ذلك أن فلاش كان يسير خلفها عندما تركت المطبخ وجاءت إلى المكتب ، وكان الآن مستلقيا عند قدميها بهدوء .
فقال الماركيز : « إذا كان منظر جوادك بجمال منظر كلب هذا ، فيسرني أن أراه .. "
فقالت : « إنني أحب شيرون كما أحب فلاش . و أنا شاكرة جدا جدا حيث كان بإمكاننا أن نموت هنا حيث ... لا أحد سيعثر علينا"
كان كلامها قد سبقها دون تفكير فقال الماركيز بسرعة " إذن ، فأنت هاربة أظن هذا هو السبب في شعوري بالسرور معك .. "
فاعترفت قائلة : "نعم . .. إنني هاربة. ولكنني لا أريد الحديث في هذا الموضوع "
فقال : "سنتحدث إذن في شيء آخر ، أخبريني ما رأيك في قصري ؟ "
أجابت : « لا شك أنك تعلم الجواب ، إنه رائع ، وهو مناسب لك تماما "
فقال غامزاً بعينه : "ها أنت في الآن تمدحينني .."
قالت : "وكيف يمكنني أن أقول شيئا آخر عنك أنت الذي حاربت بكل شهامة وشجاعة تحت قيادة الدوق أوف ويلنغتون و كوفئت لخدعك الباهرة ."
سالها " وذلك بأن أصبحت ماركيز ؟ أعلن أنني أكثر زهواً بكوني الإيرل الحادي عشر وهو لقب أجدادي"
فقالت : « إذا شئت مداومة الصعود الخطوة التالية هي الدوقية ..."
فأجاب : « هذا شيء لا رغبة لي به ، في الواقع . فقد نلت الكفاية من الحرب . أريد أن أنام في سريري في منزلي وأجول في أرضي "
قالت باسمة : « إذن ، فهذا بالضبط ما يمكنك عمله الآن .. "
مرت لحظة صمت أدركت في أثناء هـا أن الماركيز ينظر إليها بطريقة جعلتها تشعر بالخجل .
ثم قال فجاة : « أريد أن أرى جوادك ، وأنا واثق من أنه شيء غير عادي مثل سيدته وكلبها ، هل تذهبين معي على ظهر الخيل غدا صباحا ؟"
فأجابت : "هذا يسرني جدا . فقد كنت أفكر منذ فترة في أنك ما دمت تذهب للنزهة باكراً ، يتوجب علي أن أبكر في نزهتي قبلك كي لا أعترض طريقك ."
فقال : « هذا لن يحدث إذا كنا ذاهبين معا"
وسادت برهة من صمت أخذ الإثنان ، أثناءها ، يتبادلان النظرات ، وتملك مانيلا شعور غريب بأنهما كانا يتكلمان معا دون أن ينطفا بكلمة .
ثم قال المركيز بشكل مفاجي : "لقد أرسلت خدماً ليخبروا أصدقائي الذين كنت دعوتهم للقدوم غدا ، أنني لسوء الحظ ، لن أكون هنا لاستقبالهم .."
إ لتفت قائلة "هل فعلت ذلك ، ولكن لماذا "
فأجاب : « لأن ما حدث هذه الليلة هي من الغرابة بحيث لا يمكن أن تبقى طي الكتمان مهما بلغ بنا الحذر وسيكررها كل من يسمعها .."
فهتفت . « آه ، نعم ... بالطبع . لم يخطر هذا ببالي .."
" ولا أظن أن أولئك الفرنسيين الذين طردتهم لتوي سيتحدثون ، ولكنك لا تستطيعين منع الخدم من الثرثرة . والأصدقاء الذين كنت دعوتهم إلى هنا ، سيحضرون معهم خدمهم وخادمات زوجاتهم وسائقيهم . وستنتقل القصة معهم إلى لندن لا مناص من ذلك ... "
فقالت : « إنك بالغ الحكمة ، فمن الخطأ أن يتحدث أحد ما بما حدث . "
وخطر ببالها ، وهي ترتجف ، أن عمها إذا علم بأن طاهية جميلة صغيرة السن تملك وكلباً ، قد أنقذت حياة الماركيز ، فلن يأخذ منه وقتاً طويلاً كي يدرك كل شيء.
وارتجفت مرة أخرى ، فقال الماركيز : « إنك خائفة ما الذي يخيفك ، ولماذا .؟"
فأبدت إشارة صغيرة من يدها وهي تقول : « كما سبق وأخبرت سيادتك ، أنا لا أحب الخوض في هذا الحديث . "
فقال :" قد يكون في إمكاني مساعدتك ، فانا ، في العادة صالح جدا في تسوية المشكلات ، وقد صادفني الكثير منها أثناء الحرب . لماذا لا تثقين بي وترين ان بإمكاني حذف الخوف من عينيك ؟"
وهزها لطفه ، فنظرت إليه شاكرة ، ثم قالت : « أظنني حاليا ... في أمان ... ولكن ، إذا تغير شيئ ، فسأخبرك .."
فسألها : « أهذا وعد؟"
وساورها شعور غريب بأنها ، ما دامت وعدته بما طلب منها ، فسيكون من الصعب أن لا تلجأ إليه إذا ما وقعت في المتاعب .
YOU ARE READING
[مكتملة✓] الهاربة و الماركيز
Romanceعندما أخبر الإيرل أفوندال ابنة أخيه مانيلا أن عليها أن تتزوج من الدوق أوف دانستر ، تملكها الذعر ، وهكذا هربت من البيت عند الفجر ، ممتطية صهوة جوادها الحبيب هيرون ، وفي أعـقـابـهـا كلبها فلاش . وعند وصولها ، في حياتها الجديدة ، إلى قرية صغيرة ، علم...
الفصل الحادى عشر
Start from the beginning