اتخاذ عامر قرار بقلع آضراسه ليرى حبيبته من جديد ...

70 4 4
                                    

#رواية
#على_قائمةالإنتظار⌛
#الجزء(2)
دخلتُ بخطواتي الهادئة للمركز ، بينما قلبي يكاد أن يشق أيسري ليخرج من مكانه من شدة توتري، بعد أن شاهدته يطالعني بتأنيّ ، كل ذلك حل بي بسبب تلك النظرات ، التى شعرتُ أنه كان يسترقها عليّ بارتباك هو الآخر بين الثانية والآخرى!
دونتُ اسمي وأكملت طريقي لآجلس في المقعد الذي أشك أنه كان هو من حجزه بجانبه!
وبعد برهة!
شعرت بعدم ارتياحه لقد كثرت حركته ، وكأنه يخطط لفتح حديث مباشر معي!
وإذا به يقول ناطقًا اسمي : الانتظار متعب صح يا ..!
لم أعلم إن كان يوجه السؤال  لي أو لغيري لكنني التفت باتجاهه فوجدته حقًا يكلمني!
فقلت : حضرتك تكلمني ؟
فقال متبسمًا  نعم  .. أنتِ ؟
فقلت مستغربة : وتحفظ اسمي ؟
فقال : نعم كما احفظ اسمي تمامًا!
فقلتُ مرتبكة :  نعم متعبًا جدًا ، أتعلم وقد يكون آشد تعبًا من جلسة الآسنان بنفسها!
فقال ضاحكًا :آ . لهذه الدرجة لكن لما ؟!
فقلتُ له : نعم ، صوت آجهزة الآسنان بالداخل تنخر برآسي ، الألم والخوف الذي آشعر به عندما يقترب دوري ، أن أعد الساعات هنا و ..
فقال ماذا اكملي؟
فصمتُ وشردتُ لثواني  ... فقلت : لا ..لا شيء أبدًا!
كنت أود أن اقول له وجودكَ ونظراتك الغريبة!
لكنني كتمتُ ذلك في نفسي ، لكن بان ذلك من تلبكي!
فقلت وماذا عنكَ؟
اقترب ضاحكًا وكأنه يعلم مايجوب بداخلي فقال : اتعلمين إنه الانتظار الآشهى على قلبي على الإطلاق!
نظرتُ اليه والدهشة تعتلي ملامحي!
وكأن اعيننا تسردُ كلامًا كثيرًا بينها بصمت!
شعرت وكأنما ثقب قلبي ودخل بين اضلعي عبر عيني فآشحت بنظري خجلًا!
ورحت اتمم يارباه مالذي حل بي ارتجف من وقع كلامه
أي مجنون أنتَ .. ماهذه السرعة العجيبة .. وماهذا الشعور الذي فز بداخل قلبي وروحي ياترى!
وشعرت بتوتره هو الآخر ، وكأنما هواء الصالة لم يعد يكفي كلانا ، وصمتنا بشرود يقتاد من صلابتنا ..
فرائحة عطره غزت أنفي ، وصوته عذب جدًا حل على روحي كالمخدر حتى نسيت وجع اسناني!

كانت الممرضة قد نادت على اسمه للمرة الثانية على التوالي، ولكن لابد أنه غارقًا بشعوره مثلي تمامًا ، وكأن  هذاالأسم لايعينه ، وكأنه نسي حاله واسمه مما آصابه!
فقالت الممرضة : من هو الأخ (عامر) تفضل حان دوركَ  الطبيب ينتظرك! 
وقف بعجلة وكأنه استفاق من غيبوبة ،دامت لثواني بشروده  بعد أن تنحنح وقال لي دعواتك لي  ..
وقال : أتعلمين والله الجلوس هنا لساعات طويلة، بل لأيام لأرحم من أبرة بنج واحدة من طبيب الآسنان هذا!
ودخل لدوره بينما رحت آشرد بكلامه الذي يعاكس ماكنت اسره بالأمس عن الانتظار!
كان قد حان دوري ، فتح الباب وخرج وعيناه تحكي الكثير من الوجع يضع يده على فمه من شده الألم!
بينما استعد للدخول فوقف صامتًا لثواني أمامي.
كان يتأملني  بلطف وتأنيّ ينهش ماتبقى بالقلب من ثبات!
توترت فقلت له : سلامتك يا عامر ،وهممت بالدخول للعيادة!

فقال بصوت شبه مسموع من جراء المخدر وكلام غير مفهوم : ماأجمل أحرف اسمي تخرج منكِ كماء عذب ، وهنا تكمن سلامتي وفي يوم الثلاثاء تحديدًا!
دخلت مسرعة يرتجف قلبي جدًا من كلامه ..
ماذا يقصد ياترى أي ثلاثاء!
راح الطبيب يسألني عن آلمي ، لكنني في شرود كبير إذ كان مازال التفكير بما قاله عامر يلازم خلايا دماغي!
فقال : مابكِ ابنتي ، هل أنتِ بخير؟
فكرر سؤاله : هل خف الألم في الجهة اليسرى من فمكِ
فقلتُ : نعم .. نعم ..
بينما الألم كان يقتص مني طيلة تلك الساعات ، لكن ماحدث معي جعلني انسى الوجع وكل ماجئت لأجله!
لابد أنه الحب الذي لطالما راهنت نفسي أنني لن اقع به!
فقال لي الطبيب : صديقكِ عامر عنيد!
أخبرته أن لاداعي لقلع آضراس العقل لديه 
وأنها سليمة جدًا لكنه اصر على قلعها مدعيًا الألم!!
وكنت قد التقطت صورة لها وأنا متأكد من كلامي لكنه شاب غريب الآطوار لاأدري لما يصر على قلعها بدل أن يستفيد منها!
استغربت الكلام : آيُّ صديق .. قلتها بنفسي!!
فقلت مشيرة للباب :  عامر؟ 
فقال الطبيب : نعم هذا الشاب الذي خرج لتوه اليس صديقًا لكِ؟
إذ كان يطمئن عنكِ البارحة مني ، وأخبرته بموعدكِ لجلسة الجذور اليوم وليوم الثلاثاء القادم بإذن الله ماتبقى من علاج.

وأكمل قائلاً : وبعد ذلك أخبرني إنه يتألم من أضراس العقل الأربعة ويريد أن يبدأ بقلعها من اليوم!
رغم إني لاأرى داعيًا لذلك فهي تبدو سليمة ومستقيمة إلا ضرس واحدًا منها كان معوجًا ، تم خلعه له اليوم فقط! 

شعرتُ إنه يقوم بذلك قاصدًا ، فقط ليلتقي بي بنفس المكان  ولطالما صدق احساسي بمايجري من حولي!
وفي يوم الثلاثاء من الاسبوع التالي كان موعدي عند طبيب الأسنان لأكمل جلسات علاج الجذور ، دخلت للمركز وجلست بالانتظار بحثت عنه لم ألمحه!
لابل قلبي الذي كان يبحث عنه لكن لاأعرف لما!
أيعقل أن كلام و نظرات عامر كانت صدفة!
وقلع أسنانه بعد السؤال عني ، اليس لديه موعد بهذا اليوم مثلي !؟
هل سيأتي عامر ياترى ، ومالذي قصدته بسلامته بيوم الثلاثاء؟
يتبع في الجزء الثالث( 3)
#بقلمي
الكاتبة ميرال البحر
Meral Al Sea

على قائمة الإنتظار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن