Angel's Pearl l.S

"Bye dad"

السَادِسُ والعِشرونْ مِن دِيسَمبر عَام ألفَين.

كَان الجَو بَاردٌ لِلغَايه فِي شَوارِع باريس الهَادِئه، قَد كَان صَوت الرِيَاح الخَفِيفه المَمزُوجه بِقَطَرات النَدى هو الشَئ الوَحِيد المَسموع هُنا.

إخْتَفت ألحَان تَغْرِيدات العَصَافير الجَمِيله لِيَحل مَحلها صَوت الرَعد القَوي
لِتَفزع الأروَاح أثر سمَاعِه و زُينَت السَماء بِأضواء البَرق المُرعِبه لِتَبدو كَدُموع أعيُنٍ حَمراء دَامِيه مِن فَرط البُكاء، كَان المَطر يشْتَد أكثر فَأكثر لِينزل بِغَزاره و بِقُوه عَلى الأرض و يُبَلِلها بِالكَامِل كَدُموع شَخصٍ أغْرَقت وَجنتَيه المحْمَره بِسَبب إنخِراطه بِالنحِيب، إشتَدت الرِياح ايضاً لِتقُوم بِتحْريك الأشجَار بِعُنف لِتبدو كَما لو أنَها تَرقُص تَحت الأمطَار وَحيده وكَأن الرَقص سَيُخَفف عَنها الآلام .

الطُرقَات خَالِيه مِن اي معَالِم الحَياه لِتَجعَل المَدِينه أكْثَر كَئابه وحُزناً كَأن الطَبِيعه تَعلم مَا اليَومْ، لِلَحظه قَد تَظُن أن تِلك المَدِينه خَالِيه مِن أي مَخلُوق بَينَما الجَميع في مَنازِلهم يَختبِئون مِن العَاصِفه حَزينين عَلى فُراق شَخصٍ احبهُ الكُل.

لَقد إنتَشرَت الأخْبار سَريعا عَن مَقتل الثَري النَبيل الذِي كَان السَبب لِتَوفير الغُرَف الدَافِئه والطَعام والحَياه الهَادِئه لِلمِئات مِن الأيْتام واللَقَائطِ المَنبوذِين.

كَان أطْفَاله فَي "مَنازِل المَلائِكه" يَسْتَعِدون نَفسِيا لِمراسِم الجَنازه بِالغد بِالكَثير مِن المَشاعِر المَلِيئه بالألم و الحُزن و بِأعْيُنٍ باكِيه بِقُلوب كُل ما يَسكُنها الغَضب بِسَبب فُرَاقِهم "لِمَلاك بَاريس" بِهَذه الطَرِيقه الوَحشيه.

و فِي تٍلكَ الأثْنَاء فَي قَصر عَائِله "ستَايلز" بِالجِهه الأُخرى مِن بَارِيس، كَان القَصْر أشْبهُ بِمَهجور إلا أنْ صَوت النَحِيب المُرتَفِع كَان يُدوِي في جَمِيع أركَان القَصْر لِيَكسِر الصَمت تَماماً حتى يَكادُ يَصْدع الجُدرَان، لِيبدو كَأنْ أروَاحٌ مُعَذَبه سَكَنت المَكان و تَطْلُب الرَحْمَه و المَغْفِره لِتَتخلص مِن كُل هَذا العَذاب المُمِيت.