|4| لا تشكريني، اصنعي لي باستا.

240 20 1
                                    

" ما الذي تفعله في منزلي بلايث؟" نظرتُ نحو ديانا التي دخلت إلى غرفة المعيشة بابتسامة، والآن ستعود للصراخ حتى قبل أن تسمح لي بالإجابة.

" اخرج أيها الوغد، اخرج." اقتربت مني تدفعني عن الأريكة لكنني ثبتُ نفسي ولن أتزحزح. " صباح الخير لكِ أيضاً، دي." قلتُ لأرى تقبضُ على فكها بعصبية، ماذا؟ ما الذي حدث لها؟ بل ما الذي فعلته الآن؟

" ديانا مابالك؟ " سألتها لتنظر نحوي بيأس ثم ترتمي على الأريكة بجانبي، ما الذي يحدثُ في الدنيا؟.

" لا أريد." قالت بالكاد لخفوت صوتها. " ما الذي لا تريدينه؟" هي حتماً يائسة. " سيأتي والدي غداً في الصباح مرةً أخرى لاصطحابي لأعيش معه عدة أيام، وأنا لا أريد. كم مرةً عليّ أخباره بذلك؟" قالت ونبرة صوتها تتحول ما بين اليأس والغضب.

" اهدأي، سنفكرُ بحل حتى لا تذهبين معه." نظرت نحوي عندما قلتُ ذلك وكأنني الأمل الأخير، هل لهذه الدرجة والدها سيء؟ أنا أعرفها منذ زمن ولم اسمعها تتحدث يوماً سوى عن والدتها الراحلة، هناك مشكلة تلوح في الأفق!.

" هل حقاً سينجح ذلك بلايث؟ لا أريد الذهاب معه ورؤية لعنته تلك." نظرتُ نحوها لدقائق قبل أن تلتمع في رأسي فكرة. " دي." قلت لتنظر نحوي باستفهام. " ما رأيك إن قلنا أنك مريضة؟ ولا تستطيعين الذهاب؟" للحظة فقط التعمت عيناها ولكنها عادت للانطفاء. " لا جدوى. سيأتي لأخذي حتى لو كنتُ مريضة، حتى لو كنتُ على فراش الموت. إنه بلا إحساس." حسناً، لم أتوقع أن تفشل.

" ديانا مارأيك أن أذهب معكِ؟" قلتُ لتنظر نحوي بتفاجئ. " أنا مُصّر." قلتُ مجدداً أرفعُ يدي اليمنى أضع ملامح الجدية على وجهي." يا الهي، بلايث أنا أحبك." قالت تضمني لها لابتسم، سأنتقل للخطة 'ب'.

"دي." همهتْ لي أي نعم؟. " هلا صنعتِ لي باستا؟" قلتُ وأنا لا أزال في حضنها. " اخرس، وغدٌ استغلالي حقير." ابتسمت. " أرجوك." ستوافق، أنا أعلم. واحد، اثنان، ثلاثة. " حسناً." همستُ بنجحنا لتخرج دي عن عناقي.

" سأذهب لأصنع لكَ باستا أيها الغبي، ولأنك أعطيتني حلاً سأسامحك على دخولك لمنزلي بتلك الهمجية." ضحكتُ أمسكُ جهاز التلفاز أقلب قنواته.

_____________

" إذن، كيف سأرافقك؟ ما الذي سنخبر به والدك؟" سألتُ ديانا وأنا أضع الشوكة الممتلئة بالباستا في فمي، من أفضل من يصنع الباستا يا قوم؟ إنها دي خاصتنا.

" لا أعلم." قالت والحيرة تملأ وجهها، لم تأكل من الباستا حتى! وأعلم جيداً أن ديانا مثلي لا تفوت أي فرصة لتناول الباستا، يا الهي هذه الفتاة ستصبح بائسة بسبب والدها الحقير ذاك، أريدُ أن أقطعه.

' تبدو فكرة جيدة، بلايث.' خرج صوته في عقلي بعد صمتٍ طويل، وهذا مفاجئ! لم يتحدث منذ أيام. ' أهلا بك كات، ربما عندما نراه نجعله وجبة الشهر القادم، على أي حال يستحق ذلك.' قلت ليهمهم ويختفي مجدداً. سيقتلني البرود الذي يكتنفه هذا.

كاتريكوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن