البارت الأول

154K 9.7K 12.1K
                                    

#عُزلة_السقر
البارت الأول
للكاتبة لبنى الموسوي

الأثنين 12/12/2022
نبدأ روايتنا المُميزة بـ هذا تاريخ المُميز ..

أؤمن جِدًا بِـ أنَّ الـ عُزلة فيها يَختلفُ الإثنان
أحدهمْ يَراها جَحيمًا
والأخرْ يَراها سَلامْ

وأنا أقولُ بِـ إنها جَنة فيها فاكهةُ الشَمام
فيها حورٌ ،
فيها خمرٌ ،
فيها أحلى وأبهى صورٌ ،
مَن يَهجُرها يَصبحُ بائس يُحرمُ من شمِ الأنسام

في الـ عُزلةِ يَترممْ قَلبي ذاكَ الذي باتَ حُطام ..

أغمِضُ عَيني حينَ يَقوموا وأفيقُ والناس نِيام
أهربُ جزعًا
أواجهُ وجعًا
أبعدُ عن أحلامي هلعًا
وحينَ أعودُ لتلكَ الـ عُزلة فَـ إذا عَقلي بِـ شِدة يُلام

قَلبي يصرخُ قُمْ مِن يأسك ، روحي تَأبي ، جِفني يَنام
نَفسي تطلبُ مني صفحًا
ترجوا عفوًا
تأملُ حقًا
تظفرُ فيهِ بِـ عيشٍ ثانٍ ، تَغدوا مُقيمة بِـ خيرِ مَقام

لأصبحُ داخلَ صراعٍ فِكري أمامي النور وَخلفي الظلام

أرفعُ يَدي أعدُ بِـ أصبعي واحد اثنان ثَلاثة .. تِسعة
أقطعُ عَدي
أنهي المزحَ بِـ كاملِ الـ جدِ
أتُريدون إغراءَ الأُنثى بِـ كلامٍ يَعلوهُ الـ ودِ !!

أتظنونَ بِـ أني سَـ أُبهر
أتركُ بَحري وَ أرسوا بِـ البر
أعودُ لسجنٍ فيهِ مَوتي وَ بهِ حَتمًا أنا مَنْ أُنحَر !!!

كَلا لنْ يَحصلَ ما شِئتُم
أخترتُ طَريقي ولو عِبتُم
في الـ عُزلة عَن العالمِ وَطني وَالغربة أنتم مَن صِرتُم .
____________

مِـن قلـب مصـر / القـاهـرة

سـ أتجول وإياكم في شوارعها بين القصور الفاخرة وحاراتها الشعبية البسيطة لنعود إلى إحدى احيائها السَكنية حيث تقنط فيها فتاة هيَّ كَـ الحلم !!
بل هيَّ تفوق الأحلام لتكون لنا ولكم كَـ الخيال ..
من قوتها يأخذ الرجُل قوته
ومن رقتها نُسجت رقة حواري الجِنان
في حنيتها هيَّ أم
وفي مواقفها المُشرفة يتجسد سند الأباء
صَنعت نفسها بنفسها ودَهست على أوجاعها بـ عجلات أحلامها حتى اصبحت مُهرة تجوبُ أرجاءَ الأرض وظهرها مُتجردٌ مما يُدعى خَيال ...

قدرٌ ...

تِلكَ التي تقدمت بـ شجاعة نحو اولائِكَ الذين أرادوا أن يخطوا لها قدرها بِـ حِبرهم
وحين وصلت إليهم ..
جردتهم بـ رمشة عينٍ من قَلمهم
أخذتهُ
بـ يدها وضعته
أمامَ أعيُنهم رفعته وبِلا تردد كَسرتهُ
لتسحب بعدها ريش النَعام من شعرها الحرير
ليُسدل على كتِفيها بِـ رقة
وتكتب قدرها بِـ إصرارٍ وقوة
وهيَّ تقول :
أنا قدرٌ والقدر لا يَصلح إلا أن يخُطَ نفسهُ بِـ نفسهِ .

عُزلة السقرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن