الفصل الثالث و العشرون

ابدأ من البداية
                                    

و متى ساصبح ابا.. بينما الشعيرات البيضاء النافرية تغزو فودي..

و تزداد قوة الصوت مع كل عيد ميلاد لى..  ف يصيح :'هيا ايها العجوز..  متى ستصبح أبا؟؟! او ربما لن تكون أبدا...  الا تشتاق الى امرأة تضمها بين يديك ؟!  ام انك نسيت كيف يكون ذلك فى غمرة هوسك ب زوجتك ؟!!'

لست مثاليا.. و لن ادعى انى كذلك..

بعد تفكير طويل لاشهر ، وصلت الى قرار هام..  و عدت الى الوطن لأخيرك بينى و بين حريتك..  و قد قررت ان اترك الأمر لك.. مدعيا انه اذا كان حبك لى مات و انقضى..  فلن اربطك بى أكثر مما فعلت.. 

و لكنى بمجرد رؤيتك سقط قرارى فى بئر عميق..  اذ كيف اتركك ؟!

كيف اتركك لتكونى لغيرى.. و لتضمك يدين لرجل اخر سواى..

بل ان رحمك لم يكن ليحمل اطفال رجل أخر.. 

أنانى ؟!!!!

حتما انا كذلك...

أنانى الى ابعد مدى...
أنانى ..و لن أنكر..

إن الأمر لا يمكن التحكم به..

رؤية خاتم ياسر بأصبعك افقدنى كل تحكمى بنفسى ..

لقد قضيت ليلتى تلك أسفل شرفتك..  أراود نفسى أن اصعد و اعيدك لى...  بأى طريقة... بينما تطالبنى كرامتى بأن 'اتخطى الأمر و اتوقف عن النحيب كالنساء .. وأن هناك اخريات... أخريات أفضل منك و أجمل و '.."

تجعد وجهها امتعاضا بينما تسمع ملخصا للعامين الماضيين  ..

لم تجد اى كلمات تقولها..  لكنه استطرد  :" ربما اقتراح حسن لم يكن الأوحد... فلقد قاله شقيقاى ادهم و احمد..  ففى كل مرة يبلغنى أحدهما بان الله قد رزقه بمولود. .ينتهى الإتصال بذات المقترح.. ".

صمت دقيقة ثم قال :" لا ألومهم.. فالكرامة مهمة.. و التمسك بمن لا يتمسك بك امتهان للكرامة و للقلب حتى....

لكن..  لكن الأمر لا يمكن التحكم به حقا.. كيف يتمكن البعض من أن يفعلها..  لا أعرف..

ان الذى جعلنى اتحمل الغربة و البعد لعامين هو انك ملكى..  انك لى..  لذلك تحملت..

ذاك ما منعنى من الجنون .. نعم كنت انتظر طلبك للطلاق.. كل صباح اتفقد هاتفى فى انتظار رسالة المحامى و أتنفس الصعداء بالمساء عندما لا تصل ".

اخيرا وجدت لسانها الذى بدا و كأن الهرة قد اكلته : "لم أكن لافعلها أبدا..  أنا  ... أنا ذهبت للبحث عنك أكثر من مرة... لكنى لم أصل الى شيء..  كنت فقط أريد رقم هاتفك...

أمجد..  لم اكن اريد يوما الطلاق و لن أريده بالطبع.. "

سالها:"  لماذا لم تخرجى يوم ذهبنا انا وحسن لاحضارك؟!"

اجابت :" كنت قد تناولت للتو مسكنا قويا..####..

تعرف انه من اعراضه النوم. .فقد سهرت الليل باكمله انتظرك.. و بمجرد استيقاظى سألت امى عنك.  فاخبرتنى أنك لم تأتى. . هل تظن انى كنت لابقي بالداخل اسمعك ولا اخرج!!! ".

سأل بعد لحظات :"لماذا لا نتحدث الا بداخل السيارة ؟!"

ضحكت بلطف ، فبادلها الضحك..  ثم قال :" لكم افتقدت سماع ضحكاتك..  و صوتك ".

نظرت اليه بابتسامة..  تعرفه لا يجيد التعبير لكنه اليوم قال ما هو افضل من كل ما كتب عن الحب..

تردد لثوانى.. فبدا كأنه يريد ان يسأل سؤلا و يتراجع فيه..

فقالت :"هات ما عندك..  لديك سؤال و تتردد..  ".

نظر اليها ثم تنهد و قال :" منذ سويعات دعت لنا امى بالذرية الصالحة  ... و.. اتريدين اطفالا يا سمر؟! ..  منى ؟!"

قالت بلوم :"اتسأل ؟!.. الم تجيبك عودتى اليك..  دون شروط  !!!"

******
سالت بعد دقائق صمت :"اين هى؟"

سال بعد نظرة خاطفة لها:"ماذا؟!"

قالت بلهفة :"الهدية.. التى اقترحتها آمال ".

قال بمكر :" وما ادارك انى اشتريتها؟!"

قالت معددة :"لانك خرجت مع حسن بعد توصيلى للمنزل.  و لانك تثق فى آمال.. وصراحة انا اغير من تلك الثقة ".

ضحك بلطف :"اتدرين..  كنت ضد زواجها من حسن..  كنت اسمعه كل يوم كلاما قاسيا عن كراهبتى للمعلم الذى يقع فى حب طالبة عنده..

و تحملنى فى جلادة و صبر مقابل ان ادعه يحضر بعض المحاضرات لى.. حتى يحظى ببضعة نظرات منها..

ام ان يرجونى لساعات ان اطلبها بمكتبى..  ليدعى مروره مصادفة ، و يدخل فى الحديث..  و اترك لهما المكتب مدعيا امرا طارئا.. كحالة ولادة او اى شيء..

حتى لاحظ تقبلها له.. و عندئذ. قرر ان يتقدم لخطبتها  ..

و تمر السنوات.. لاقع بذات الفخ ".

نظرت اليه لائمة لانه يرى زواجهما فخا ، فضحك رافعا يده مستسلما :"آسف..  لكنه كان اكثر كرما منى فلم يسمعنى ما أسمعته عن الحب او حب المعلم لتلميذته. . او هذه الترهات..  فقط قال بإذعان :' انه القدر يا ولدى '.

او تدرين امرا. . لقد شجعنى  ان اسالك مباشرة 'ان المقدمات و الحجج التى تفتعل فى بداية الحب هى الطف شيء به...  بل انها اجمل الذكريات..  لكنك متعجل.. و لا ادرى سبب العجالة..  اذن اسالها.. لعلها تحبك كما تحبها '.

ردت بسرعة :"تحبك اكثر ".

وجع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن