اافصل السادس

Start from the beginning
                                    

خرجت الممرضه و هي تنظر لها بدهشه قائله بهمس لم يسمعه أحد " ناس جاهله" و أول ما نطق أسر من فمه بتعب و إرهاق "هي فين" نظرت له جدته بغرور و هى تربت على يديه بحنو قائله:
-متخافش يا ولدي هنجيبها، ده انا قتلت ابوها عشانك و باعته رجالتي في كل محافظات مصر، و تمن محاولة قتلك و هروبها هتدفعها كويس أوي قريب و هدبحها بإيدي دول.

إندهش أسر من حديث جدته، اتعتقد حقاً أنها قاتلته! دار بعقله عدة أسئله! و لماذا تهرب مادامت هي لم تفعل؟ أم كان ذلك معشوقها؟ أردف أسر بحنقة و إرهاق:
-مش هي اللي قتلتني يا ستي، ده معشوقها، جه حاول يقتلني و هربت معاه و هي على إسم أسر فرج، مش أسر فرج اللي مراته تبقا **** يا ستي، هاتيها و أدبحها بإيدي دول.

من كثرة إرهاقه ظل يُسعل و تربت جدته على يده بخوف قائله:
-متخافش يا حبة عيني، كله بجزاته و عليا النعمه ما هنسيبها هي و معشوقها اللي حاول يقتلك و هربت معاه.
بسبب هروبها ذلك، صدح بداخلهم أفكار كثيره، لعلها لم تهرب، و لعلها هربت ! الجميع لم يعلم ما هو الاصح لها، هي لا تعلم ما الأفضل أيضاً.
بعد غروب الشمس مباشرةً، خرجت من عملها متجهه لتبحث عن سيارة أجره، بفرامل السيارة موديل حديث من عام ألفان و تسعة عشر، وقفت أمامها بشموخ، أنزل زجاج نافذة السيارة و هو يقول بهدوء:
-أركبي.
زفرت بضيق قائلة:
-أركب ليه؟
-عشان أحنا قتالين قتله زي بعض.
لم تكتسب قوة كي تتكاتف على ضحكاتها، أصدرت ضحكه أنثويه رقيقه قائله:
-هو ده سبب يخليني اركب معاك العربية؟
-ايوا طبعاً.
صمتت قليلاً ليأتي صوت يصدح بداخلها بأنها يجب الركوب، تود من داخلها أن تقول له انا لستُ بقاتله، و إنها تهرب منه لإنه قاتل، دلفت للسيارة و وضعت حقيبتها على قدميها التي يصرحان بخوفها منه، نظرت له عندما قال بتهكم:
-خايفه ليه؟
-مين قالك اني خايفه؟
-انتي عنديه كمان؟
-و انت مالك؟
-اي شغل الاطفال ده يا مدام منه.
-مدااام؟؟
-ايوه انتي قولتي انك قتلتي جوزك ليلة دخلتكم!
اتجهت بجسدها يساراً تجاهه معلنه حرب تخوضها عيناها الغاضبه و حاجبيها المضمومين قائله بغضب:
-يبقا انا انسه، بقولك قتلته ليلة دخلتنا مقربش مني.
-تمام يا انسه منه متزعليش أوي كده.

صمتوا اثنتيهم لمدة دقائق، فأردف هو بتنهيده:
-هو بيهددك بإيه؟
نظرت له بملامح هادئه قائله:
-هو مين؟
-الدمياطي يا منه بيهددك بإيه عشان تبقي محاميه لصالحه؟ انا ممكن اخلصك منه ده واحد بحوره غريقه.
-قلتلك ملكش دعوه، و لو مخليني اركب معاك العربيه عشان تتكلم على الموضوع ده فأحب ارد عليك بجمله بسيطه، انا و هو في بينا مصالح مشتركه و ياريت متدخلش في حاجه متخصكش.

أدرك بحديثها ذلك أنها تحت تهديد من تهديداته، بل تهديد قوي، لا يمكن لوجود مصالح مشتركه بين الملاك و الشيطان! تنحى جانباً بسيارته و ترجل منها، على طريق الدائري و خاصةً و هو أسفله الأراضي الزراعيه، منظر مبهج و مريح للاعين و الاعصاب، كما انه مَخرج لتبث ما بداخلها من أسرار، لماذا الجميع يريد أسرارها الخاصه؟ ترجلت هي ايضاً من السيارة و وقفت بجانبه تنظر للنيل من أعلى، كان قد عم الظلام و هما ينظرون بشرود للنيل، قطع ذلك الصمت و الشرود أدم و هو يقول:
-يعني؟ انتي أرمله حاليا؟

عشقت رجل وهميWhere stories live. Discover now