الفصل الثالث

141 3 0
                                    

كانت الأيام تمر و حالة حازم مازالت كما هي، كان غير واعي بما يدور حوله و لم يأذن الأطباء بزيارته بعد. علي مدار الأيام الماضية كان حازم يخرج من عملية ليدخل عملية أحرس حيث كان الأطباء يحاولون  فعل ما بيديهم لإنقاذه و إعادته لما كان عليه من قبل. كامت عائلة حازم متواجدة معه في المستشفي دائمًا حيث كانت والدته دائمًا متواجدة بجانبه رافضة تركه، كانت علي يقين أن الله لم يحلها و سيعيد لها ابنهابينما كان والد حازم يتواجد في المستشفي معظم الأحيان و يذهب إلي عمله أحيانًا أخري لمتابعة عمله الذي اعمله علي مدار الأيام الماضية بعد هذا الحادث أما عن رانيا زوجة حازم فكانت أيضًا دائمة التواجد معه و لكنها كانت تضطر للمغادرة في بعض الأحيان لتطمئن علي ابنتها، كانت أصعب ما تواجهه هو سؤال ابنتها الدائم عن والدها حيث كانت لا تجد جواب مناسب لتطمئن قلبها ففي بعض الأوقات تدعي أنه سافر مثلما اعتاد و سيعود قريبًا و أوقات أخري تقول لها أنه يأتي متأخرًا و يذهب في وقت باكر مما لا يتيحلها فرصة رؤيته. كانت تحاول أن تؤلف كل يوم قصة جديدة تحكيها لابنتها لتجعلها لا تشعر بما حدث لوالدها. أنا عن عزيز و عائلته فكانت حالتهم لا تختلف كثيرًا عن حالة أسرة حازم حيث كان الحزن يطغي هي كل فرد من أفراد أسرة عزيز حتي علي الذي لا يعلم بعد بما حدث لصديقه إلا أنه كان يشعر أن هناك خطب ما لا يعرفه، كان ذلك واضحًا من تصرفات عائلته و حرصهم علي إشغاله بأي عمل أثناء الحديث حتي لا يتمكن من سماعهم، كان علي يتظاهر كأنه علي غير دراية بما يدور حوله و لكن لا يمكن راحة القلب إذا ما استيقظ و بدأ يشعر بالسوء. ظلت الأيام هكذا حتي فاق حازم في إحدي الأيام ليتفاجأ الأطباء و يشعروا بإبلاغ عائلته حيث كانوا قد فقدوا الأمل في عودته للحياة مرة أخري بعد جميع الأوقات الصعبة التي تخطوها. اسرع الطبيب ليخبر عائلة حازم بعودة ابنهم للحياة مرة أخري بعد اللحظات السيئة التي عاشتها أسرته الأيام الماضية.
الطبيب:- أستاذ سيف، أستاذ حازم فاق و فتح عينه أخيرًا
والد حازم:- انت بتقول إيه!!! فاق بجد! ابني حازم فاق؟!
الطبيب:- أيوة بأمانة فاق و بيسأل عنكم كمان إحنا هننقله أوضته دلوقتي و في خلال ربع ساعة تقدروا تيجوا تشوفوه و تقعدوا معاه
والدة حازم:- يعني خلاص ابني رجع زي الأول و مبقاش فيه خطر علي حياته دلوقتي يا دكتور؟؟
الطبيب:- مش بنسبة كبيرة طبعًا موضوع أن مافيش خطر علي حياته فهو فعلًا الخطر عدي بنسبة كبيرة الحمد لله و إحنا قدرنا من خلال العمليات اللي عملناها الفترة اللي فاتت اننا نعالج كل الكسور اللي موجودة في جسمه و جبسناله رجله اليمين و أيده الشمال و طبعًا في شوية كدمات في جسمه و خدوش في وشه لأن زي ما قلتلكم قبل كده الحادثة مكانتش سهلة أبدًا كون أن حازم بيه يطلع منها حي أصلًا بعد كل اللي حصله ده دي معجزة في حد ذاتها، الظاهر ان حازم بيه قوي و مش بيستسلم بسهولة
والد حازم:- كتر خيرك يا دكتور تعبناك معايا أوي طول الفترة دي
الطبيب:- لا تعب ولا حاجة ده شغلي عمومًا إحنا تنقله غرفته دلوقتي و ربنا يكمل شفاه بعد إذنكم
رحل الطبيب ليتقدم سيف من زوجته و يمسك يديها و هو يبتسم بفرحة قائلًا
والد حازم:- حازم فاق يا سهير سمعتي الدكتور قال إيه، ابننا حازم فاق
والدة حازم:- سمعت يا سيف و مش قمة اللي سمعته، ابني رجع لحضني تاني، اسمع أنا مش هفضل قاعدة هنا وديني عنده خليني اشوفه و أملي عينيا منه و أعوض الأيام اللي فاتت و هو مكانش معايا فيها، خليني اشم ريحته اللي احترمت منها طول الفترة اللي فاتت، خدني عند ابني يا سيف
والد حازم:- حاضر واللهي هعمل كل اللي انتي عاوزاه بس انتي مسمعتنيش الدكتور قال أنهم لسة يعتقلون أوضته دلوقتي و بعدين هيخلونا نزوره، ماتعجبنيش و أنتي يا ستي هتشوفيه و تحميه و تقعدي معاه زي ماتحبي
ثم تقدم سيف من زوجته و احتضنها عندما تفاجأاا باندفاع كلًا من فهد و رانيا زوجة حازم إلي الغرفة ليفصلا العناق و هما يستمعا لرانيا
رانيا:- فيه أخبار عن حازم؟ الدكتور قالكم حاجة؟!
والدة حازم:- حازم فاق يا رانيا و الدكتور قال انه اتكتبله عمر جديد و أنه خلاص عدي مرحلة الخطر و نقدر نروح نشوفه و نقعد معاه كمان
رانيا بفرحة:- يا ما أنت كريم يا رب طب يلا احنا مستنيين إيه يلا نروح نشوفه
والد حازم:- استني بس يا بنتي عما لسة منقلهوش أوضته، بعد ماينقلوه ابقي روحي اقعدي معاه زي ماتحبي
فهد:- حمد الله علي سلامة حازم يا عمي
والد حازم:- الله يسلمك يا فهد يا ابني مش عارف اقولك إيه علي وقفتك جمبنا طول الفترة اللي فاتت حقيقي جميلك ده عمري ما هنساه
فهد:- جميل إيه بس يا عمي!! متقلش كده حازم ده أخويا مش صاحبي بس و أن موقفتش جنبه في الظروف دي عرف جنبه امتي ولا أنا ابقي معاه وقت فرحته و اتخلي عنه في شدته و أزمته!!
والد حازم:- ده العشم يا ابني المهم يلا نروح نعرف هما ودوا حازم علي أنهي أوضة زمنهم نقلوه خلاص
قان الجميع و سألوا إحدي الممرضات علي الغرفة التي تم نقل حازم إليها لتجههم الممرضة إليها فوقف الجميع أمام الغرفة و كانوا يتنفسون بعمق قبل الدخول فقد مرت عدة أيام لا تحصي و هم لم يروا حازم، كانت نبضات قلوب الجميع عالية حتي أنه يمكن للمار سماعها علي الرغم من الحركة التي تملأ المستشفي ليفتح والد حازم الباب و يدخل ليجد الممرضات يرتبن الغرفة و الطبيب يقوم بقياس نبض المريض ليتقدم والد حازم و من وراءه تظهر زوجته و رانيا وفهد لتختفي نظرة السعادة التي كانت تملأ وجوه الجميع و رحل محلها الصدمة فقط..
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

حب محرم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن