Part 01: ليلة مُظلمة

Start from the beginning
                                    

كانت تعلم أنه ليس لديها وقت للشرح، وحتى لو فعلت ذلك، فهل ستفهم طفلتها الصغيرة؟ نشأت كاتي مع الكثير من الحنان والحب، كانت في سن كان من المفترض أن يزهر فيه البرعم الصغير إلى زهرة جميلة، لكن القدر كان حتمياً... ما لم تكن تعلمه هو أن شيئًا أكثر خطورة كان يتجه نحوهم.

قرع أحدهم الباب بصوت عالٍ بينما امتلأت المنطقة بصرخات النساء والرجال.

"اختبئي!" صرخت الأم وسارعت الفتاة الصغيرة للاختباء تحت السرير.

علمت الطفلة الصغيرة أن هناك خطباً ما وأرادت أن تعلم ما يجري لكن والدتها طلبت منها أن تختبئ، أخافتها الصرخات خارج المنزل والقرع الصاخب على الباب وهي تُقرب الأرنب من صدرها.

ثم سمعت صوت تحطم باب الغُرف الذي أعقبه صمت مخدر، خرجت كاتي من اختبائها، لإلقاء نظرة خاطفة على غرفة المعيشة ولكنها كانت مرتبكة لرؤية رجل يحمل والدتها وقد غرس أسنانه في رقبتها بينما أثر صغير من الدم تسرب من زاوية فمه أثناء شربه دمها.

"ماما؟" نادت على والدتها التي بدت بلا حياة، لم تكن هناك ابتسامة على وجهها وبدت عيناها فارغتين، اختفت والدتها منذ فترة طويلة وكانت مجرد قطعة لحم الآن.

عندما سمع صوتها، رفع الرجل الذي كان يتغذى على المرأة رأسه، نظر إلى الفتاة الصغيرة التي كانت تقف عند الباب.

لعق شفتيه، وألقى المرأة التي كان بين ذراعيه على الأرض مثل الدمية وعينية مُثبة على الفتاة أمامه بابتسامة مجنونة.

لمعت عيناه الحمراوين الساطعتان بالإثارة أثناء التفكير في الفريسة الطازجة التي وقفت أمامه الآن.

"الاطفال الصِغار هُم متعة لمصاص دماء" قال الرجل وهو ينظر إليها وهي تتجه نحو غرفة أخرى، لكنه كان أسرع.

"إنسان صغير عاجز تحت شفقة مصاص دماء، لن يكون الأمر كذلك إذا استمع إلينا نوعكِ ولكن انظري إلى ما جلبوه لـ أنفسهم؟ سأستمتع بشرب دمكِ اللذيذ"

لم تقل كاتي أي شيء ولكنها تراجعت ببطء بينما ارتجفت يداها من الخوف، لقد حوصرت ولم يكن لديها مكان آخر لتذهب إليه الآن، عندما اندفع الرجل امامها نحوها، اغمضت عينيها مُنتظرة الألم، ولكن لم يحدث شيء سوى صوت طقطقة في الهواء وصوت خبط على الارض... فتحت عينيها ببطء ورأت الرجل ممدداً على الارض.

حركت نظرتها للأعلى، وجدت نفسها تحدق في زوج من الاعين الحمراء الداكنة على عكس عيني الشخص الملقاة على الأرض.

حدق كلاهما في بعضهما البعض، أحدهما بتعبير خائف بينما الآخر بدافع الفضول، محدّقا بالحيوان في يدها.

ڤاليِريانّ (أسيَادُ الدَّم#1) ✓Where stories live. Discover now