الفصل الثامن والستون

Start from the beginning
                                    

التفت براسه نحو وئام وقبل أن يستفسر منها..صاح جابر رافضًا رفض ثراء على طلب شيء مغمغم:
-لا كدة ازعل وربنا..لازم تشربي حاجة...ومتقلقيش على حسابي..مش هدفعك حاجة...

ابتلعت ريقها وقالت ببسمة وشيء من المرح:
-خلاص مدام على حسابك يبقى ممكن فنجان قهوة زي وعد...

هنا وتحدث عابد مثبت بصره على من تتسبب في آلامه:
-وحضرتك..

وبدون أن ترفع عينيها به ردت عليه:
-زيهم..

اماء لهم وتحرك خطوتان وقبل أن يخطي الثالثة صاح به جابر:
-خد هنا...انا مقولتش هشرب إيه...مش تسألني؟؟ ولا انا هوا في الجو..

عض عابد على شفتيه وترقب طلبه..والذي جاء كالآتي:
-خليهم يعملولي في المطبخ عصير اوريو.....



*************


وصل «أشرف» رفقة أبيه و خليل ونضال المطعم....بحث بحدقتاه عنها فوجدها تجلس قبالة أخيه وبجوارها كلا من ثراء و وئام....
تناسى أمر عابد و وئام...وتملكه الحنق من لون خصلاتها الجديد....

عض على شفتاه من الداخل مستمعًا لحديث أبيه:
-اخوكم جابر أهو و البنات معاه..تعالوا نسلم عليهم..

تحركوا معًا نحو الطاولة...اتسعت عين وعد بسعادة وقالت بصوت عالي:
-عاش مين شافك يا أشرف...انا قاعدة مستنياك بقالي كتير..ازيك يا حمايا..ازيك يا خليل..ويا نضال.

قالت الأخيرة من بين اسنانها..فردوا عليها جميعهم وانسحب سلطان متقدمًا من المطبخ..جاذبًا أنظاره عابد الذي كان يتوارى عن الأنظار ويتابعهم..مرتديًا ملابس العمل…

قطب حاجبيه واندهش من وقفته تلك ومن ملابسه وصاح:
-أنت إيه اللي موقفك كدة؟ و ايه اللي انت لابسه ده...

رد عليه بحرج طفيف لامساكه به يختلس النظرات نحو طاولة الفتيات ويراقب وئام عن بُعد.....تخطى سؤاله الأول ورد على الثاني فقط:
-لابس لبس الشغل يا بابا...وبشتغل وبعمل اللي جابر قالي عليه..هكون بعمل ايه يعني؟!

-جابر قالك تلبس اللبس ده وتشتغل على الترابيزات؟

أكد له بشك:
-ايوة..هو أنا المفروض منزلش طلبات على الترابيزات صح؟؟ يعني محدش فيكم عمل كدة؟

التوى ثغر سلطان ببسمة خبيثة متمتم:
-لا بنعمل عادي...يلا كمل شغلك يا بطل...

انتهى متحركًا صوب المطبخ هامسًا مع ذاته:
"عفارم عليك ياض يا جابر.."

على الطرف الآخر...خرج نضال من المطعم وقرر الذهاب للمنزل...بينما لحق خليل بـ أبيه….

سحب اشرف مقعدًا فارغًا و وضعه جوار وعد متمتم بصوت خافض يتخلله الغيظ:
-اهلا مدام كركديه...

أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي) Where stories live. Discover now