الفصل الواحد والثلاثون

21K 852 140
                                    

      
                 **"الفصل الواحد والثلاثون" **
.. "عندما أقول لا أحبك معناها أني أحبك أكثر"..

.. "بعد منتصف الليل بساعة"..
هل من الممكن أن يكون نصيبه من الألم أكثر من ذلك، أن يتمزق قلبه من كثرة الوجع، وهو الذي علّم قلبه وعوّده على حبها..
منذ أن شبّ وصلب عوده وهو لايرى لنفسه حبيبة غيرها.. بطلة لياليه الخالية... وأحلامه البريئة، والجامحة.. من يُمني بها قلبه قبل جسده..
يجلس على فراشه ينهت بأنفاس متعبة، حيث الليلة الماضية كانت من أطول لياليه وأبطأها، وقد خاصمه النوم وقاطعته الراحة، يدور بالغرفة ذهابًا وإيابًا..
تواجهه المرآه العريضة الخاصة به يتطلع لانعكاسه بضياع، يرى خيبة أمله في إنكسار عينيه، ملامحه باهتة وأكتافه متهدلة بإحباط ..
رغم الغضب المستتر بداخله والنيران المستعرة بين أضلعه، ولكن لايرى سوى خذلانها له.. وخذلانها بالمرة السابقة له لازال طعمه الصدئ بحلقه..
يقف بعدما استقام يتحرك صوب مرآته، يقف أمامها يواجه نفسه..
وتلك المرة رفضها سيكون القطيعة، والضربة القاصمة..
يدقق بهيأته ولا تعجبه يقارن بخياله بينه وبين آخر فيحزنه أنه الرهان الخاسر، يمسح صفحة وجهه المرهق.. يتنهد بقوة يشعر بأن السماء والأرض يطبقان على صدره..
في خياله يُخيل إليه أنه يسحبها من خصلاتها يعنفها فتعترف بحبها فيرتاح قلبه قليلًا من التخيل..
وعلى ذكر خيالاته المضطربة يلتوي شدقه بشبح إبتسامة وقد جن عقله.. يحدث صورته بالمره ببساطة
- وفيها ايه لما أقوله أنا عايز اتجوز بنتك..!!
فتخرج روحه الكامنة من الداخل تتهكم بسخرية من تساهله
- كرامتك ياااه..
يدافع.. يبرر والأمر خرج عن السيطرة، والعقل راقد بسلام
-طب مانا مش هتفيدني كرامتي لو اتجوزت غيري..!!
والغير مرفوض.. هي له وانتهى، هكذا يأتي عمه بكل برود ويعلن عن آخر ينافسه..
أكان ينقصه آخر.. وكمال يحذره يطلب منه الصبر، التمهل.. أن تتعب هي من أجله.!
لما لايشعرون به.. بغيرته، ببساطة يغار عليها.. بالرغم من أخطائها ولكن لازالت حبيبته..
ثار بركانه مرة أخرى من كثرة تفكيره ، يلهث بأنفاسه وهو يبحث عن هاتفه حتى وجده ملقى جانبًا أمسكه يضغط عدة ضغطات ثم رفعه على أذنه في إنتظار الرد...

.................
.. استيقظ أكرم من نومه المضطرب على صوت رنين هاتفه، ارتفع بجزعه قليلًا يشعل الضوء الخافت المجاور لفراشه، ينظر حوله بعدم تركيز ثم أمسك هاتفه عابسًا بضيق سرعان ماتبدل لقلق احتل خافقه وهو يرى أن المتصل قاسم..
يضغط زر القبول سريعًا دون تردد، يسأله بخفوت قَلِق
-في ايه..؟
يمهله الرد.. ثم يجيبه بعد لحظة من الاستيعاب
-طب أنا هلبس وأنزلك..
وأغلق الاتصال.. يعتدل بعد أن أعاد الهاتف للكومود بجانبه.. يهبط بنظراته للنائمة بجواره بملامح مسترخية وابتسامة ناعمة.. نائمة برقة وعمق على عكسه، يسحب نفسًا طويلًا ثقيلًا ويحتبسه داخل صدره وهو يرى كتفها العاري عدا عن حمالة خفيفة ليس لها داعِ..
كريمة أنتِ يانور هان بملابسك..!! ولا يعنيكي ذالك المحترق بجوارك..
والوضع بينهما كماهو الحال عليه.. وعلى المتضرر اللجوء للصوت العالي والمطالبة بالحق الشرعي..
يميل والنية قبلة خفيفة للكتف العاجي العاري أمام نظراته الجائعة.. قبلة خفيفة خالية من الرغبة.. ولكنه تراجع حيث أنه لا يفضل أن يرجع بوعد ألقاه.. فابتعد مرغمًا يسب قاسم بباله ألف سبة، يرتدي ملابسه على عجل..يحسدها بنظرة بائسة على نومها الهانئ.. دقائق وانتهى من ارتدائه لملابسه، سحب مفاتيحه وخرج لمقابلة قاسم ...

بيت القاسم للكاتبة ريهام محمود "مكتملة" Where stories live. Discover now