1

5.1K 92 15
                                    

"حين تدرك معنى الحياة تجد أنك ذات قيمة بلا أدنى مقاييس يضعها المجتمع ك أُسس للنجاح والتقدم..بهويتك ولونيتك وكل شيء يخصك وحدك أنت مميز ومختلف ولديك بصمتك الخاصة وهدف خُلقت من أجل تحقيقه..حين تنغمس في ثقافات عدة مجتمعات وتتعامل مع بعض الشعوب وتتراقص مع النجوم وتخوض التجارب والعلاقات..ستتألم ومن ثم تتعلم..لم تُخلق عبثاً حتى تتخبط مع الحياة وفق تياراتها المُختلفة...أحياناً يجب عليك أن تمضي عكس التيار وتنجرف""كافيه في أواسط الخرطوم""على لسان فرح"_في نص الهظار والفرفشة مع لميس وإيناس وهدى إتصل علي عمار...أول ما عاينت لأسمه قلبي بقى يضرب شديد..أنا ما كلمته إني طالعه مع صحباتي...إيناس أتفحصتني بنظرات أنا فهمت معناها..بلعت ريقي ورديت ب :-حبيبي...جاني صوته عميق وهو بقول :-وين أنتي من الصباح!؟..رديت:-ب..بصراحه..طلعت مع البنات...قال لي بعصبية:-بدون حتى تكلميني! فرح ألف مرة كلمتك ما تخطي خطوة واحدة بدون ما أنا أكون عارف...وبعدين صحباتك ديل اربعه وعشرين ساعه فاضيات هم ما عندهم شغلة...مش طلعتي معاهم قبل اسبوعين شنوو تاني طالعه!...قولته ليهو:-ع عمار أنا يدوب طلعت معاهم والله كنت ح أكلمك بس...قال لي:-ما بس لا شيء...تتحركي فوراً على البيت وأول ما تصلي تكلميني...قولته ليهو:-بس يا عمار أنا...وفجأة أنقطع الإتصال...كنت بهز في رجولي ومتوترة شديد...هدى قالت لي:-الباشا أتعصب طبعاً لما عِرف أنك طلعتي صح!!...فرح أنتي كيف قادرة تستحملي البني آدم ده..إنسان أناني ووقح لدرجه بعيدة وما بقدرك وبتحكم فيك كأنك بيبي...ياااخ قلتها وبقولها ألف مرة أفصلي أفصلي ده ما يستاهلك...لميس قالت:-هدى أهدي شوية...نحنا نحاول نعمل شير ونشتري ليها كرامة..لأنو حقيقي أنا واحدة من الناس فترت منها ومن عمايلها...بعد كلام لميس وهدى قمت وأتعصبت فيهم ما عارفة قلت شنو بالضبط بس اتعصبت شديد لأنو طبعي كده وما كنت بعرف أوازن نفسي وأتحكم فيها...أخر جُمل قلتها:-أنا بحبه...ما بقدر أتنفس بدون عمار...أنتو ما قادرين تفهموني ولا تحسوا باللي انا حاسه ولا لأي درجه أنا وصلت..كل الفالحين فيهو تنتقدوني وتطلعوني ما عندي كرامة..طيب انا ما عندي كرامة وما بسوى حاجه بدون عمار...في ذل أكتر من كده !!...سكتوا كلهم...إيناس كانت لسه بتعاين لي بنظراتها الثابتة وكأنما أنا ما أتعصبت أو عليت صوتي...لميس قالت:-فرح تعبت منك..تعبت منك حرفياً...ح أقوم أمشي لأنو بعد ساعه عندي مواعيد شغل...ادعوا لي..لو ظبط ح اعزكم شديد...باستني في خدي وشالت شنطتها وطلعت...هدى قالت لي:-محاضراتي بتاعت التنمية البشرية دي كلها ما نفعت فيك..عموماً لينا قعدة مع بعض...وعمار إبن اللي ما يتسمى مصيرك تتخلي عنو...وبما إنو القعدة باظت فأنا ح أمشي البيت انوووم بكرة مداومة..يلا بايات بحبكم...بقينا قاعدين أنا وإيناس...ولسه برجف من العصبية وفي نفس الوقت حاسة بذنب إني أتعصبت عليهم...قولته لإيناس:-أنا عارفة أنك في مواقف زي ما بتحبي تتكلمي..بس محتاجه اسمع كلامك...."على لساني"_أنا واحدة من الشخصيات عشت تجارب وشفت تجارب..أتعلمت من الحياة دي حاجات كتيرة جداً...لدرجه بقيت لما أشوف زول جديد نفسه يتعرف علي بقدر أحدد هو عاوز مني شنو بالضبط...وما بعرف أتمسك بعلاقة مهددة بالإنهيار ولا بدي شخص أذاني فرصتين..لو حبيتك ح تشوف بعينك تصرفاتي وهي بتقول بحبك..لو ما حبيتك تصرفاتي ولساني مع بعض بدوك الحقيقة كاملة..بعرف أتخطى أي مشكلة في حياتي مهما صعب علي حلها...بعرف أعيش فترة حزني براي بدون يد تطبطب علي وبعرف لما أفرح منو يستحق يشاركني لحظات فرحي دي..."ح تتعرفوا علي لسه"...أنا والبنات درسنا في المرحلة الثانوية مع بعض ورغم انو كل واحدة مجالها مختلف إلا أننا ما أتفرقنا في يوم..كل واحدة تجاربها وأفكارها مختلفة عن التانية...بنختلف عادي جداً وبنرجع..يمكن ديل الوحيدات اللي اديتهم أكتر من فرصة..لأنو البينا ما بتوصف...فرح كانت من الناس الرقيقة شديد ولطيفة...بتدخل في الناس سرعه وحياتها سهلة..رغم إنو أمها انفصلت عن أبوها من سنوات طويلة لأسباب مادية..إلا أنها كانت زولة مليانة حياة...أسم على مسمى...جات فترة وكانت مضايقة جداً..حصلت ليها كم قصة في البيت وده خلاها تقفل نفسها في زاوية معينة..وظهر عمار في حياتها..في الأول كان الحبيب اللطيف والمسالم وكل الصفات الرهيبة فيهو..رجع لفرح ضحكتها وكان بشاركها أدق التفاصيل...من حب جميل وهادي..اتحول لتملك وتحكم...وهي لأنها أتعلقت بيهو شديد وحبته فعلاً...بقى صعب عليها تتخلى عن العلاقة دي...شايفة حياتها من غيرهُ مستحيلة...خصوصاً الفترة دي حواراتها مع أبوها كِترت...صلحت قعدتي وشربت باقي العصير...فرح قالت لي:-إيناس..ما ممكن تكوني تلاجه كده!..قولته ليها:-فرح...أنا ما ح أقدر اساعدك بشيء صدقيني..أنتي الوحيدة القادرة تنتشلي نفسك من الضياع ده...وقبل فترة لما عمار قارنك ب بنات تانية أنا قلت شنو!!!..ما بحبك ولا بستاهلك ولا هو بنضافتك دي يا فرح...وكلمتك أنك تنفصلي عنه وربنا ح يعوضك...رفضتي كلامي وزعلتي مني...أنا ما نفسي أفرض عليك رأيِ ولا قادرة أساعدك...ما بحب أتدخل في خصوصياتك ولا خصوصيات أي واحدة..لأنو كل بني آدم عارف نفسه بعمل في شنو...قالت لي:-بس أنا ما عارفة..أنا مضايقة من نفسي شديد..وفي نفس الوقت بحبه وبخاف على زعله...قولته ليها:-طيب...عشاني عشان خاطري انا بس لو أتصل ما تردي عليه وبعد يفتر من الاتصالات أطلبي منو تتلاقوا وتشوفوا الموضوع ده...قالت لي:-حاضر مستحيل ارد عليه...خمسة دقايق ما تمت هو اتصل...شالت التلفون بسرعه وردت ب :-حبيبي....!!!أتنفست في وشها بصوت عالي وقومتا خليتها..مقولة"في حب بِذل صحبه" دي تنطبق على فرح تماماً..أعرفكم علي قبل ما نواصل:-أنا إيناس...أتولدت واتربيت في الخرطوم...بت وسط خمسة اولاد..منهم المعاي هنا ومنهم الاغتربوا...أبوي في زمانه كان مهندس بترول وحالياً عامل ليهو مكتبة كده صغيره قدام البيت بقضي فيها معظم وقته...أمي ربة منزل...تربية الأهل في السودان عموماً بتتمثل في أنك ماكل شارب لابس نايم بتجيب درجات كويسة وخلاص...قليل جداً اللي بهتم بصحتك النفسية وافكارك في فترة المراهقة وكيف ترتب حياتك وكيف تختار أصحابك و حاجات كتيرة..ولأنو أهلي كانوا نوعاً ما من النوع الاول..أنا مني لنفسي أتعلمت حاجات كتيرة...وصلت سن معين كنت بقرا عن الصحه النفسية و عن الفلسفة والشعر والتاريخ...عُمتا في الكتب دي عوم...وكل ما تجيني افكار غريبة ما كنت بناقشها مع زول لأنها أحياناً بتكون أفكار مُخيفة ومُرعبة...حياتي خالية من المشاكل والمهاترات..لأني منظماها كويس جداً....درست إدارة أعمال وحالياً شغالة في شركة...غير شغلي البعملوا برة وبكسب منو..."على لسان لميس"اسمي لميس يحيى وبقولوا لي "بت بتول"...ساكنة في الخرطوم...نحنا اربعه بنات...أبوي كان من النوعية اللي ما بتحب ولادة البنات ولذلك طلق أمي بعد ما ولدتني بفترة...ومشى اتزوج واحدة غيرها...ماعارفين حاجه عنه غير إنه أتزوج وسافر مع مرته برة السودان...أمي كانت موظفة بسيطة في مؤسسسة حكومية..ربتنا أحسن تربية...أخواتي واحدة متزوجه وواحدة بزنس وومن في الإمارات...وواحدة موظفة في البنك وأنا...درست تسويق وحالياً شغالة في وكالة سفر...كنت بكره العلاقات عموماً وما بحب أخوضها سواء حب ولا صُحبة...إلا واحد بس سغيل بالغصب قاعد في حياتي وبقى ثابت في روتيني اليومي...بقول ما شغالة بيهو بلقى نفسي بفكر فيهو...ماعندي صحبات غير فرح هدى إيناس...ديل أكتر من صحبات اصلاً"على لسان هدى"أنا هدى..واحدة عند أمي وأبوي..أمي ظهر ليها ورم خبيث في الرحم بعد ولادتي وتم إستئصاله بكامل رضاها هي وأبوي..والحمد لله مليت عليهم حياتهم...ألطف ثنائي في الحياة...للأن بفتش على علاقة بتشبه علاقتهم خالص ما لقيت..بتمنى أعيش بنفس أسلوبهم...مقدرين بعض جداً ومحترمين بعض...افكارهم مختلفة ومع ذلك متعايشين زي السمن عالعسل...أتخطبت مرتين وفركشت...رغم إني متحدثة تحفيزية وقد أكون مثال للقوة والزولة الواثقة في روحها إلا أني في الحقيقة ما كده..ولا حتى بعرف اخد قراراتي براي...حياتي اخر فترة جاطت...وبحاول ارتبها...خصوصاً بعد ما ظهر خطيبي التاني في حياتي للمرة التانية...شغالة في شركة اتصالات..."على لسان فرح"أسمي فرح ياسين...أمي وأبوي أنفصلوا من زمان شديد بسبب أنو أبوي أفلس و حياتنا جاطت..أمي بدون ما تفكر في أي حاجه طلبت الطلاق وقد كان...وأنا وقتها كان عمري9 سنوات...أخترت أعيش مع ابوي..أو بمعنى أصح أمي كانت مستغنية...لكم ان تتخيلوا إنو أبوي هو الحكى لي عن كل حاجه بتخص البنات وجاب لي أي كتاب ممكن يفيدني..لأنو حبوبتي كبيرة في السن ويدوبك تشوفني اكلت وشربت وبس..فهو كان مهتم بكل تفاصيل حياتي من الألف للياء...كنت بحسه اخوي الكبير وصحبي..بس فجأه في اخر سنتين ظهرت واحدة في حياته..أيوة هو من حقه يتزوج وأي حاجه بس انا أتفاجأت بالموضوع زي زي الغريبة..ورغم ده كله كنت بعامل مرته بإحترام...بس هي كانت بتغير من تعامل أبوي معاي شوية شوية بقت تخلق فتن بينا..ولأني عصبية أصلاً..أبوي بقى يصدق فعلاً كل كلمة هي بتقولا عني...وصلت مرحلة أسكت واعاين بعيوني بس..أخر سنتين ديل هم اللي ظهر فيهم عمار في حياتي...درست محاسبة ولسه ما اتوفقت في شغل أو بمعنى تاني..كل ما ألقى فرصة شغل كويسة...عمار بيرفض بحجه إنو الشغل ده ما ح ينفع معاي..."في مكان أخر""منزل آل السماني""على لسان سلطان"_صحيت الصباح بدري..لقيت الوالد صاحي..دخلتهُ الحمام فوراً...حممته وخففت ليهو شعره ودقنه وبعدين طلعنا الصالة..جهزت الشاي بسرعه وجيت قعدت قصادو..قولته ليهو:-بعد أشرب الشاي طالع طوالي عندي مقابلة...مقابلة الشغل الكلمتك عنو أول أمس..أدعي لي ياحاج يقبلوني وأموري تمشي تمام التمام..قال لي:-موفق بإذن الله يا ولدي...لو الوظيفة دي فيها خير ليك أتأكد تماماً أنو ح يقبلوك...قولته ليهو:-إن شاء الله..تعبت من شغل الطُلبة والجري كل يوم والتاني للمقابلات واخرتها بصدوني عشان ما عندي واسطة قوية..أنا عارف بشهاداتي دي ممكن اشتغل في أحسن مكان بس يلا..تجي زي ما تجي..الله كريم...قال لي:-أهو شفت الله كريم النطقتها دي...هي الحل لكل مشاكلك...الرزق يا ولدي بيد الخالق وحده..إياك تقبل تشتغل تحت إمرة زول بإهانة وذلة...رزقك المكتوب ليك ح يجيك لحدي عندك بس اسعى..ابتسمت وقولته ليهو:-الونسة بقت ليك حلوة ولا شنو يا عم صلاح...أقوم اجهز نفسي..أمي وعمتي ساعه كده ويوصلوا...ما ح تقعد براك كتير...قال لي:-خت لي الراديو والجرايد جنبي بس وما عندك شغلة...بقعد برااااي بدون نقة نسوان ولو زهجت بتصل على عمك آدم يطلعني المكتبة...ضحكت ونفذت طلباته..بعدها أتجهزتا...ودعت أبوي وطلعتا مستعجل..ركبت موتري واتحركت...وصلت الشركة...دخلت وانا متوتر...مشيت ناحية الاستقبال شرحت للموظفة سبب تواجدي في مقر الشركة...تعاملها كان لطيف..غابت فترة وجات راجعه قالت:-المدير في أنتظارك...أتفضل من هنا..شكرتها وبعد كم خبطة على الباب..جاا صوت المدير عميق وهو بقول:-أتفضل يا لطيف...اول ما دخلت قولته:-السلام عليكم..قال لي بإبتسامة:-وعليكم السلام...عارف لي فترة ما شفت زول أستاذن قبل يدخل عندي...الناس الشغالين معاي ديل عالم غريبة..."لاحظو:-شغالين معاي ماعندي"...قولته ليهو:-الإستئذان لابد منو يا مدير...قال لي:-مدير!!...الله..برضو طولت ما سمعتها...عموماً لما تشتغل معانا هنا ح تشوف براك وتستوعب الشركة دي نظامها عامل كيف...قولته ليهو:-بصراحه بصراحه أنا جاي قنعان...لأنو لي سنتين على الحال ده..من شركة لشركة ومقابلة لمقابلة وفي النهاية ما بتقبل...فأنا...قاطعني:-كده ناولني ملفك ده...ناولته الملف وكنت مراقب ردات فعله...قال لي:-مهندس شبكات وعامل كل الحاجات الجميلة دي وما اشتغلت للآن!!..غريبة...عموماً يا أبني...أسمك منو ذكرني!!؟..جاوبته:-سلطان صلاح السماني...قال لي:-مبروك...أنت أتعينت خلاص...من بكرة تجي تستلم شغلك و...ثواني...عمل تلفون كده وفجأه جات واحدة داخله علينا المكتب قالت:-طلبتني يا مستر حسن...قال ليها:-أيوة يا ست البنات...شايفة الشاب الرايق الجميل ده..عينته اليوم...ده ملفه..ادرسي كويس ومن بكرة هو ح ينزل وأنتي ح تتابعي معاهو كل التفاصيل..قالت:-شكله شاطر..أيوة كده يا أبو علي عين لينا ناس زي ديل...قال ليها:-أحم أحم...نلم نفسنا شوية و يلا على شغلك يمة...بعد طلعنا برة وشفت كيف المدير بتعامل بخفة دم مع الموظفين كنت مستغرب إنه كيف مديرهم وليه التعامل جميل وعفوي كده!!!؟...بين كنت مصدق إني ح استلم الوظيفة وبين لا...وأخيراً ح أبدأ مشواري...بعد تخرج من الجامعه دام خمسة سنوات وجري ومرمطة وكورسات وأشغال ما ليها اول من أخر..أنا في المكان الكنت بحلم بيهو...!"بسم الله بدينا..نسأل الله التوفيق وإنو كل رسالة تصل زي ما مُخططة ليها أنا بالضبط"

عكس التيارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن