نهاية موسى بن نصير وطارق بن زياد

2 0 0
                                    

💭نهاية موسى بن نصير وطارق بن زياد

عندما بلغت موسى بن نصير أخبار الانتصارات التي حققها طارق، أراد أن يكون له سهم في شرف هذه الفتوحات، فسار من أعماق إفريقيا على رأس جيش عرمرم يتكون من العرب والبربر.

وقد سار موسى في اتجاه آخر غير الذي سار إليه طارق بن زياد، فاحتل مدريد وسرقسطة وغيرهما من المدن، وبعد ذلك سار على رأس قوة صغيرة تتكون من خيرة رجاله وابتعد عن جيشه الرئيسي، ولم يكن هو ورفقاؤه يحملون معهم سوى أسلحتهم. وأما بقية الجيش، فقد كان فرسانه يمتطون جياد جيش القوط المنهزم، ولم يكن الواحد منهم يحمل سوى كيس صغير من الزاد، وأما الأثقال فكانت محمولة على ظهر البغال.

ويزعم زوراً بعض المؤرخين -من غير الثقات- أن موسى بن نصير كان ينظر بعين الحسد والغيرة إلى مولاه طارق منذ المراحل الأولى من فتح الأندلس، وقد كان يريد أن يستولي على حصة الأسد من الغنائم التي حصل عليها جيش طارق، بعدما يدفع نصيبًا إلى بيت المال، وأما طارق فقد كان يريد على العكس من ذلك؛ دفع الخمس الذي ينص عليه القرآن إلى بيت المال، وتوزيع ما بقي من الغنائم على الجند. وقد بلغ النزاع بين القائدين درجة رأى معها الخليفة استدعاءهما إلى دمشق ليحسم الخلاف بنفسه.

وقبل أن يصل موسى بن نصير وطارق بن زياد إلى دمشق، ويتم الفصل في النزاع بينهما مات الوليد بن عبد الملك سنة (96هـ/ 715م).

وقد تعرض موسى بن نصير لبعض المضايقات من الخليفة سليمان بن عبد الملك، لكنه سرعان ما ندم، وأخذه معه إلى الحج. أما طارق بن زياد فقد آثر أن يعيش بعيدًا عن الأضواء، يعبد الله بعيدًا عن مسرح الشهرة وضجيج السياسة.

طارق بن زياد - فاتح الأندلسDonde viven las historias. Descúbrelo ahora