-إستيقظت و قطرات الدموع الباردة على خدي،
نهضت من على السرير محاولا إقناع نفسي بأن
سبب تلك الدموع مجرد حلم قد مرّ و لن يتكرر، لكن
محاولتي باءت بالفشل و حبل كذبتي لم يطل بقدر
ما قَصُرَ، لقد ضربتني الحقيقة على خدي المبلل
بالدموع و حطمت كل الأمل الذي كنت أصنعه. عندها
نبض قلبي نبضتين إثنين، ثم توقف عن الخفقان
فساد فيه الفراغ و إلتف حوله الظلام، عجزت
الكلمات عن الخروج و التعبير و أبة عيوني أن تبكي
و بقيت واقف كالصنم لا أحرك ساكنا كأنما الروح
صعدت لبارئها و ظل الجسد يعاني على الأرض ،
تدفقت الدموع من عيني دون سابق إنذار كالمطر
الغزير ، أحاسيس غريبة إجتاحت قلبي الذي أصبح
ينبض بالحزن ناديت الموت لكنها لم تستجب ،إقشعر
جسدي بسبب تلك المشاعر و الأحاسيس الجبارة و
القوية مرارتها، حاولت مواساة نفسي لكن دون
جدوى لأنني فقدت الشخص الذي كان يساندني
للتغلب على كل مصاعب الحياة و الذي كنت أعتبره
كل شيء في حياتي و مازلت كذلك، عندما أتذكر ذلك
الحضن الدافئ الذي كنت ألجئ إليه في كل لحظات
حياتي سعيدة أو حزينة كانت، يمتلأ قلبي بالحزن ، و
تتكاثف تلك الظلمة في قلبي و يتوسع الفراغ فيه ، و
تنساب منه كل مشاعره و يفقدها ، لقد تجرد ذلك
القلب من كل مشاعره و أحاسيسه التي كانت تمنحه
طعم و لون الحب و الإشتياق و الفرح . لقد سلبت
الحضن الدافئ الذي أجده مستعد لإحتضاني دون
مقابل في كل مرة و حسب كل حالاتي ، إتجهت إلى
غرفتها فوجدت رائحتها فقط، لقد ذهبت و لم يعد لها
وجود و لا يمكن ان تعود و لن يوجد من يأخذ مكانها.
أيها الظلام الذي إستولى على قلبي أنا أهب لك كل
جسدي مقابل تحريري من كل هاته المشاعر التي
تقتلني في كل دقيقة مائة مرة .
أنت تقرأ
(كتابات من الماضي( إنتهى
Short Storyخواطر تحمل في طياتها مشاعر هادفة، في هذا الكتاب سأشارك مشاعري و أحاسيسي بطريقة أدبية جميلة محاولا في كتابتي أن أضعكم في سياق الحدث.