عبث

210 10 4
                                    

في حياتك، تلقي بالعديد من الناس، منهم من يكون عابر سبيل، ومنهم من يترك بصمته الخاصة. والعديد منهم يأتون، ويرحلون، وقليل منهم من يبقوا،تستطيع أن تكوّن صداقات عديدة،لكن الصديق العزيز يكون دائما مختلف. في الصغر المعظم يكون يبحث عن من يتحدث إليه ومن يلعب معه ويتسلى معه، لكن أكثر ما يحزن هو انتقال الصديق إلى مكان آخر.
-هل ستذهبين الآن؟
-أجل، انتما أروع صديقان قابلتهما في حياتي.
-سوف اشتاق اليك كثيراً.
-أحضرت شيئاً للذكرى، انها لكما انتما الاثنان.
أحضرت ايميلي دمية ثلاثية قد صنعتها بنفسها من القماش والصوف، تشجار جونجون وتشان بشأن الدمية، أخذت ايميلي الدمية وابعدت كل دمية عن الأخرى وأعطت كلاّ منهما دمية. وهي تبكي:
-توقفا عن الشجار،يجب علي الذهاب الآن ودعاً.
-وداعاً
-ودعاً
مرت ايام ومرت أشهر وسنين على ذهاب ايميلي، وكبر الأطفال،من الطبيعي أن يبقوا سوياً، ومن الطبيعي أيضاً يتشاجر الأصدقاء.
-جونجون هل ضربت تشان بالكرة حقاً؟
-لا لم أفعل هذا.
-انه كاذب لقد ضربني متعمداً.
-لا لم أفعل ذلك.
-توقفا، غادرا بحلول الغد يجب أن تتصالحا، مفهوم.
-حسناً.
-حسناً.
مرّ الدوام المدرسي وعاد كلٌ منهما إلى منزله، لكن لم يحظى جونجون بليلة هنيئة، رأى كابوس وكأنه ذكرى من طفولته، لكنه مختلف، يوم انتقال ايميلي حين تشاجر كلاهما على الدمية فوق سطح المبنى لم تكن ايميلي موجودة لذا كبر الشجار بين الطفلين وتطاولت الأيادي، لم يكن أحد يعتقد أن جونجون قد يرمي تشان، لم يكن يعلم ما قد فعله، لذا فرّ هارباً، سقط تشان على رأسه من على سطح المبنى. استيقظ جونجون من نومه وهو يمسك قلبه.
ذهب جونجون إلى المدرسة وأراد بشدة أن يصالح صديقه العزيز الذي أوقعت من على سطح المبنى في حلمه، ذهب ليسأل عنه، اخبره البعض أنه ليس موجوداً، وأخبره البعض انهم لا يعرفوه، لم يسمعوا باسمه من قبل، ذهب يسأل الأستاذ، أخبره انه لم يدخل شاب بهذا الاسم إلى المدرسة، شعر بتعب، كيف يمكن لصديقه الذي تشاجر معه من قبل أن يختفي وكأنه لم يكن، أسرع في الذهاب إلى منزل صديقه، عندما دخل إلى المنزل استقبلته والدة صديقه بغضب، نظر خلفها على الحائط الذي يحمل صور صديقه،كانت صور تشان تبدو مختلفة قليلاً،وضع على جانبها الأيمن شريط اسورد والصورة تبدو قديمة جداً، دخل جونجون إلى المنزل وجلس.
-أين... تشان؟
-انت جريء للغاية. (ابتسامة باردة ساخرة)
-ماذا؟ لماذا؟
-كيف تجرؤ على المجيء إلى هنا وتسأل عنه وانت الذي قتلته.
-انا... انا...
أدرك جونجون أن ذلك الحلم تحول إلى حقيقة.
-هل هذا عندما كنا صغار؟ هل اوقعته من على ذلك المبنى؟
-تتحدث وكأنك لا تعلم.، أجل لقد اوقعته، هل ارتحت الآن.
لم يستطع جونجون تحمل هذا الشيء المؤلم خرج من المنزل مسرعاً باتجاه ذلك المبنى، بدأت الدموع تنهار من عينه كما لو أنها شلال،أراد ان يستيقظ من هذا الحلم، وقف على الحافة وفتح يديه ورمى نفسه من على سطح المبنى، قفز من المبنى وإذ به داخل المستشفى، جسد جونجون أقوى من جسد صديقه لأنه كان صغيراً مقارنةً بعمر جونجون الحالي، لذلك لم يمت، لكنه دخل في غيبوبة سوف ينام لبضعة ايام، نوم؟؟ يعني المزيد من الأحلام. كان جونجون يعلم أنه ليس حلماً، لكنه أراد أن يلحق بصديقه العزيز ايميلي، ايميلي... لكن ايميلي تلك الفتاة صاحبة الدمى.زوج والدة ايميلي كان السبب في انتقال ايميلي إلى مكان آخر.
بعد وفاة والد ايميلي أكملت والدتها الاعتناء بها، لذا اضطرت إلى العمل طوال اليوم،تعمل داخل مطعم في النهار وفي المساء تعمل في مجال الكحول، اضطرت إلى تحمل كل هذه المشقات من أجل ابنتها، إلى أن عرفت رجل، كان يراقبها وبدأ معجباً بها، لذا أراد أن يتزوجها، أراد أن يعرض عليها الزاوج، كان مشغول في النظر إلى الخاتم الذي في داخل العلبة، حتى أثناء القيادة لم ينتبه أن الطفل جونجون وقف أمام السيارة ليحضر الكرة التي بعدت عنه أثناء اللعب، انتبه الرجل على وجود جونجون أمامه في منتصف الشارع، لذا انحرف عن الطريق ليتفادى جونجون لكنه انحرف كثيراً، ولم يستطيع أن يتفادى الحائط، بذلك غط في سبات عميق لن يستيقظ منه.
هذا ما رآه جونجون في أول حلم.
حينما أراد أن يلحق بصديقه ووقف على الحافة أمسكت فتاة بيده وسحبته إليها نظر إلى وجهها بدى مألوفاً لكنها كانت تبكي بشدة وكانت تصرخ وتتحدث كثيراً، ركضت باتجاه الدرج لحق بها جونجون كان مسرعاً جداً لدرجة انه لم يستطيع الشعور بخطواته وإذ به يسقط من على الدرج، فزع جونجون من نومه، كان نائماً في سريره وكان سليماً معافى، لكن يده اليمنى كانت مجبرة، دخلت تلك الفتاة التي كانت تبكي على سطح المبنى، نظرت إليه كانت غاضبه وحزينة لكنها مبتسمة. اقترب منه وصفعت وجهه.
-هل انت سعيد الآن هذا جزاء الذي يعتقد أنه قط.
-قط؟ لماذا قط؟
-انت قط! (ضحك) لأنك كنت سترمي نفسك من على ذلك المبنى، لولاي لما انت هنا،القط ذو العاطفة، هذا ما سأسميك بدلاً من قطي فقط (ابتسامة دافئة)
القى نظرة جونجون على الغرفة وما تحتوي لم تكن كما سبقت، نظر إلى الحائط الذي يحمل صورهم،ادرك ان هذه الفتاة هي ايميلي صديقته من الطفولة الذي حلم بتغير ما حدث في الماضي، نظر إليها وهو يبكي ثم ضمها بين يديه.
-لقد اشتقت لك! اشتقت لك كثيراً!
-وانا أيضاً اشتقت لك اعلم انه يوم واحد لكن من الصعب حقاً العيش بدونك.
-لا... لا انه ليس يوم انها فترة طويلة للغاية.
-حسناً حسناً (تضحك ساخرة منه)
-مرحباً جوني اللطيف هل انت بخير؟ هل هنالك ما يؤلمك يزعجك؟
-لا انا بخير، بخير تماماً لأنكم بالقرب مني يا رفاق.
قال جونجون هذه الكلمات وهو يبكي، لا يستطيع تصديق ما يحدث له، كيف لأحلام له أن تتحقق.

من الجيد امتلاك أصدقاء مخلصين، ومن الجيد أن تستطيع تغير الماضي قليلاً.

7 worldWhere stories live. Discover now