السعادة 🧚🏻‍♀️

Start from the beginning
                                    

كنا نمشي بسعادة ، و بوجه من النجاح و التفوق و العمل الجاد و الاحلام الامتناهية نجحنا ...
بقدراتنا و بطموحنا ، لم نقل ليوم ما كلمة المستحيل ، بل عملنا على ان نجعل من المستحيل ممكن ...
و لم نفقد توازننا يوما ما ، بل سعينا الى خلق ذلك التكامل في حياتنا ، و أن نشكل طريقا من الاهداف و الامنيات الى أن نعمل على تحقيقها ...
و هذا ما جعل من حياتنا تسير بشكل من النظام ، على الرغم من ذلك الحزن الذي لبد اجواء غيومنا ، و على الرغم من تعاستنا لفراق الأحبة ، و إكتئابنا على الامور التي فقدناها ، لكن عودتنا تكون بشكل أقوى .
لذلك " فإن بعد العسر يسرا ، إن بعد العسر يسرا " .
لم نفقد آمالنا ، و لم نتوقف عن الحلم يوما ما ...لاننا إذا توقفنا عنه ، فسيتوقف تيار حياتنا معه.

لم يفارق وجهي وجه باتريك ، بل ظللت أناظره بأعين براقة كأنني اعترف اليه ، كأن مشاعري الداخلية تعبر نيابة عني .
نظرت الى الامام لأرى بيت آرين .
"لماذا نحن هنا ؟ " سألته ليبتسم ثم ليرد قائلا
" لقد ناداني فاليرو ، لان جميعهم هنا ...كنت قادم اليك حتى نذهب إليهم ، لكنني أتيت الي " رسمت إبتسامة عريضة على وجهه ليحمر وجهي بعدها ثم لأصوب
" لا أريد رؤيتهم ...لكني أريد بشكل ما .."
" إذا هيا لندخل ..." .
كانت نبضات قلبي غير مستقرة ، لم اتكلم إليهم منذ حوالي عشورن يوما الى شهر ما ...
كنا نلتقي مع بعض ، و نتبادل تلك النظرات المعبرة على الاشتياق و الى الحزن بشكل ما ...
لقاءهم بعد كل ما حدث هو بمثابة عمل جاد ، و حزن أليم .
لقد إشتقت إليهم فحسب .

فتحت آرين الباب مع فاليرو ، لأبتسم بعدها ...لتحضنني هي الاخيرة .
لا اعرف كيف اصف ذلك الشعور ، او عن تلك الحالة التي اصبحت كلانا فيها ، او عن سبينوزا التي انضمت الى حضننا بعدها ، او عن دييغو و درايك اللذان بقيا في حالة من السعادة لرؤيتي ، لينضما هما الآخرون الى حضننا .
شعرت بعودة الماضي الى جسمي ، و عن إكليل السعادة الذي إنتشر في عروقي ، لأشعر بالحياة مجددا ...
الشعور بالعودة و الشعور برحيق الهواء يتخلل رئتاي، لأرى إحمرار جسمي و دفئه و عودة نشاطه .
لان الحياة عادت الى مجددا ...، لأنني عدت الى نفسي مجددا ...
لانني إستعدت ما كان لي مجددا ، و إستعدت ما كانت أشعر به من قبل .
شعور الصداقة ، الحب ، الايجابية ، الطموح ، الجمال ..ليشكلا بداخلي طعم الحياة .
إبتسمت لهم ، لتنزل تلك الدمعات الشفافة على وجهي ، توجهنا الى غرفة المعيشة لتأتي كاثرين الي ، لتحضنني بعدها ثم لنجلس سويا.
شربنا ذلك الشاي الساخن مع تلك الكعكة التي حضرتها كاثرين ، ثم لأناظر كل واحد فيهم .
آرين التي تغيرت ملامح وجهها التعيس الى وجه ملائكي ضاحك ..
سبينوزا التي غيرت من نفسها الى شخصية مسامحة ، جميلة و طامحة.
دييغو و درايك ، الثنائي الذي إعتدت أن اسمع غبائهم و أضحك على مزحاتهم اصبحوا واعيين في تصرفاتهم و اكثر مرحا مما كانوا عليه .
احسست كأن نفسي القديمة عادت ، و استرجعت تلك الطاقة التي كانت مخفية في قلبي ...الى الأفضل و الاقوى .
مرت ساعات و ساعات من الكلام و الضحك المستمر ، لنلعب بعدها لعبة الصراحة .
" حسنا ، ايها الشعب سوف نتناوب في الأدوار ، لنسأل بعضنا البعض بعض الأسئلة و ليجيب الاخر بكل صراحة " بدأ دييغو في اللعبة ليسأل بعدها كاثرين طبعا
"ما هو أكثر شيئ أنت ممتنة له حاليا في حياتك ؟ طبعا انا " ضحك الكل لترد كاثرين
" أكثر شيئ انا ممتنة له هو بقائي على قيد الحياة ....لأنني رأيت قيمة الاشياء في حياتي ، التي لم أكن اعلم بوجودها ...سييرا هي شخص جعلتني افكر بطريقة أخرى و جعلتني تغير من نفسي الانانية و الحاسدة الى شخص واعي و يبالي على مشاعر الآخرين ...شكرا سييرا " حضنتني كاثرين لأحضنها بعد ذلك .
" ظننت انك ستقولين دييغو يا كاثرين " ضحكت كاثرين لتحضن دييغو بعدها .
"الم نشاهد موسم كامل يا سييرا ؟ " سألني باتريك لاضحك ثم لارد بعدها
" انا شاهدته ، بل انت لم تشاهده"
ضحك الكل لنستمر في لعبتنا
" حسنا ، سأسأل سبينوزا ، هل تكونين فرحة بوجودك معي ؟" سأل دافيد سبينوزا لترد بعد ذلك
"فرحة فقط ؟ أنت أكثر الأشخاص الذين جعلوني أشعر بالحياة مجددا ...لست فرحة بل انا ممتنة لجميع اللحظات التي عشتها و مازلني اعيشها معك يا دافيد " احمر وجه سبينوزا ، ليقبل دافيد جبينها
" هل هذا موسم الاعتراف او ماذا ؟ " صوبت نحوهم ليضحك الجميع .
" سأسأل سييرا الان ، لن أسألك بل سأشكرك ...هل تعلمين اننا نجحنا اليوم بسببك؟ " صوب باتريك نحوي لارد قائلة
" كيف هذا لم افهم؟ "
" بسبب تلك التسجيلات التي قمت بها ، إستطعنا أن نعمل لهم نسخ و نسمعم كاملين ، و بالتالي ساعدونا على الدراسة ..يعني يا سييرا لقد ساهمتي في نجاحنا ...و أظن أنه ليس سؤالا و لا جوابا لكنني ممتن بوجودك في حياتي و بتشكيلك لاهم جزء في حياتي ...قلبي "
نظرت في باتريك تلك النظرة المليئة بالحب و التعطش له ، لم أعلم ما الذي افعله سوى أنني قفزت في حضنه و قبلته ثم لاحضنه بعد ذلك .
" أه ... مازلنا هنا يا جماعة !!" صوب درايك لنضكك بعدها ككل .
لم اقولها لباتريك ، لكنه يشكل قلبي ايضا .
" حسنا بعد موسم الاعتراف و الرومانسية الغبية ، سأسأل سؤالي الى آرين ...بل لن أسأل سوف اعلن أنني انا و آرين نتواعد يا جماعة هنيئا لنا !!!" إبتسمنا ككل ، لنهنئهم بعد ذلك ...فآرين و فاليريو يشكلا ثنائي رائع .
" هل هذا يعني أنني وحيد ؟" صوب درايك لنضحك كلنا ..
" حسنا ...إنه دوري ...سأسأل دييغو و درايك ، لماذا غيرتم الثانوية ؟ هل هناك شيئ لا نعلمه ؟ شيئ مخفي "
نظر كل من دييغو و درايك الى باتريك ، ليرد علي دييغو
" سوف تعلمون لماذا قريبا ...هذا لسلامة الجميع فقط "
استغربت لكلام دييغو ، ثم ليسألني بعدها درايك
"سييرا ...إذا وضعوك يوما ما بين اختيارين، احدهما يشكل خطر على حياتنا و الاخر هو مغادرتنا لحمايتنا من ذلك الخطر ...فما الذي ستختارينه ؟"
استغرب الجميع السؤال درايك ليصوب باتريك
" ما هذا السؤال الغبي يا درايك ؟ دعونا نشكل مخيما في الحديقة يا جماعة "
"سوف نشكل لكن في الواقع ... ليس سؤالا غبيا بل هو سؤال جميل حقا ...إذا حدث و وُضعت بين إختيارين يوما ما ...فسأختار ما يجعل من حياتكم سليمة و بعيدة عن الخطر ...هذا أقل ما يمكنني فعله "
إبتسم الجميع ، لنواصل تلك الأسئلة ، ما جعل من مشاعري مؤثرة هو حقيقة أنني إشتقت الى هذه الاجواء ، و الى هذه القهقهات ،و الى هذه اللحظات ...لقد إشتقت إليهم حقا .

The Magical Book |الكتاب السحري Where stories live. Discover now