|7| أنا مُتعب.

211 14 3
                                    


" بلايث أين كنت منذ الصباح؟" قابلتني جوي التي تلعب عند الباب بينما أمشي نحوها لتركض باتجاهي وتتعلق بيدي تريدني أن آخذها لمكان ما.

" لا أريد جوي. أنا متعب أطلبي من توم أخذك مع ديانا." تخطيتها استمع لتذمراتها الكثيرة لكنني فعلاً لم أكن في مزاج جيد أبداً. دخلتُ الغرفة اتوجه للحمام أخلع ملابسي وأفتح المياه التي نزلت باردة قليلاً وارتفعت حرارتها بعد لحظات. عدلتها جيداً ووقفتُ تحتها استندُ على على الحائط أمامي أنزلُ رأسي للأسفل بتعب.

قطرات الماء تلامس رأسي ورقبتي وظهري بوتيرة منتظمة، تطرق بعنف لذيذ على جسدي تمسحُ التعب من وراءها. ولا أعلم لماذا شعرتُ بحاجة كبيرة للبكاء. هل كنتُ أسخر منذ ساعة من كايسي؟ إذن فليصفعني أحدهم.

لا أجدُ عيباً في أفرغ مكنونات صدري بالبكاء. أنا متعب حقاً. أشعرُ بكل الأمور تتكالب علي لتجعلني أتألم أكثر. كل ما حصل ويحصل يذكرني بأيام مراهقي المستنكرة. عندما رفضتُ وجود هذا الوحش بداخلي. عندما كرهته، وكرهت ذاتي لأنني أمتلكه. لا أذكرُ سوى جلسات العلاج الكثيرة التي أمتدت لسنتين طويلتين كانتا معاناة بالنسبة لي.

لم يكن هناك طريقة للتخلص من الحياة إلا وجربتها. حبوب كثيرة تناولتها لينتهي بي الأمر في المستشفى أشعرُ بتمزق أحشائي من اللعنة التي أوقعتُ نفسي بها. تسمم كنتُ سأموت لولا ولدتي التي نادتني ولم أجبها لتصعد لغرفتي بقلق وتجدني مرمياً على السرير أنازع للبقاء.

جربتُ قتل نفسي بسكين ولكن فشلت لخوفي. ففي النهاية لم أكن سوى مجرد مراهق لعين يحتاج أن يتخلص من لعنة بداخله. جربتُ رمي نفسي من بناءٍ عالٍ ولكنني ضعفتُ في اللحظة الأخيرة.

وفي آخر محاولاتي عندما عرفتُ أنني سأموت داخلياً إن لم يأكل وحشي وجبته تجاهلتها وتأخرتُ عنها أسبوعاً تدهورت خلاله صحتي وأتي والدي ليصفعني ويجبرني على التحول وإخراجه ولأنني كنتُ منهكاً لعدم تناولي الطعام ولشدة ما كان يحاول الخروج فقد استسملت له وخرج ليأكل وجبته التي أنقذتني وأنقذته.

مضتْ الأيام كاللعنة ولكنني لا زلتُ أذكرُ كل جزء منها كأنني أعيشه الآن.

نفضتُ الأفكار عن نفسي وأنهيتُ استحمامي ارتدي ملابسي وأخرجُ من الغرفة للأسفل بمزاج معكر. لقد شعرتُ بالجوع بعد السباحة في النهر والمشي الطويل ذهاباُ وإياباً من القرية إلى المنزل. ولم أكن قد تناولت سوى تفاحة صباحاً عندما خرجت.

"كيف الحال بلايث؟ لم نركَ اليوم كثيراً؟" سألت السيدة كارلا وهي تصنعُ شيئاُ وتنبعثُ رائحة البصل المقلي مع شيء آخر من المطبخ. " بخير. " أخبرتها أتوجه للثلاجة أخرجُ زجاجة مياه وأتناول كأساً أسكبُ في القليل بينما أجلس على الطاولة.

كاتريكوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن