اعتراف الفتاة لوالدها الطبيب بقصة عامر ..

37 5 4
                                    

#رواية
#على_قائمةالإنتظار⌛
#الجزء(4)
مر اسبوع كامل وأكثر بقليلٍ ، بعد ذلك الثلاثاء الحزين ، ولم يكن لديّ أي موعد لإكمال جلسات الأسنان بالمركز.
كان النوم يهجر عينيّ كلّ ليلةٍ ، وقلَّ طعامي لا أعلم ماقد آصاب الروح هكذا فجأة ، غادرتني الراحة ، حتى ألم الأسنان ماعاد يشدُ انتباهي!
بل كأنه تحول إلى ألم بالقلب آشدُ فتكًا بي . 
كم كنت اتذكر كلام عامر عن الحب , الذي شبههُ يومها بالموت كيف يأتي فيطرق باب القلب دون إذن منا!
رغبةٌ شديدةٌ للبكاءِ لكني اعجز عن تلبيتها .
في داخلي صرخات تأبَى أن تخرج ، برودًا بالآطراف وشرودًا كبيرًا ، شعورًا اعجز عن شرحه ، وجعًا اجهِل موضعه.
في داخلي معارك مشتعلة ، حروب دامية ، أفكار لا اعرف لها نهاية .. أنا ضحية لقراري وتعجلي .
أنا التى لم انسط لصوت ارتجافة قلبي حينما التقيته ، وتسلحتُ بالعند فظلمته معي ، حتى قتلتني الأفكار هكذا .

ذهبت إلى المركز ، سجلت اسمي وجلست ورحت اطالع كل الموجودين هناك ، لم يشد انتباهي كل تلك الكثرة، فشخصٌ واحدٌ قد يملىء المكان وغيابه يحدث فراغًا وشرخًا مهما ازدادت الجموع من حولنا .
شعرت للمرة الثانية قلبي يسألني عن عامر وعيناي تبحث عنه رغمًا عني ، افتقدته!
رغم فقر اللقاء بيننا والمدة القصيرة التى عرفته بها .

حان دوري دخلت للطبيب والحزن يفيض من قلبي ووجهي، لابد أن عامر رحل ولن يعود بعد ذلك اليوم ، كيف فاته اللقاء بي بهذا اليوم #على_قائمةالإنتظار

- فسألني الطبيب : كيف حالك ياصغيرتي هل خف ألم الأسنان ، ماكل هذا الحزن الذي تجمع بعينيكِ وبانَ على ملامحكِ؟
- فقلت مستائة : ألم الأسنان قد يتلاشى بعد وقت من العلاج
ولكن ألم القلب من يداويه ياأبي!
وأكملت قائلة :  هل عاد الشاب عامر ياوالدي لخلع آضراسه عندكَ بعد ذلك اليوم ؟
نظر إليّ والدي متسائلًا بغرابة : ماذا ابنتي ، وماشأنكِ به لما تسألين عنه؟

- فعاوت السؤال بكل براءة هل رأيته ياأبي ؟
لاتستغربوا إن هذا الطبيب أبي وهذا المركز مكان عمله!
وأنا اجلس بالانتظار ككل المراجعين ، ولا أفضل ان اتعدى على دور أحد ولو كان والدي هو الطبيب وهذه عادتي منذ توظف أبي هنا!
- وأكملت : اتعلم ياأبي : أعلم أن ماسأخبرك به ليس بهين لكن هذا الهم ثقيلًا جدًا على قلبي الصغير وآرجوا أن لايزعجكَ ماستسمعه الآن من ابنتكَ!
- فقال : وماهذا الهم ياروحي تكلمي ولاتخفي عني أي شيء!
- ياوالدي :  أنا لست صديقة لعامر أبدًا ولاأعرف عنه أي شيء،  ولاأملك حتى رقم لهاتفه بل اوهمكَ بذلك ، حتى اسمه عرفته من الممرضة عندما نادت عليه ليدخل إليكَ!
لقد كان الشاب يفضل أن يبقى بالخارج لساعات طويلة بالانتظار وأن لاتعطيه أبرة بنج واحدة!
والله إنه رجل مجنون ومع ذلك كان يريد خلع آضراسه لأجل رؤيتي هنا!
- وأكملت : هو لايعلم إنكَ والدي ولم أخبره بذلك عندما جمعتنا الصدفة بالمركز بعد اليوم الذي سألك به عني على كرسي الإنتظار!
-  أنا لاأخفي عنك شيئًا ياوالدي وهذا ماحصل معي ، لقد خفتُ عليه من ألم خلع الآضراس ، آشعر بالسوء لإنني خذلته وأخبرتكَ نيته لتتوقف عن خلعها!
فأنا لاأقبل أن يتعرض لهذا الشيء بسببي ، ورفضته كليًا رغم خوفي عليه هذا. لم أكن أعلم إنه حقًا كان جادًا!
أشعر بالحزن لإنه لم يأتي باحثًا عني ولم المحه اليوم بين المراجعين ، سامحني ياأبي لا أعلم ماذا أصابني .🥺

= نعم هذه أنا : ابنتكَ التى ربيتها على أن لاتخفي عنكَ أمرًا مهما عظم شأنه ومهما كان صعبًا ، علمتني أن أخبرك وأخبر والدتي بكل مايحدث معي من مواقف ،علمتني أن أصدق القول لكَ مهما كان الذنب الذي اقترفته كبيرًا .
كمثل ذلك المشهد الذي اقترفته عندما كنت في السادسة من عمري،  عندما كسرت لكَ اغلى لوحة على قلبكَ بالكرة ، ولذت بالفرار واختبأت تحت السرير حتى لاتجدني عند وصولك .
فأخبرتكَ عكس ذلك وقلت لكَ لست أنا بل الكرة من فعلت ذلك ، واصريت على ذلك أخبرتكَ إني بريئة والكرة هي من كسرت اللوحة .

- لكنك طمأنتني إنك لن تصفعني وأن أقول لكَ الحقيقة دومًا
وهربت إلى حضنك باكية وسامحتني .
لكن ياأبي هنالك ضربات تقوم بها كرة الحياة الآن حقًا لاذنب لي بها أنا بريئة منها ، ولكن الضربة هذه المرة لقلب بريء كسرته دون قصد مني وجئت لأعترف لكَ بمااقترفته .
لاشكو لك حالي وشعوري وألم حل بقلبي لا أعرف ماهو علاجه ، لا أخفي وكأنني  ....

- لابد إنكَ ظننت أن عامر كان يمزح على باب عيادتك ذلك اليوم عندما كنا نتعارك أنا وهو ، وشكوته لكَ وأخبرتكَ أن لاتقبل أن تخلع آضراسه .
وأنت َلم تسألني عن ذلك الأمر حتى بالمنزل .وكأنك قد نسيت ماحدث معي هنا بالخارج .

هذه هي المرة الأولى التى لا أعلم بها نية أبي أو رأيه بعد كل ماسمعه مني للتو ، وعلامات الغضب تفيض من وجهه وهو ينسط لي بصمت يطبق على مداخل الهواء على رئتي .

لم أجد تفسيرًا لتلك المعالم التى تعتلي وجه أبي التى آشعر أنها لاتعبر عن الرضا أبدًا بعد ماحدثته به .
بينما الدموع أخذت تتكاثف خلف آسوار عيني تأبى الهطول .
من خوفي من ردة فعله الغير متوقعة ..

#يتبع في الجزء الخامس (5
#بقلمي
الكاتبة ميرال البحر
Meral Al Sea

على قائمة الإنتظار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن