الفصل الحادى عشر

Start from the beginning
                                    

ذلك أن فلاش كان يسير خلفها عندما تركت المطبخ وجاءت إلى المكتب ، وكان الآن مستلقيا عند قدميها بهدوء .

فقال الماركيز : « إذا كان منظر جوادك بجمال منظر كلب هذا ، فيسرني أن أراه .. "

فقالت : « إنني أحب شيرون كما أحب فلاش . و أنا شاكرة جدا جدا حيث كان بإمكاننا أن نموت هنا حيث ... لا أحد سيعثر علينا"

كان كلامها قد سبقها دون تفكير فقال الماركيز بسرعة " إذن ، فأنت هاربة أظن هذا هو السبب في شعوري بالسرور معك .. "

فاعترفت قائلة : "نعم . .. إنني هاربة. ولكنني لا أريد الحديث في هذا الموضوع "

فقال : "سنتحدث إذن في شيء آخر ، أخبريني ما رأيك في قصري ؟ "

أجابت : « لا شك أنك تعلم الجواب ، إنه رائع ، وهو مناسب لك تماما "

فقال غامزاً بعينه : "ها أنت في الآن تمدحينني .."

قالت : "وكيف يمكنني أن أقول شيئا آخر عنك أنت الذي حاربت بكل شهامة وشجاعة تحت قيادة الدوق أوف ويلنغتون و كوفئت لخدعك الباهرة ."

سالها " وذلك بأن أصبحت ماركيز ؟ أعلن أنني أكثر زهواً بكوني الإيرل الحادي عشر وهو لقب أجدادي"

فقالت : « إذا شئت مداومة الصعود الخطوة التالية هي  الدوقية ..."

فأجاب : « هذا شيء لا رغبة لي به ، في الواقع . فقد نلت الكفاية من الحرب . أريد أن أنام في سريري في منزلي وأجول في أرضي "

قالت باسمة : « إذن ، فهذا بالضبط ما يمكنك عمله الآن .. "

مرت لحظة صمت أدركت في أثناء هـا أن الماركيز ينظر إليها بطريقة جعلتها تشعر بالخجل .

ثم قال فجاة : « أريد أن أرى جوادك ، وأنا واثق من أنه شيء غير عادي مثل سيدته وكلبها ، هل تذهبين معي  على ظهر الخيل غدا صباحا ؟"

فأجابت : "هذا يسرني جدا . فقد كنت أفكر منذ فترة في أنك ما دمت تذهب للنزهة باكراً ، يتوجب علي أن أبكر في نزهتي قبلك كي لا أعترض طريقك ."

فقال : « هذا لن يحدث إذا كنا ذاهبين معا"

وسادت برهة من صمت أخذ الإثنان ، أثناءها ، يتبادلان النظرات ، وتملك مانيلا شعور غريب بأنهما كانا يتكلمان معا دون أن ينطفا بكلمة .

ثم قال المركيز بشكل مفاجي : "لقد أرسلت خدماً ليخبروا أصدقائي الذين كنت دعوتهم للقدوم غدا ، أنني لسوء الحظ ، لن أكون هنا لاستقبالهم .."

إ لتفت قائلة "هل فعلت ذلك ، ولكن لماذا "

فأجاب : « لأن ما حدث هذه الليلة هي من الغرابة بحيث لا يمكن أن تبقى طي الكتمان مهما بلغ بنا الحذر وسيكررها كل من يسمعها .."

فهتفت . « آه ، نعم ... بالطبع . لم يخطر هذا ببالي .."

" ولا أظن أن أولئك الفرنسيين الذين طردتهم لتوي سيتحدثون ، ولكنك لا تستطيعين منع الخدم من الثرثرة . والأصدقاء الذين كنت دعوتهم إلى هنا ، سيحضرون معهم خدمهم وخادمات زوجاتهم وسائقيهم . وستنتقل القصة معهم إلى لندن لا مناص من ذلك ... "

فقالت : « إنك بالغ الحكمة ، فمن الخطأ أن يتحدث أحد ما بما حدث . "

وخطر ببالها ، وهي ترتجف ، أن عمها إذا  علم بأن طاهية جميلة صغيرة السن تملك وكلباً ، قد أنقذت حياة الماركيز ، فلن يأخذ منه وقتاً طويلاً كي يدرك كل شيء.

وارتجفت مرة أخرى ، فقال الماركيز : « إنك خائفة ما الذي يخيفك ، ولماذا .؟"

فأبدت إشارة صغيرة من يدها وهي تقول : « كما سبق وأخبرت سيادتك ، أنا لا أحب الخوض في هذا الحديث . "

فقال :" قد يكون في إمكاني مساعدتك ، فانا ، في العادة صالح جدا في تسوية المشكلات ، وقد صادفني الكثير منها أثناء الحرب . لماذا لا تثقين بي وترين ان  بإمكاني حذف الخوف من عينيك ؟"

وهزها لطفه ، فنظرت إليه شاكرة ، ثم قالت : « أظنني حاليا ... في أمان ... ولكن ، إذا تغير شيئ ، فسأخبرك .."

فسألها : « أهذا وعد؟"

وساورها شعور غريب بأنها ، ما دامت وعدته بما طلب منها ، فسيكون من الصعب أن لا تلجأ إليه إذا ما وقعت في المتاعب .

[مكتملة✓] الهاربة و الماركيزWhere stories live. Discover now