الحلقة الخامسة عشر

Start from the beginning
                                    

غمضت عنيا وأنا بقفل على دموعي اللي واقفة ما بين إنها تنزل تشوي خدودي وما بين إنى عاوز أكلمها وقلبي اللي شغال يضرب شواكيش ده ودماغي اللي فرتكت نفوخي من جوه والذكريات الوحشة وموتت ماما قدامي لما العربية خبطتهم قدام قبل ما أدخل خالي إنقذني لما ذقني أه انا فعلًا موت وقتها بالحية لما شوفتهم هما الاتنين بيموتوا قدامي وانا عاجز مش قادر أعمل حاجة.

حسيت بإيدين نينة وهي بتمسك خدودي وبابا اللي سكت فجأة فضلت على الحال ده لحد ما سمعت صوت بابا وهو باين عليه الحزن وفجأة عيط.

أحمد:
- متفتكرش إنك لوحدك اللي متأثر بموتتها دي مااتت بسببي انا ماتت بسبب إني معايا فلوس ومنصب!
سهيلة الأم:
- إدعيلها بالرحمة يا حبيبي متعملش في نفسك كده.

سمعت الحوار اللي دار ما بين نينة وبابا وعرفت إنه متأثر بموتتها وإن كنت ظالم بابا اوي بتفكيري، كنت فاكره إنه مش بيحس تجوز ماما بس علشان تجيب وريث لكل اللي معاه مش اكتر مكنتش أعرف إنه بيحبها كده، كنت ظالمه اوي يا رب سامحني علي فكري المعاق ده وسامحني يا رب على كل ذنب عملته.

نينة اتكلمت مع بابا لحد ما هدي وجاتله مكالمة وخرج
ونينة فضلت معايا لحد المحلول خلص قمت سحبته من دراعي حتى نينة إنصدمت من شراستي وقوتي وقربت مني بس انا كنت الأسرع ودخلت الحمام رازع الباب قربت نينة مني فقولتها بصوت خشن.

عُدي:
- نينة لو سمحتي عاوز أقعد لوحدي!.
سهيلة جدة عُدي:
- ماشي يا حبيبي لما تحب تتكلم نينة موجودة في أي وقت.

خرجت نينة وأنا قعدت على حافة البانيو ومسكت فيه وغسلت وشي ومع نفسي كده ربنا بيوجني أصلي وأتقرب منه أحسن أتوضيت وأنا بعيط على كل اللي حصل وإني كلمتها من ورا أهلها وكنت أقعد بالساعات نتكلم مرة هي مرة أنا لحد ما حبيتها وصارحتها بمشاعري وهي كانت بتبادلني الأمر أفتكرتها لما أتقابلنا في القاهرة.

كانت عند الإشارة جايبة تربيزة وراصة عليها حاجات ع الرصيف بتوزع تمر علي العربيات والناس اللي معدية مع ورق ملون شكله حلو قربت من شُباك العربية وخبطت على القزاز كنت في حالة شرود وهذيان والذكريات مش عاوزة تمشي لازقة في عقلي.

رُقية:
- لو سمحت!؟
فتحت الشباك بصيت ليها مدت يدها بـعلبة عصير معلب مع تلت تمرات و ورقة بمبا أخدتهم منه ولسه هرميهم في العربية على الكرسي اللي جنبي الورقة إتفتحت لوحدها ببص على مضمونها كان خطها حلو وجميل والكلام أفظع ولمس قلبي من جوه كان مكتوب فيها ومتخططة بأقلام ملونة في مستطيل او مربع بخط عريض لطيف زي عنيها البنية.

*الله يعلم مافي قلبك ، ويعلم احتياجك ، ويعلم ماهو مناسب لك هو لطيف بك ، يرتب لك أشياء تفرحك ، ويبعد عنك أشياء لا تناسبك وقد تكون عن طريق ألم يوجعك ، لكن بعدها عندما ترضى وتسلم أمورك لمن هو أعلم بمصلحتك تكون عطايا وهبات لك تنسيك ما تؤلمك*

اسكربتات مُتنوعة"بقلم رُقية محمد عبداللاه"Where stories live. Discover now