حكايا والدي

14.4K 522 94
                                    

على تل ليلي انظر للون الغروب القرمزي و رائحة الزنبق ونسيم دافئ يجتاحني و كأني ولدتُ للتو.
يُقال أن الرجل الذي زرع جميع زهور الزنبق تلك أحب امرأة جميلة لكنها ماتت قبل أن يجمع القدر بينهما لكن البعض يقول أنها تزوجت شخصاً آخر لكنه في النهاية عبر عن مدى حزنه بزراعة الزنبق الذي يرمز للـ"الجمال".

أنا أعيش في بلدة قيسليني التي تحكمها قبيلة ميقاليو تلك البلدة المشعة بالحياة وأناس مبتهجون وسعداء، قال أبي لي إن سبب ازدهار قيسليني هو تلك الأسطورة التي حدثت بعد إن تم خلق الأرض والقمر أن ديانا-إلهه القمر- أحبت رجلاً من الأرض لكن ذلك الرجل لم يعش طويلاً فحزنت ديانا حزناً عميقاً لدرجة إنها بكت فأمطرت الأرض بدموعها على بلدة قيسليني وضجت بالحياة فسميت بقيسليني الذي يرمز لـ"ارض القمر".

لطالما كرهت تلك الضغائن والعنصرية التي تكنها ميقاليو على قبيلة إيدافوس بسبب أساطير لا ندري عن حقيقتها، لكنني عندما قلت لأبي هذه العبارة صفعني حتى احمرت عيناي من دموع الألم، لم أكن مخطئه فلو كانت ديانا تحب حقاً ذاك الرجل لنقت قلوب أهل القرية من العنصرية والحسد ولم تجعل والدي يقوى على صفعي.

"بوكالتورانو" الذي يعني -زجاجة من السماء- أحببت اسمي كثيراً منذ أُسميتُ به فهو شاعري جداً وكأنه يحكي حكايةً قديمة..فأمي محبوبتي التي لم أرى عينيها أبدا بعد أن أغمضتهما أخر مرة رأيتها فيها كانت تحبه وتفضله على بقية الأسماء.

أبي كان يديم ترداد تلك العبارة لأمي "النساء حمقى فكلامٌ معسول قد يجعلهن يُجَنَن"ّ.
إن الرجال لن يفهموا النساء مهما انقلبت وتغيرت الحياة لذا نحن نعيش واقعاً ليس كما نريد!

لأعود للواقع فإن من شرائع مجتمعنا أو قبيلة ميقاليو أن الفتيات عندما يبلغن الخامسة عشر يذهبن لعمهن الأكبر ليربيهن خير تربية ويزوجهن خير زوج ، لإنتصف في محور الواقع أن ميلادي الخامس عشر غداً.

بوكالتورانوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن