حب تغلب علىٰ جميع المصاعب2

Beginne am Anfang
                                    

_اهدئي لقد انتهت أنا هنا الأن، لن يستطيع أحد الاقتراب منكِ، حقك سيعود من حاول أن يأذيكِ.

وهنا لم تتحمل لتزداد شهقتها وتبدأ في سرد ما حدث لها منذ بداية سفره، وعن معاناتها معاهم، وكشفت له عن آثار الجروح التي في جسدها بسبب ضربهم لها، وشعرها الطويل الذي قاموا بحرقه، ومنذ بداية اتهامها لها بالجنون، والدواء الذي هو السبب في عنائها، حتى دلوفها للمصحة

كان يستمع لها وقلبه يتحول إلى أشلاء من فرط ما به من وجع عليها، أخذت تهذي كثيرًا بكلمات غير مفهومة حتى سقطت في النوم داخل أحضانه وكأنها عثرت على ضالتها وأمانها وأخيرًا، ليقوم بتغطيتها والذهاب إلى الطبيب الخاص بها، ويقوم بعمل تقرير بحالتها، وأنها في كامل قواها العقلية، وأن الذي حدث لها من تأثير الدواء فقط التي أخذته، وقام بالرجوع إليها حتى تقوم بعمل جميع الأشعة الخاصة للتأكد من سلامة عقلها، وتحاليل كثيرة لتثبت نوع المادة الذي سارت بجسدها، وأنها مادة مهلوسة وآثارها تمتد قليلًا، ليكتب لها الطبيب أدوية أخرى حتى تسترد عافيتها وتتخلص من نسبة هذه المادة من جسدها، وخرجت من هذه المصحة وأخيرًا، وكأنها متهم كان محكوم عليه بالإعدام ونال حريته.

لتقول بتذمر واضح.

_اريد الذهاب لوالدتي .

كان سيعارض ولكنه تحمل من أجلها فيبدو على ملامحها الكثير من التعب، طوال الطريق كانت شاردة، وحاول إشغالها كثيرًا، لِينصدم بكلامها

_شكرًا لك يا عبد الرحمن إنك قمت بإخراجي، ولكن أنا اريد الجلوس في حضن والدتي قليلًا، رجاًء لا تعارض، فأنا غير قادرة على المناقشة ألان .

_سوف أصعد معكِ قليلًا ثم أعود.

عندما وصلت، سمعت صوت شهقة أمي

_بُنَيَتي أين كُنتِ كل هذا،

قاطعت حديثها وهى ترتمي في أحضانها وأخذت أبكي بشدة وبدأت بإخبارها كل ما حدث حتى وصولها الآن.

كانت تتوعد والدتها بداخلها لهذه العائلة.

_ اصبري قليلًا، أطمئن على حالك فقط، وسوف نرى صرفة معهم.

مر يوم أخيرًا بسلام .

ومع إشراقة صباح اليوم التالي، أصرت والدتها على الذهاب إلى قسم الشرطة، للإبلاغ عنهم جميعًا.

_هل لديكِ أقول أخره سيدتي في

_لا هذا كل ما حدث، اللحظة الأولي إلىٰ الآن .

وبعد مرور عام.

كانت تقف في مطبخها الصغير وتقوم بتحضير الغداء، وعقلها يتذكر معاملته معاها، فكيف يكون حنون معاها إلى هذا الحد وهي قست على قلبه عند إبلاغها على عائلته، بجانب رفض والدتها أن تعود إلى زوجها بعد ما فعلت عائلته معاها، على الرغم من وقفه بصفها وعدم معارضته، فمهما كان هم سيظلوا عائلته وهذه أمه، تتذكر عندما علم بالأمر لم يعارضها رغم ما به من ألم وقف معاها ضدهم، وعندما وصلت الأمور إلى حد السوء، تجمعوا وقاموا بحل هذه المشكلة العائلية فيما بينهم فقد تنازلت عن البلاغ الذي قدمته وهو عاقب أمه بالابتعاد عنهم وعدم الحديث معهم، نعم تتذكر ذلك اليوم عندما وافقت والدتها أن تذهب معه بعد معاناة؛ ولكن لم يحدث ذلك إلى أن تأكدت أنه من الممكن أن يبتعد عن الجميع مقابل أن تظل هي بأمان.

عبد الرحمن وهو يحاول إيقاظ مريم بسرعة.

_هيا استيقظِ سوف تفوت الطائرة، ونحن لم نتحضر بعد.

لترد عليه بتثاؤب وشعر مشعث أثر النوم.

_ طيارة ماذا، والدتي قالت لا سفر مره أخرى، سوف أطير في أحلامي .

فكان هذا آخر موقف بينهم في بلدها التي شهدت على أصعب ذكريات لها،  فقد أخذها وسافروا سويًا إلى ألمانيا، بعيدًا عن الجميع، في شقة بسيطة جميلة جدًا، مليئة بالدفء بجوار عمله، ليقاطع شرودها صوته بفرحة وحماس

_أحلى امرأة تطهو بالعالم  

التفت إليه بابتسامة صافية

_مازال حديث حنون معي، برغم إنني السبب في مقاطعتك لأهلك.

سحب بعض الهواء إلى رئتيه ثم أخرجه على هيئة حديث يسرق قلبها.

_ مستحيل أن يتغير سيظل كلامي كما هو، ما فعلتِ كان رد حقك ليس إلا، أما عن مقاطعتي ل أهلي فأنتِ ليس لكي ذنب بهذا، أنا لم أتحدث من أهل لم تحافظ على عرض أبنها في غيابة، كل ما اريده الأن أن يأتي ولي العهد هذا بخير، وأن يحفظك الله هذا كل ما أتمنى.

لتقوم بإحتضانه وهي تتمتم بالحمدلله في داخلها .

"وقد يأتيك العوض على هيئة شخص، ولكن عوضي جاء في حُضنك، فقد جئت على مقاس قلبي تمامًا، حنونًا مفرطًا لا مكان للقسوة في قاموسك، لا زلت أماني وملجأي الوحيد، ولا اطمئنان يضاهي وجودك بجانبي يا عزيزي".

 #يُتبع


مصائب قوم (مكتمله)✔️Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt