الفصل الثاني

295 3 0
                                    

ركضت العائلة بعد سماع خبر حادث حازم مشرعة إلي المستشفي حتي وصلوا. فاقتربت رانيا من إحدي الممرضات الجالسات في غرفة الاستقبال لتسألها عن غرفة زوجها
رانيا و هي تلهث:- بعد إذنك، جوزي عمل حادثة و إنتوا نقلتوه المستشفي هنا. هو في انهي دور ولا لسة في أوضة
الممرضة:- اسم جوز حضرتك إيه؟
رانيا:- حازم، حازم سيف الدين الممثل، عمل حادثة و جالي خبر أنه موجود هنا
الممرضة:- طب لحظة واحدة اشوف في السجلات عندنا
لتقول الممرضة بعد بضع دقائق
الممرضة:- ده فعلًا يا فندم هو موجود عندنا بس هو في غرفة العمليات دلوقتي
رانيا:- و فين غرفة العمليات دي؟
الممرضة في الدور الرابع بس حضرتك مش هتعرفي..
لتركض رانيا سريعًا دون أن تستمع لباقي حديث الممرضة حتي صعدة إلي الدور الرابع لتركض اتجاه غرفة العمليات و كانت تحاول اقتحامها ليتتفض الأطباء و يأمر رئيس الأطباء تحد الممرضة بإخراج زوجة المريض من الغرفة بينما كانت رانيا تبكي و تنوح هاتفة باسم زوجها الذب لا يعي شيء من حوله سينجح الأطباء اخيرًا في إخراج رانيا من الغرفة بعد عناء لتخرج رانيا و لكنها تتمسك بإحدى الممرضات و تنزيل إليها باكية قائلة
رانيا:- من فضلك استني طمنيني علي حازم هو عامل إيه؟ حالته خطيرة ولا لاء؟ طب العملية هتنجح ولا لاء؟ طب هو بقاله قد إيه جوة؟ من فضلك تطمنيني قوليلي أي حاجة
الممرضة:- ممكن من فضل حضرتك تهدي أنا للأسف مش عارفة افيد حضرتك بأي معلومة تخص حالة أستاذ حازم، كل اللي عليكي انك تفضلي هنا و تدعيله ربنا يشفيه و يقومه بالسلامة و من فضلك متحاوليش تقتحمي غرفة العمليات تاني عشان ده غير مسموح. أنا يرجو حضرتك تفضلي قاعدة هنا و إحنا بنبلغ حضرتك بأي حاجة بتحصل بعد العملية. ادعيله
رانيا ببكاء:- يا رب، يااا رب قومه بالسلامة و رجعهولي يا رب.
كان الوقت يمر ببطء و كأن رانيا منتظرة منذ أعوام، لا أحد يخبرها بشيء عن حالة زوجها مما جعل خوفها يزداد و كأنها تشعر أنها ستفقد زوجها. ظلت هكذا حتي شعرت بيني و هاتفها لتنظر إليه بحزن و إرهاق لتجدها والدة حازم بتبقي في حسرة من أمرها لبعض الوقت، هل تجيب و تخبرها بالحادث الذي قام به حازم أم تنتظر ولا تتسرع حتي تعرف طبيعة حالة زوجها لتقرر أنه لا مفر من أخبارها الحقيقة فأجابت رانيا علي الهاتف و لكنها سمعت صوت نياح والدة حازم قبل أن تنطق بشيء فسمعتها رانيا تقول ببكاء.
والدة حازم:- رانيا هو صحيح اللي بيقولوه في التليفزيون ده ؟ حازم عمل حادثة و في المستشفي؟
لتفهم رانيا فقد نسيت لوهلة أن زوجها ممثل معروف و بالطبع حدث كهذا لا يمكن أن يظل مخفي لفترة طويلة، وبالطبع قامت الصحافة و التليفزيون بنشر أخبار عن الحدث بل أنه لا شك أنها إذا خرجت من المستشفي اليوم فسيجتمع الجميع حولها ليطرحوا عليها أسئلة لا تنتهي. عادت رانيا من شرودها لتنتبه لوالدة حازم التي تحدثها علي الهاتف
والدة حازم:- ماتنطقي يا رانيا، حازم حصله إيه بالظبط؟
رانيا:- أنا مش عارفة، معرفش ايه اللي حصل، كل الموضوع أن حد كلمني قالي أن حازم في المستشفي و عمل حادثة و كل نسأل حد يقولي استني، لسة مش عارفين، هنبقي نوافيكي بالأخبار غير كده معرفش
والدة حازم ببكاء:- طب إنتوا في مستشفي إيه؟ قوليلي و أنا هجيلكم دلوقتي
أخبرت رانيا والدة حازم بعنوان المستشفي ثم أغلقت الهاتف وعادت تنتظر أحد الاطباء يخبرها بأي تطورات عن حالة زوجها. كانت الساعات تمر ببطء دون جديد حتي انضمت عائلة حازم لزوجته و كان كل فرد شارد غير واعياً لما يدور حوله. كانت والدة حازم جالسة في ركن بمفردها تبكي و هي تنظر لزوجة ابنها و والده كان يتجول في الممر و هي يقرأ بعض الأدعية أما فهد صديق حازم فكان جالسًا بجانب رانيا التي لم تتوقف عن البكاء و هو يحاول تهدئتها قائلًا
فهد:- ماتقلقيش يا رانيا أن شاء الله حازم هيفوق و يقوم بالسلامة و يرجعلكم أحسن من الأول
رانيا:- أحسن من الأول إزاي؟ انت مش شايف؟ ده إحنا داخلين علي ست ساعات و محدش خرج يطمنا علي حالته، هو في إيه؟ ليه محدش بيطمنا؟ ايه اللي بيحصل جوة أوضة العمليات كل ده؟
فهد و هو ممسك بيد رانيا:- ماتقلقيش كله هيبقي كويس و أن شاء الله تطمنوا علي حازم
لم يكد فهد ينتهي من جملته حتي تفاجأ الجميع بالطبيب يخرج من غرفة العمليات لتركض الجميع إليه و يبدءوا في طرح الأسئلة عليه
والدة حازم:- كمان يا دكتور ابني حازم بقي عامل إيه دلوقتي؟
رانيا:- أيوة من فضلك يا دكتور قلنا بصراحة و متخبيش عندنا حاجة. حازم هيبقي كويس صح؟
الطبيب:- العملية مكنتش سهلة أبدًا، الحادثة اللي عملها الأستاذ حازم مكنتش سهلة خالص و نتج عليه حدوث كسور كتير في جسمه، ده غير ان وشه اتعرض لتشوهات كتيرة محتاجة كذا عملية عشان يقدر يرجع لشكله الأولاني و حتي نسبة رجوعه لحالته اللي كان عليها قبل كده دي مجرد احتمال و احتمال ضئيل جدًا كمان
والد حازم:- تقصد ايه يا دكتور إحنا مش فاهمين حاجة ممكن حضرتك توضح
الطبيب:- قصدي أن في احتمال كبير أستاذ حازم يعيش مشوه طول عمره
وقع الخبر علي أذان الجميع كالصاعقة غير مصدقين حديث الطبيب لتقول رانيا
رانيا:- مشوه يعني إيه يا دكتور؟!! يعني إيه مشوه يعني؟ لو إنتوا مش عارفين تعالوا جوزي قولولي ة أنا انقله من المستشفي دي المستشفي تاني أكبر و هما يعالجوه هناك لكن تقلي أن جوزي ممكن يعيش مشوه طول عمره و الكلام الفارغ ده كش هقبل بيه
الطبيب:- اهدي يا مدام رانيا، صدقوني يا جماعة أنا مقدر خوفكم و الحالة النفسية السيئة اللي إنتوا فيها و عارف قد إيه الكلام اللي بقلهلكم ده صعب بس صدقوني الموضوع مش مرتبط بالمستشفي فيها إمكانيات علاج جوز حضرتك ولا لاء، لو علي المستشفي فأحنا عندنا كل جاجة بس النوعية دي من العمليات بنضطر نلجأ لخبراء من برة عشان ينزلوا مصر و يعالجوا الحالات دي و للأسف الدكتور اللي احنا بنتعامل معاه في الحالات دي مش موجود في مصر دلوقتي هو رجع لندن عشان عنده عمليات هناك و امكانية أنه ينزل القاهرة تاني الفترة دي صعبة. عمومًا لو عاوزني ابعت ايميل لأخصائي التجميل اللي كلمتكم عنه أنا مستعد أروح اكلمه دلوقتي عشان ابلغه بحالة حازم بيه و ابعتله التحاليل بتاعته و اشوف رده هيبقي إيه و أن كان هقدر يعمل العملية ولا لاء و لو قدر هيبقي امتي بالظبط اقرب وقت و برضه لو عاوزين تنقلوا الباشا من هنا أنا مش همنع حضراتكم بس صدقوني الكلام اللي قلته مش هيختلف كتير عن الكلام اللي أي دكتور تاني هيقلهلكم بخصوص حالة حازم بيه و ارجو أن قرار النقل ده كمان متخدوهوش دلوقتي لحد منطمن علي الباشا و نشوف حالته هتوصل لحد فين و بعد كده أنا تحت امركم
والد حازم:- طيب ممكن حضرتك تبعت للدكتور ده تكلمه و تشوف هيقلك إيه في حالة حازم لحد ما إحنا نفكر مع بعض و نشوف أنهي اللي في مصلحة ابننا
الطبيب:- اللي حضرتك تشوفه طبعًا
والدة حازم:- طب هو كده ابني لسة فيه خطر علي حياته؟
الطبيب:- للأسف يا هانم حازم بيه لسة متخطاش مرحلة الخطر لأني زي ماقلتلك الحادثة مكنتش سهلة و محتاجين نعمل كده عملية تانية لحازم بيه بسبب الكسور اللي في جسمه و لحد الوقت ده هيبقي صعب تشوفوه أو تزوروه و اللي ربنا عاوزه هيكون و أن شاء الله ابنكم يقوملكم بالسلامة ادعوله بعد إذنكم.
كانت والدة حازم تستمع إلي الطبيب و هي في حالة إنهيار صم سقطت علي الأرض و هي تبكي ليحتضنها زوجها و يحاول أن يطمئنها أن ابنهم سيكون بخير لتقع مغشيًا عليها ليفزع زوجها و يدعو الأطباء ليعاونوه بينما رانيا لا تقل حالتها سوءًا عن حالة الجميع لتركض إليها فهد و يحتضنها و هو حزين علي حال صديقه بل صديق عمره..
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

حب محرم Where stories live. Discover now