الحادي والثلاثون

16.9K 585 169
                                    

الحياة رواية جميلة عليك قراءتها حتى النهاية, لاتتوقف أبدا عند سطر حزين, قد تكون النهاية جميلة.

--------------

أخبرتها بتلك المكالمة التي استمعت له وقصت لها كل تمكنت من سماعه ولكن "ميرال" لم تستوعب الأمر وقالت:

-مش فاهمة حاجة يا داده!

لتكرر "مُحبة":

-يا ضنايا افهمي الصفرا كانت بتقوله نفذ وشكلها والله أعلم بتخطط لمصيبة.

-بتكلم مين...ومصيبة أيه!

-والله ما عارفة يا بنتي ربنا يستر ويوقعها بشر أعمالها 

تنهدت "ميرال" بضيق تحاول أن تتوقع ما الذي ممكن أن تفعله "دعاء" ولكن عقلها لم يتوصل لشيء.

ليتعالى رنين هاتفها كي يأتي بالإجابة الفورية لها حين ردت متلهفة على رقم "شهد" واتاها صوت الصغيرة باكية:

-طنط "ميرال"..."حمود" في المستشفى...

هبت من فراشها وتساءلت بخوف عظيم وبملامح متقلصة تكاد تموت رعباً:

-"طمطم" ايه اللي حصل...اهدي لو سمحتي وفهميني طب فين "شهد"...

أجابتها الصغيرة ببكاء:

-ماما راحت المستشفى وسابتني  عند جدتي

-مستشفى ايه يا "طمطم" متعرفيش 

-ايوة سمعت ماما بتتكلم وبتقول مستشفى(...)

وقبل أن تغلق الخط مع الصغيرة كانت تسحب حقيبتها ومفتاح سيارتها وتغادر بخطوات متلهفة يحفها الخوف والقلق بأن واحد...

تاركة "مُحبة" تضرب كف على أخر هاتفة:

-جيب العواقب سليمة يارب

----------------------

هرولت باكية بين طرقات المشفى لحين استدلت على غرفته لتندفع دافعة الباب وتخطو نحوه بلهفة الكون أجمع هامسة بأسمع بجذع:

-"محمد"

كان هو ممد على الفراش  مغمض العينين بحالة يرثى لها رأسه مضمد و محاط بالشاش  و وجهه مكدوم  ويده مجبرة  ومُعلقة بحامل قماشي معلق برقبته 

شهقت  بقوة وفرت دمعاتها حزنًا عليه لتحملها قدميها لمؤخرة فراشه تطالعه عن كثب بقلب يرتجف من الخوف والقلق معًا...في حين دخلت "شهد" بعدما كانت تستفسر من الطبيب عن حالته ومع أنه طمئنها إلا انها لم تستطيع كبح بكائها ولا أنفعالها حين وقعت عيناها عليها بجانب فراش شقيقها:

-أنتِ مين اللي قالك يا "ميرال"؟

لم تنتبه لحده سؤالها و همست بخوف وعيناها لم تبرح رقدته:

-إيه اللي حصل يا "شهد" ايه اللي عمل فيه كده؟ 

اجابتها "شهد" بملامح لا تفسر وبنبرة مازالت تحمل ذات الحدة:

خطايا بريئة (مُكتملة)Où les histoires vivent. Découvrez maintenant