب!!
سقطت على الأرضيه الباردة بهَلع
:"..من تكون هذه!! و اين انا!؟"
وضعت أناملها على ثغرها محاولةً استرجاع أنفاسها..
:"بشره صافيه كعبادِ الشمس..اصابع طويله و مثاليه...،الجسد المتهالك من الجوع ..من تكون هذه؟"
استقامت على أقدامها ببطئ.. ناظرة للمرآة مرةً اخرى ..
:"جميله..."
ما نطقت به فقط عند رؤية القابعة أمام المرآة
....
:"هايتاني روزي؟"

ظهرت نافذه زرقاء امامها
•اليكِ يا آنسة~ بعد وفاة سعادتِكِ عدتي مرة أخرى! و على حِسَابِ روزي اللتي وافتها المنية عند الـ١٧ من عُمرِها..•
وضعت كف يَدِها رأسِها و هي في قِمة استغِرابِها
:"أهو عالم افتراضي  أو ما شابه؟
....
لقد  مُت ... لا اتذكر السبب حتى..."
نقرت مترددةً على النافذه..
لتظهر نافذة اخرى
كُل ما عليكِ فعلهُ هو أن تحصُلي على النهاية المثالية لروزي البائسة!
انقر مرتين لعرض القصه
:"روزي البائِسة؟ ... رؤية جسدها المتهالك و وجهها الشاحب ..و عيناها الشبيهة باللافندر الناعسةْ كفيلة بالأجابة..و لكن لماذا؟"
نقرت مرتين بسرعة
كانت عاجزة عن فهم اختيارها هي بالذات... فهي لم تحصل على حياة مثالِية هي الآخرى كيف بإمكانها إصلاح فوضى شخص آخر؟
بعد علاقةِ والدتِها مع رَجُلٍ آخر لو بمعنى آخر"خيانة زوجها على الملأ"ولِدت روزي بعد مشقةِ الولادة ..و فور بلوغها الشهرين..تركتها الأم وليدتِها وحيدة في منزِل زوجها مع طِفليها الذي اكبرُهما  في الثالثة من العمر
:"هذا فظيع!!! اي نوع من الكائِنات هذه المرأة!!..
روزي..لابُد و أنها تُعاني وسط عائِلة تشترك معها بنفس الرحم فقط.."
•لم يُعط احدٌ في الدار لها بالٌ قط..كانت تبكي بالساعات وحيدة في غرفة امها.. نادراً ما كانوا يعطِفون عليها بأعطئها ما تحتاجه ..كانوا يُخرِسونها بزجاجات الحليب فقط,و هذه احد الأسباب التي سببت لها تأخُراً بالنمو،كانت تتعرض للتنمر بالمرحلة الابتدائية بوصفها بـ "إبنة الساقِطة"..لم يهتم إخوتها للأمر كذالك فعلاقتَهم أقل من سطحية و لا يُكِنون لها أدنى ذرةِ حب
:"هذا...
انها لا تفرقُ عني شيء..كأني أرى انعكاساً أشد بؤساً لنفسي في المرآة.. استبدالي بها لن يغير شيئا..."
تَنَفَست الصَعداء ..و استمرت بالقرائة
في الـ١٠ من عُمرِها سائت علاقتهم للحضيض بسبب  جَريمةِ قتل  مُقتَرِفوها اخوتِها في الثالثةِ عشر من عُمرِهم ،كانوا لا يَكفون عن  الشجار بسبب رفضها بمسألة جُنحهم و الجرائم الغير مُبررة ..لم يهتموا لرأيها بالحالتين
:" لحظه!!!!!بحق  خالق الجحيم أيقول  سأتعامل مع قَتلة!؟ أنهم مجانين حتى اللعنة لا سينتهي امري!!"
كانت لا تتوقف عن الارتِجاف.. ازداد ترددها لتكمل سير الأحداث منتظرة الاسوء..
في الرابعة عشر من عمرها تحديداً اصبح و اخيرا لديها صديق ..باجي كيسكي كان أول من يتقبل وجودها بصدرٍ رحب ،
كان نور و مصدر سعادتها و بدأت الأمور بالتحسن طوال العامين من  كانت لا تنفك عن التكلم معه ..فقد احست بالدفئ اللذي حُرمت منه لسنين 
و رغم تحذيراتِها له بمسألة كونه جانح و معرفتها بمدى خطره عليه
  إلا أنه توفي في السادسةِ عشر من عمره منتحِرا مضحي بنفسه من أجل رفاقِه في معركةٍ ضد عصابة أخرى ..
جُن جنونها منذ سماعِها الخبر ..فأنطفئت حياتها مرةً أخرى...و عادت إلى قوقعتِها المظلمة
:"....."
أقدمت على الانتحار في السابعةِ عشر، بطعن نفسِها بخِنجر
لم تترك شيئا إلا مُذكراتها اللتي كانت تكتب فيها ايام ندمِها و ضعف شخصيتها و ذكراها الوحيدة المُشرِقة في سماء روحِها ..
انتهى
بدأت دموع صاحِبة الشعرِ الكُحلي   بالأنهيار شيئاٍ فشيئاً..كانت عاجزة عن التعبير مُتصنمةً أمام النافِذة..
:"روزي...انا.." 
مسحت مدامِعها بكفيّها و اخذت نفساً عميقاً
:"لن اجعلَ موتكِ هبائاً!!"
قامت بِرفعِ شعرها المُموج رابِطةً إياه بكل طاقة
اتكأت ناظِرةً للنافِذة
:"سأجعلُ حياتُكِ ذكرى تِبتِسِمينَ عند تَذكُرِها..و سأجعلُها حياتي الجديدة اللتي لن اندمَ عليها قطْ..اعدك!!"

 𝙼𝙸𝚂𝚂𝙸𝙾𝙽 || Tokyo revengersWhere stories live. Discover now