الفصل الثالث

143 6 0
                                    

الفصل الثالث
يعيد عاتك جملته بإصرار
"ألا تسمعني يا فهد!!"
لم يبالي فهد بثرثرته لكن من جهة أخرى فهو محق ...رقابهم بخطر وهم يكسرون العادات فعليه أن ينتظر تسليمها له كدية أمام كبار العشيرة ليعود ويهز رأسه رفضاً فما يفعله لا يساوي شيئاً مع فعلتها قديماً وكسرها ليس قوانينهم فقط بل قوانين الغاب ومواجهة الوحوش لوحدها دون خشية أو وجل!! لقد جاء الليلة مصمم على علاجها ...كانت بحضنه الآن كطفلة وجدت ملجأ يحميها !!لقد حطم سلاسلها وعالج أثارهم التي باتت كسوار أزرق يحيط بمعصميها الصغيرين ...قام بتمسيدهما وإعطائها خافضاً للحرارة وجعلها تتجرع مشروب فيتامينات ودسه بفمها بالقوة وحتى مع عدم وعيها كان يرى بعض المقاومة والتمرد تصدر منها!! ليعيد رأسها على صدره الأن فقد انتظم تنفسها ليهتف عاتك مرة أخرى ويفزعه
"أرجوك لا أريد الموت اليوم فلنرحل... هي ستأتيك ليلة غد وأعتني بها كيف ما تريد"
زفر نفساً طويلاً ليتحدث بيأس
"من يضمن لك أنها قادرة على البقاء حيّة للصباح !! وأيضاً عندما تأتيني ستكون نهايتها لاشك .....لذلك عليها أن تكون بصحة جيدة كي تواجه مصيرها فالعذاب الأقسى لها والذي لم تراه بعد قادم لا محالة"
هز عاتك رأسه بعدم رضا
"اخبرتك أن ترفض فصليتهم... انت من صمم بعد أن عرفت أنها حورية السماك!!"
خرج عاتك مغتاظا يتمتم بجزع فقريبه لا يتزحزح من مكانه
"أنه يوم موتي ففهد لن يرضى أن أعيش براحة ...يا ربي لم أتزوج بعد ولم أرى شيئاً سعيداً بحياتي "
ليأتي صوت ايوب من بعيد يصرخ ينادي على زوجته المختفية وهو يقترب من الحظيرة حاملاً بندقيته!!ارتعدت أوصال عاتك ليختبئ خلف الشجيرات ينظر من بعيد لداخل الحظيرة .... حاول أن يصفر لكن أيوب يقترب ....اغمض عينيه والرعب تملكه
" لما جلبتني معك يا أبن مأمون"
وصل صوت الصياح لمسامع فهد
"سرى!! اين أنت ...هل ما زلتِ بالحظيرة أخرجي من فوركِ"
لتأن حورية بقوة بين يديه وبدأت ترتعش مرة أخرى وكأن الصوت حفز حواسها ليضع فهد يده على فمها يضم جسدها بقوة مترقباً لاقتراب الصوت ...تسير الثواني ببطء مع تقدم أيوب وصوت اقدامه يتوقف أمام الباب الحديدي ليضع يده على السلاسل المفتوحة .... تحضر فهد للمواجهة فلا سبيل أخر أمامه لتصفق الباب بقوة قبل أن ينظر أيوب لمن بالداخل فيصرخ بغضب
"تباً فعلاً رائحة العاهرات نتنة ولا تطاق"
"ماذا تفعل عندك!! زوجتك ليست هنا "
استدار أيوب لأم سنمار مغطياً انفه ...نظر اليها بحقد ليبتعد مستمرا ببحثه...دخلت المرأة الكبيرة بهدوء ووقفت مستاءة ليرفع فهد رأسه اليها ولم يعد يعرف ما يفعل ...يشعر أنه تم كسر قشرته الصلدة وظهر ما تحتها لتبادر المرأة الحديث
"عليك الرحيل... ماذا لو دخل أيوب وشاهدك لكانت بداية الحرب الشعواء "
أسدل أهدابه بسخط ليمدد حورية أرضاً على جنبها بعد ان اطمئن أن حرارتها خفت ....تركها مرغما ونهض ليسمع أم سنمار تتساءل بحيرة يتخللها حزن عميق
"من يراك يعتقد أنك عاشق لها مع أنك من ستنهيها!!"
اغمض عينيه بقوة لم يستطع اخبارها بشيء همس وهو يغلق باب الحظيرة
"يا ليتهم لم يعيدوكِ لهنا..... يا ليتك ظللت مجرد سراب".
.................................
حاولت حورية التحرك لكن النوم باستقامة لأول مرة من أيام يجعل الالم أخف ... فتحت عينيها قليلاً تتساءل من فك أسرها ولم يخشى العاقبة!! صوت صياح الديك وصل لمسامعها ...أنه الفجر الأخير بدنياها البائسة ...تحدق ليديها الممدودة وهي تعبث بالقش بأصابعها أنها تشعر بملمس الأشياء مرة أخرى... وصل لمسامعها أصوات خارج الحظيرة فاليوم الكل يستعد ومشغول ومتلهف بتخليص دينهم لأعدائهم لتتذكر حدث أخر كركب العشيرة وقلب حياتهم رأساً على عقب... ابتسمت بحزن وهي تتذكر بعد أرسالها من قبل أمها لعائلتها وترك المدينة نهائياً.
........................
"قبل سنتين "
عادت حورية تاركة أمها وذكرياتها المقيتة لعشيرتها ...حاولت النسيان وكتمان المر داخلها... لقد مرت سنوات اليوم عيد ميلادها كما يقولون بالمدن واصبحت "بالسادسة عشر" لكن هي تشعر انها بالستين من عمرها.... اضحت بعد حادثها مع منجد كئيبة ومنطوية ...مطيعة وهادئة تنفذ بصمت وتخاف الكل ...لم تعد تلك الصغيرة المتهورة والتي كان والدها يضربها كثيراً ويخبرها أن تكون كهندية أختها...الكل تعجب أمرها عندما عادت اليهم من سنوات!! عاشت بعدها مثل بقية النساء هنا ميتة على قيد الحياة ...تستيقظ في الساعة الرابعة فجراً ويبدا عملها الشاق حتى الغروب فتضع رأسها على وسادتها وتنام من الكد المتواصل فلا تحلم ولا تفكر ولا تكترث إلا بكيفية انقضاء يومها المتعب....اليوم كان غير كل الأيام فالكبير "ناهي السماك" سيتزوج !!لذلك نصف الناحية بفوضى فهم يحضرون للعرس من مدة طويلة ... لا احد مركز بأمرها كثيراً... من شهور قل الصراخ بوجه النساء وتعنيفهم فالكل منتبه لهذا الزواج والعمل على نجاحه فناهي السماك سرق العروس من رئيس عشيرة الصياد "مأمون " والرجال يتحضرون خوفاً من غارة من آل الصياد الخاسرون بأخذ الطريدة !!ضرب الرصاص بالخارج يعلمها أن العروس وصلت لتصدم بما رأته!!واقفة مع النساء بالقاعة الداخلية شاهدة مثلهم على أبشع جريمة ستحدث الليلة ...تنظر بلوعة وهم يجرجرون العروس "الطفلة" سمعت امرأة من الواقفات تقول أنها تبلغ أحد عشر عاماً!! سالت دموعها في صمت تراقب الصغيرة التي وضعتها النساء بأحضان ناهي والذي كانت فرحته عارمة....وضعت يدها على قلبها الذي يدوي بعنف يعلن قهره وغضبه مما يحدث أمامه ..."هندية" أخرى ستلقى حتفها هنا... حتى انها أصغر من أختها عندما تزوجت ... سخرت من الوضع برمته فهي ستلاقي نفس مصائر البنات هنا فلم تتعب حالها بالأسف عليهن!! فجاءة حقد تنامى بقلبها الفتي ...القلب الذي مُلأ غضباً وسواداً وهي بهذا العمر ...اليوم ترى من بيدهم زمام أمورها وقد بانت حقائقهم... كل رجل هو عدو لها بلا استثناء فكلهم ظالمون مستبدون جبابرة ..تخيل اليها جمعهم بميدان عام وحرقهم أحياء !!تتمنى سماع صرخاتهم وتوسلاتهم... تتمنى أن يركعوا يتوسلوا النساء أن يرحموهم ...شعور بهيج سرى أوصالها وهي تغرق بخيالها الذي لأول مرة تشعر بسعادة فيه !! زغاريد كثيرة انتشلتها من ظلام عقلها الباطن ...شاهدت كبير آل السماك يمسك بيد الطفلة التي تصلح لتكون حفيدته لا زوجته!! عيونها الحزينة التي فقط ما يظهر من وجهها تضرب سهماً قاتلاً داخلها... تتمنى أنها الأن رجل لتحميها لتفكر حورية بحزن لو انها كانت رجل لكانت الان مثلهم ...عقلها عقل دابة فأما متجبر بسلاح أو خائف من سلاح ...مازال المشهد يندى له الجبين حاضر أمامها فتراهم يرقصون مختالين تارة ويطلقون الأعيرة النارية دون كلل تارة أخرى يتوسطون نساء العشيرة يتفاخرون بما يفعلون والنساء تصفق وتهلل لهم....كرهت بهذه اللحظة جنسها الخانع وقبولهن بما يملى عليهن !! ليتحول الموقف لمشهد اكثر حزناً حيث ركضت الطفلة لأحضان والدتها تتشبث بها بقوة لتسحب من قبل زوجة عمهم ناهي الكبرى والفتاة تعاند وهي متعلقة بثياب والدتها تحاول النجاة بحياتها وكأنها تعلم أنهم يسيقونها للذبح فلم تستطع الأخيرة امساكها ومنعهم من أخذها والحزن بان على ملامحها ...المنظر يفتت الصخر وحورية تراهم يجرونها جراً ويدخلوها غرفة زوجها العجوز...كان باب الغرفة شبه مفتوح اختلست نظرة داخلها والنساء بدأوا بالمغادرة لتنظيف ما أحدثه هذا اليوم الطويل من فوضى...الطفلة الصغيرة الهيت بدمية تشبه أرنبها الضائع!! أزالوا خمارها الأبيض لتشاهدها مصبوغة بمساحيق الزينة بكثرة!! لقد شوهوا براءتها نظرت نظرة أخيرة حزينة لها ليدخل ناهي مغتبطاً بمكسبه... انتبهت قبل أن يُقفل الباب تبدل ملامح الطفلة لرعب ويد عمها المحذرة لها أن لا تصرخ...غادرت أمها منكوبة تمشي منصاعة بذل خلف زوجها الذي يطلق ضحكات بوجه الرجال من حوله... ضحكة خسيسة تليق به فقد باع صغيرته بالبخس فقط ليحظى بحماية آل السماك وشراء رضاهم ولو عرض مأمون الصياد عليه مبلغ أكبر لكان باعها للجهة المقابلة!!همست صوب الصغيرة
"صباكِ يجعلهم مغتاظين ...لن يسمحوا لك بالنمو والتفتح سيجعلونكِ بظلمهم وجورهم تذبلين وتيبسين وتنتهين!!"
أمرت النساء حورية بالعودة لغرفتها التي تشاطرها مع زوجة عمها "أم سنمار" لتنفذ من فورها ....خفقان قلبها لم يتوقف تقطع الغرفة جيئة وذهاباً وكأن من بالداخل قطعة منها سينهشها ناهي دون رحمة ....ضربت صدرها بعنف وصرخت صرخة يأس لقلة حيلتها وفجاءة تحدث نفسها بغضب
"لن تنجو الصغيرة ...لن أكون شاهدة على الجريمة "
خرجت من غرفة زوجة عمها ...النساء بالمطبخ ينظفون لن ينتبهوا لها والرجال بغرفهم أكيد....ليشحب وجهها وهي تصطدم بمؤيد الذي يقف يتوسط القاعة التي تشرف على جميع الغرف تسمرت بمكانها دون حركة ...سيفضحها لو شاهدها لكن عيونه كانت بمكان أخر!! أنه ينظر لزوجة أيوب الفتاة المسكينة التي انضمت للعائلة من مدة قصيرة... كانت تبكي وأنفها ينزف يبدو أن زوجها ضربها كما هي العادة "سرى " تتحمل ما لا يستطيع أحد تحمله...يبدو أنه نفس عن غضبه بها فهو يؤذيها كل يوم...ركض مؤيد صوبها وقد بان قلقه وخوفه على زوجة ابن عمه!!ليختفيا خارجاً فتزفر نفسها براحة ولم تعر الموضوع اهتماما ,تقدمت بخطوات مرتعشة سائلة حالها "حتى لو دخلت ماذا سأغير!!"
انها غبية بوصولها لهنا وقفت قرب الباب تشعر بالقرف من ذاتها لخوفها هذا ...هي لن تتجرأ وتفتح باب رئيس العشيرة لأنها تحكم على نفسها بالإعدام!! لكن رعب الطفلة ودموعها تحز بقلبها ...قلبها المتمرد يريد الصحوة من جديد... يريد العودة يريد أن تعطيه الضوء الأخضر ليطلق لنفسه العنان ويعيد أمجاده, لكن لا على من تضحك بهذا.... استسلمت واستدارت فهي تعلم أنها مروضة وقبول ما يمليه عليها الرجال شيء محتوم وهي ستطيعهم لأخر يوم بحياتها ... لتسمع صوت الطفلة قرب الباب يبدو أنها تحاول الهرب!! انه يضحك بالداخل بشكل يثير الاشمئزاز... ينادي على الطفلة ان تأتي منصاعة لكنها تأبى ذلك ومستمرة تحاول أن تدير القفل... هل تساعدها!!خضت اوصالها وصراع نشب الأن داخلها "ماذا تفعل!!" سمعت خطوات تقترب من القاعة... انه كامل أو والده او يمكن أن يكون والدها؟
"قرري يا حورية... قرري قراراك الحسم والنهائي"
حبات عرق بارد بانت على صدغها...وضعت يدها على مقبض الباب سمعت نواح الطفلة
"لا أريد أن انام بقربك ...أريد النوم بحضن أمي "
تسمع ضحكة ناهي ... فيعتريها شعور بالوجع فكم هو سيء عندما يكون مثل العائلة الأكبر شيء يثير الغثيان لا الفخر والرفعة !! صرخت الطفلة!! هنا فقدت حورية عقلها لتفتح الباب بقوتها وتقف متسمرة أمام عمها الكبير... بلحظة نسيت كل شيء ...نست حالها ونست ما سيؤول اليه مصيرها... شيء عميق بل شيء جريح داخلها هو من يتحكم بغرائزها التي لم تعد تسيطر عليها!! قفزت الطفلة تحتضنها بقوة وعيون حورية مصوبة لعمها فقط ...كان بملابسه الداخلية المنظر زادها تحقيراً... أحنت رأسها للطفلة المرتجفة المتعلقة بها لقد سالت الاصباغ البشعة من وجهها ...شاهدت خصلها الصفراء القبيحة مبعثرة ...لقد جعلوها كالمهرج لتعجب السيد المتخلف.... كان فستانها الأبيض أكبر منها أنه متمزق قليلاً من فوق !! كان يريد اجبارها الظالم على طاعته.....ثارت ثورتها "لا لن تسمح له بتدنيس براءتها ليس وهي على قيد الحياة ...ستحمي جسدها من تلويث ناهي للنهاية ...ليأخذ روحها لكن هندية أخرى لن تكون "
اول رد لناهي انحنى يلتقط حذائه ويقترب منها سحب الطفلة وأبعدها وبدأ بضرب حورية ... صرخ بقوة واستياء وعدم تصديق كيف تقف بوجهه!! كيف اقتحمت الغرفة المقدسة كما يعتبرها بقانونه الأعمى!! هي اليوم عنده وكأنها ارتدت أنه يعتبر نفسه اله(استغفر الله) وعلى النساء السجود له وقد بين هذا لهن كثيراً فدوماً يذكرهن أنه لولا قلبه الكبير لقتلهن جميعاً كما يفعل مع من يحملن دمه... يمنّ على النساء اللواتي يجلبوهن من النواحي الأخرى بأنه جعلهن يلتهمن طعاماً لم يرينه عند أهاليهن وينمن على الحرير ولديهن سقف فاخر يظل عليهن وطبعاً هي أكثر من يذكرها بفضله بتركها على قيد الحياة فهي الوحيدة من تحمل دمه وكان يجب أن تعيش كالحيوانات التي يربونها حتى تموت بهدوء....يبدو أن رجال العشيرة خرجوا من جحورهم بسبب صراخه ....سحبها ناهي من شعرها للداخل يضربها بكل قوة ...يسلط حذائه الجلدي على بشرتها أراد ضرب الطفلة لتحميها خلف ظهرها ... تماسكت تتحمل الضرب ....هي من البداية تكره جسدها....وصل عابد وعايد وابناء عمومتها جميعاً... جلس ناهي على سريره يتنهد بعنف يخبر عابد بغضب
"عليك أن تربي ابنتك فوراً وأمامي"
الشحوب بان على وجوه الجميع لفعلتها الرجال والنساء!! ليومئ عابد وقد اصطبغ وجه بالأحمر خجل من عمه وفخره ليعود والدها مع سوطه الغليظ الذي لطالما كان يضرب به والدتها لكنه لم يستخدمه سابقاً لعقابها لكن اليوم بدأت مرحلة جديدة وفنون ضرب أقسى وأكثر حدة لأن فعلتها كانت مهولة فقد مست رؤوس العشيرة جمعاء....ليبدأ عقابها الذي يكتمه من سنوات ....النار اللاسعة من السوط تشعرها بأنها تستحقها ....تعتقد بعقلها أنها يجب أن تُعاقب فهذا الجسد قد سُلب منها منذ زمن ...حتى لو لم يمس فقد اشتهته عيون المجرم منجد.... هذا ما صوره لها فكرها هذا الكتمان الذي كانت تعيشه أربع سنوات وكبت ألمها قد جعلها تخرج بمفهوم واحد أنها مجرد "جسد قذر" لهذا انفجرت اليوم وكأن داخلها لم يعد يريد الصمت!! يضربها والدها بقوة وهو يردد
"عاري الذي سيلاحقني طوال حياتي عليك الموت لأرتاح وارفع رأسي "
الدماء تناثرت على يده لكنه زاده قسوة عليها....الرجال ينظرون برضا والنساء صامتات لقد اهانت كبيرهم وبيومه العظيم!! ليصرخ سنمار من ورائهم مستنكراً ومتألما للمنظر !!كاد ان يتقدم لتأتيه لطمه من عمهما "عايد" فيطلب من ولديه كامل وأيوب جره للخارج .... نفذ الأخان أمر والدهم ليرمياه متعمدان على فضلات المواشي ساخرين منه ومن منظره... ليخرج عايد وبيده عصا ثيرانه العنيدة كان سيضرب سنمار لتوقفه صرخة خوف من خلفه!! كانت أم سنمار قد تبعتهم وصلت لعايد تقبل يده
"أرجوك لا تؤذيه ...أصفح عنه هذه المرة "
نظرت لأبنها الذي كان يحاول النهوض وهو يمسح المخلفات من جانب وجهه لتأمره
" بني اطلب السماح من عمك أنه خيمتك وتاج رأسك "
بصق سنمار بقرف وعيونه لم تهتز وهو يرى العصا ووقوف عمه متوعداً ليصل لمسامعه صرخة الطفلة بينما حورية للآن لا تشكو ولا تصرخ ولا حتى تأن !!وقف مصمماً ليعود وينقذهما ليشاهد عمه يلوي ذراع والدته ويهتف بحقد
"يبدو أنكِ اعطيته جيناتك النجسة ...اذاً علي تأديبك بدل عنه"
شهقة أمه وترقرق الدموع بمقلتيها جعله يرمي عناده وغضبه بسرعة ليركض صوب عمه ينحني يقبل يده ويترجاه بقوة
"سامحني عمي لقد كنتُ مخطئ بتدخلي "
سمع نبرة ايوب الحانقة
"اكبر غلطة فعلوها الكبار اليوم هو دعوتك للعرس.... انت عليك أن تبقى منبوذ لأنه لا رجاء منك "
ليضحك كامل بسخرية
"اذاً يا سنمار لم استسلمت لنا!! لمَ لم تحاربنا بالكتب التي درستها!! ألم تقل أن الرجل القوي بعلمه وليس بسلاحه ...اذاً لما أنت يا صاحب العلم ذليل مغطى بالقذارة ونحن أصحاب السلاح نقف بشموخ ومهابة!!"
سخروا منه لعدم قدرته على الرد حتى !!ليستدير عايد ويعود للداخل يلحقه ولداه تاركين سنمار الذي ركع محطماً يعض شفتيه بقوة بين اسنانه وهو يتمتم
"لما لا تهربين معي!! لما تؤلمينني يا أمي!! "
أطلقت تنهدات متحسرة
"فعلتك المخزية من سنوات من يجعلني أبقى... أنها لحد اللحظة على كل لسان بالعشيرة "
"أنه ارث أبي وحقي المشروع!! "
"لا يوجد شيء بالعشائر يسمى أخذ أرث والكبير على قيد الحياة!! أنه يوزع شهرياً خيرات الأرض والنهر والمواشي والثروات بالتساوي مع من يطيعه ...لكنك كنت عاصٍ لذلك حرمك ناهي من كل شيء.....اتعرف لما نحن النساء هنا نعيش ونتحمل بؤسنا لأننا ننتظر اليوم الذي يفرحنا به أولادنا ويجعلونا نقول أن الأمر كان يستحق والعذاب يهون والذل يُمحى ....انت يوم سرقت جعلت رأسي مطأطأ جعلتني احتقر تربيتي لك.... هل أنا علمتك أن تمد يدك لخزائن العشيرة وتسرق حقوق أبنائها؟"
نظر بعدم تصديق اليها
"اذاً السرقة تنكس رأسك لكن القتل يجعلك تفخرين بي!!"
بكت بكاء مراً جاعلة أبنها يتمزق فؤاده ليردف بواقعه المظلم
"هذا هو قانوننا اليس هذا ما تريدين قوله أمي ...وأنا لن أستطيع الانتفاضة عليه أو تغيره لأنهم ببساطة سيكتمون صوتي للأبد"
صرخت والدته بقهر
"سيؤذونك بإدخالك السجن"
شخر هو يعرف أنهم يتمنون ذلك حتى يطرد من وظيفته فأي طبيب كان مسجون بتهمة مخجلة...سمع همسها
"أذهب وجد حياتك التي تحلم بها بعيداً عني"
استدار يبعد وجهه عنها فغصة امتلكته تواً لا يريد لوالدته رؤيتها...من سنوات كان مضطر للسرقة لدفع مصاريف الدراسة المكلفة وهم رحموه لأنه يبقى رجل من العشيرة بشرط أن يبقى بعيداً لكن أمه لم تسامحه فبسببه يقال عنها أم السارق ...كان اول شخص بالعائلة يسرق ويفعل فعل شنيع فأبت عليها نفسها حتى الكلام معه... لذلك لن تلحقه ابداً انها تعاقبه بطريقتها ...تطلب أن يبتعد لكنه قرر أن يفتح عيادة وسيطورها لمشفى صغير ...لن يرحل حتى تسامحه على ذنبه وسيعيد ما سرقه يوماً ويخرجها من هنا مرفوعة الرأس...تركها وهو يأمل ان يعود لكنه قرر أن ينتقم الليلة من أعمامه وابنائهم أولاً ولو بفضيحة صغيرة.
..........................
بالداخل حاول والد حورية سحب الطفلة من خلفها لتجلس ارضاً وقد ازدادت عناداً وهي تضع الصغيرة بينها وبين زاوية الحائط فالضرب بالحذاء والسوط وسبها وشتمها لم يعد يهم ...لطم وجهها من كفوفهم لم تهم ...ركلها بأقدامهم لم تهم المهم الطفلة فقط... ليعود والدها يحاول ترويضها وجعلها تطيع ...كل ضربة منه تجعل روحها تخرج لمكان أظلم فتعود مرة أخرى تتذوق مرارة هذا العالم ورجاله... شرهم وجبروتهم ليس له مثيل ولا يكل بل يزداد ضدها!! لقد اجزمت أنهم كانوا فرحين بما فعلته ليخرجوا الآن سوادهم وحقدهم ضدها ...يتعب والدها فيأتي عمها أبو كامل يتمتم ليثيره ويجعله يواصل مهمته
"لو أنك لم تُبقي على انثى بعائلتك لما وصلنا لهذا الحال يا أخي!! عمنا أُهين بقوة لقد تجرأت وهي بهذا العمر وستعيدها مراراً فلتكن رجلاً وأفعلها فأبنة ثريا عار كأمها "
ينظر والدها لأخيه وابنائهم ويعود ينظر لعمه الذي يغلي غضباً ينتظر أن يرضوه ...نظر عابد لأيوب ومد يده بإشارة لجلب سكين الذبائح
................................
"أشباه رجال!!"
أنها مغمضة عينيها والجملة برأسها هل هي تنطقها لتصفهم بذلك الوصف الغريب عليها!! لتعاد الكلمة مرة أخرى لكن هذا الصوت بعيد عنها أنه ليس صوت عقلها!! لتفتح عينيها ومازالت منحنية على الطفلة ورائها تحميها....شخص ما يقول الجملة بسخرية وفجاءة تشاهد أقدام أحدهم يقترب يخطف السوط من يد والدها ...صرخات عمها عايد بقوة لم تسمعها قبلا جعلتها ترفع رأسها ..كان شخص يمسك والدها من ياقته!! انه شخص غريب عيناه بعين والدها وعمها بينما يقف ناهي يصرخ يحذره من فعلته.... كامل وأيوب الذي وصل تواً مع السكين حوصرا من قبل رجال أخرين قرب الباب يبدو أنهم مع هذا الرجل.... لتنظر الفتاة الصغيرة اليهم وتنادي بحفاوة "خالي"
ركضت من خلف حورية ليستقبلها رجل ويحملها ويحتضنها بقوة كان تقدم من بين الجموع التي ملئت الغرفة... كان رجلاً يبدو عليه السلام والهدوء ..دهشة أصابت حورية أول مرة ترى رجل مرعوب وخائف على فتاة بهذا الشكل !! تقدم خال الفتاة ورجاله بعده وهيئتم تدل على رجال مدينة من ملابسهم لتظهر والدة الصغيرة تلتقط أبنتها تضمها بقوة وتجهش ببكاء مؤلم تتأسف وتعتذر لصغيرتها... نطق الخال بهدوء يتخلله قهر عميق
"هرب والدها الظالم واليوم سأستعيد أختي وابنتها وسأجعلك تندم يا ناهي وكل رجال السماك "
نظر الخال اليهم بوعيد... يعلم الكل أن الزواج غير قانوني والمفروض هكذا زواج يتكتم الجميع على البيعة والنخاسة تتم دون ضجة لكن لما فجاءة هذا الزواج كان على غير العادة ليأتيها الجواب من خال الفتاة
"لولا أن السيد "فهد الصياد" نبهنا لما عرفت أن ابنة أختي بيعت !!الحمد لله اعتقدت اننا تأخرنا لكن الفضل للفتاة هنا ..."
نظر الخال لحورية المنزوية بجلستها فوجعها بلغ منتهاه كانت بعيدة عن ما يدور حولها ولم تعد قادرة على الحركة.... حالها سيء أكيد من يراها سيعتقد أنها مختلة فهيئتها الأن هي اقرب للجنون بشعرها الأهوج والذي لم تبقى يد رجل هنا لم تطله وتسحب خصلاته ووجهها المرضوض وجسدها حكاية أخرى... صرخ ناهي من بعيد
"ما هذا!! اوصل الحال بنا لدرجة أن يدخل الأغراب ويكشفوا على نسائنا!! حسناً أنتم من بدأتم ... احضروا اسلحتكم يا أبناء السماك ولننهي الحرب هنا مع أبن مأمون"
ليهدر من كان ينظر صوبها ومازال السوط بيده المتشبثة بياقة عابد وكانه يحذره به وسلاحه المخيف بيد أخرى يصوبه نحو ناهي.... أنه اذاً ابن الناحية الأخرى و الذي فتن عن الجريمة ووصفهم بأشباه رجال فمن غير أبن عدوهم يتجرأ على هذا!!سمعت رده القوي
"لو بدأنا حرباً يا ناهي من تعتقد انه سينتصر ....رجال الصياد كلهم بالخارج ومعهم شرطة الناحية الذين يريدون خبراً كهذا من زمن فضابط المركز لم ينسى ما يفعله كامل ومؤيد بهم أثناء حماقاتهم والتعدي عليهم بالسب والشتم والضرب فقط لأنهم اغراب عن الناحية ....جوركم وظلمكم طال الجميع وأعدائكم بازدياد"
ليصرخ والدها وهو يضرب يد "فهد" الممسكة بالسوط بقوة ويقوم بتعديل هندامه
"أنت لا تفعل هذا لمصلحة الفتاة وخالها ... ابن مأمون الصياد يشبهه اكيد ...أنت مكلف من أبيك لأننا سرقنا العروس !! ضربة مأمون سنردها يوماً ما فتذكر هذا أيها الشاب المتهور"
فجاءة رجال شرطة ينادوا بفتح الأبواب اذا لم يكذب فهد وسلمهم للقانون!! صاح ايوب برهبة "انتهى أمرنا !!"
فعلاً اليوم الموضوع صار أكبر من مجرد عداء عشائري.... خال الطفلة قد لعب بالنار مع فهد الصياد ولن ينسى آل السماك هذه الليلة مطلقا, تمتم مؤيد بعد أن شاهد كل رجال عائلته استسلموا للواقع
"وهذه... أن دخلوا وشاهدوها سنتهم بالتعنيف ...يبدو بأنها تحتضر والدماء تتقطر من كل ناحية منها "
حاولت حورية النهوض فلم تقوى على ذلك حتى جاءت أرملة عمها "أم سنمار" تسندها كانت المرأة عيونها متورمة من البكاء ...الله اعلم ما فعلوه بأبنها لتدخّله السافر قبل قليل.... نظرت اليهم بحزن لتتحول اساريرها لفرح وهي تشاهد الطفلة تودعها بإشارة من يدها وضحكة رائعة مرسومة على شفتيها ...خالها يحملها ووالدتها سعيدة تمشي شامخة جنب أخيها ....احست أن الألم ولى ...شعرت انها انقذت روح بريئة مازالت أمامها حياة لتعيشها.... خرج رجال المدينة راضون وتبعهم فهد ليتوقف عند الباب فور سماع هسيسها
"لا تخافوا على مكانتكم فسأكذب على الشرطة وحتى لو اجبروني لن أقول انني عُذبت حتى الموت فأنا عار وأستحق هذا"
خرج رجال عشيرتها ليصطدموا بالشرطة التي اقتحمت الدار الكبير فتم اعتقالهم للتحقيق ...أما النساء توارين بغرفة أخرى تبعتهم أم سنمار لتلحقها حورية تجر خطواتها جراً فتفاجأ بخيال يسد عليها المدخل!! اخلي الدار الأن فشعرت بخوف شديد فهو لم يتبعهم هل سينتقم منها!! ليمسك فهد ذراعها بقوة أخذت الهواجس تساورها بما الذي يفكر به!! لما تركتها النساء لوحدها الا يوجد أحد يستذكرها حتى بهذه اللحظات!!تنظر يميناً ويساراً علّ أحد من الشرطة ينقذها أم انهم متآمرون معه !! سحبها لداخل غرفة عمها مرة أخرى اغمضت عينيها متألمة من قبضته المحكمة وجروح السوط تنزف تحت كفه ليصل بها لسرير عمها فتعود اليها صورة منجد.... ذهب الوجع ليغطي خوف قلبها عليه... بدأت تتنفس بصعوبة بالغة وتجمدت عروقها ليضع سلاحه جانباً وهو يقوم بسحب الغطاء الحريري الأبيض الذي أعد للعروسين !!احتضنت عمود السرير الحديدي رافضة سحبها لمقدمة السرير ...صرخت بقوة تحاول الإفلات بالبداية نظر بحيرة لتصرفها !! ليقترب منها وبدأ بمسح الدماء من وجهها بقوة آلمتها....حاولت أن تزيح يده دون فائدة !!انها متعبة لتعذيب أخر... أبعد الشرشف يتفرس بمعالمها لتصدم بنظراته المفزعة ...تمتم بدهشة واضحة
"مستحيل أنت ....."
قاطعه أحد الرجال من خلفهم وهو يسحبه من قربها لكنه متشبث بها بقوة لا يريد تركها!!جره بقوة وأخيرا أفلت ذراعها بعد صراع.... واقفة بمكانها مازالت تحتضن العمود تحدق به وهو لم يبعد عينيه عنها حتى اختفى وراء الأبواب ....لتنطلق دون هوادة خارج الدار ركضت تعبر البساتين ستغادر ولن تعود مطلقاً لهنا ...ستذبح على فعلتها لقد انهت سمعة العائلة ...هم سيخرجون بعد كم يوم وممكن أن يخرجوا الليلة فسلطتهم ستعدو عدد من ضباط الشرطة الناقمين وهي فقط من ستبتلى ...ركضت دون توقف ركضت كما فعلتها من سنون و لا تعرف أين المصير .
.............................
الوقت الحالي بالحظيرة"
كانت أم سنمار تساعد حورية للنهوض بينما سرى تنظر للسلاسل بحيرة
" أنت يا خالتي من كسرها!! الحمد لله لم يدخل الرجال لكانوا عاقبوكِ "
لتخاطب أم سنمار حورية بحزن
"هيا بنا لأساعدك بالاستحمام واداويك واطعمك وهذه أدوية من سنمار لقد علمني كيف اطببك ولو أنك لم تعودي بحاجة اليها كثيراً فلقد عالجك جيداً...."
توقفت عن الحديث لتسمع هتاف سرى
"ما الفائدة من اطعامها ومداواتها!! أخبريها يا خالتي لما فصلوها لأبن الصياد دعيها على الأقل تعلم سبب موتها"
نظرت حورية لسرى دون فهم لتكمل الفتاة بألم
" فصلوكِ ليس لمنع الحرب بل لينهوا ما بدأه كامل من شهور ليقضوا على آل الصياد...أنت القربان ليغيروا عليهم غداً بعد أن يأتي خبر موتك ....هذا هو هدفهم الحقيقي هي "المعركة" التي طالما ارادتها العشيرتين منذ عداء الاخوين قديماً بسبب الإيوان الملعون.... خطة لن يستطيع كشفها أحد فتظهر أهلك وكأنهم نفذوا قانون العشائر وآل الصياد تمردوا فقتلوا الدية!! "
استدارت أم سنمار لسرى وبان ذهولها
"من أعلمك بكل هذه الأمور!! "
شمخت سرى رأسها
" مؤيد فضح المستور "
لتحول المرأة الكبيرة بصرها لحورية الجالسة أرضا دون رد فعل
" اذاً بتِ تعرفين الحقيقة ولا أدري لما مؤيد أخبر سرى دون غيرها!! انتِ يا حورية من البداية قربان دم سيضرب به الآلاف العصافير, لذلك لم يسمحوا بموتكِ على هذا الجزء من الناحية بل عليك الموت هناك بغرفة فهد الصياد!!هذا ما دار تحت الإيوان"
ارتسمت ابتسامة مريبة على وجهها اخافت المرأتين من رد فعلها
"تشعرونني فجاءة أني مهمة فلولاي اذاً لما نشبت الحرب التي يتمناها الجميع "
هزت المرأة الاكبر سناً والأعرف شأناً رأسها بأسى تتمتم
"فلترضي كما رضينا وموتي كما فعلت من قبلك الكثيرات ونحن ايضاً ننتظر يومنا لنلحق بكِ ....لا شيء يا فتاة يستحق المحاربة من أجله... هذه الحياة وهذا الزمان لم يكن لنا نحن النساء فاللحد يا أبنتي هو أفضل من هذه الأرض "
تنظر لظهر أم سنمار اليائسة لتبكي بصمت أهذا هو الخيار الأخير!! لتتساءل بحرقة اذاً الا يوجد حتى من يضمني وأنا ذاهبة لحتفي!!
هي استسلمت اجل لكن هنالك جزء متمرد بها يخبرها أن تتشبث بالحياة ...يخبرها أن تبحث وتتوغل بين سطور هذا السواد علّ فيه لمحة فرح... لكن لا على من تضحك ...لو هذه الدنيا كانت تريد اسعادها لأسعدتها منذ ولدت!! .
...............................
بعد مدة من تجهيزها دخل رجال العشيرة الدار ...والدها ينظر اليها قاطباً جبينه ...عادت خطوة للوراء تسندها سرى التي ترتجف بدورها من هول ما يحدث ....لتذكر تلك الأيام الماضية وفداحتها وهي تحت رحمته كان عمها ورائه وأيوب كلهم نالوا منها تلك الأيام لقد تقاذفونها كما يتقاذف اللاعبون الكرة حتى لم يعد هنالك شيء سليم ليتفننوا برضه وتشويهه .....صوت ناهي من أمام الباب الخارجي يجعلها تتأهب لما هو أتِ
"النساء تبقين هنا ولو وجدت ظل امرأة منكن عند وصول الموكب سأقطع رأسها أما الرجال فلتلحقوني للإيوان على عجل "
ليعلن أيوب من الخارج
" أنه هنا "فهد الصياد" يرفض الترجل من حصانه ويطالبنا بدفع الدية فوراً".
............................
تم

تحت إيوان النخاس الجزء الثالث من سلسلة بتائل مدنسة لكاتبة مروة العزاوىWhere stories live. Discover now