ولدت ورد الربيع في زمن الجهل و التفريق ، سميت ورد الربيع بهذا الاسم لان عندما كانت المربية تولد امها كانت تضع ورده لا تزهر الا فالربيع بجانب شعرها و سقطت هذه الورده على رأس ورد فسُميت بورد الربيع ، حيث لم تكن كأي طفله بل كانت موهوبة و تمتلك حس رفيع فالشعر و مكانتها عالية الشأن فالمجالس ، لم تكن ورد الربيع كأي بنت في عمرها كما قلت ، كانت تضع عينيها في عين الرجل و لا تخجل من محادثته و بل كانت تُشعر و ترمي القصيد كلنا سنحت لها الفرصه ، و بل كانت فالمجالس تبارز الحاضرين بالشعر رغم صغر سنها ، و عندما اكملت عامها الرابع عشر كانت تصلها رسائل المعجبين و لكنها لم ترى شاباً لائقاً بها و كانت ترفض العلاقات بسبب صغر سنها .
كبرت ورد على هذا الحال ترمي القصائد و تسعد اذان السامعين بالشعر حتى أتمت عامها الخامس عشر و سألها ابيها المجيء لمجلس كبير المدينه لانه تسائل ، من ورد هذه؟ ، و قد كان مجلس كبير المدينه (عبدالله) يضم جميع الضيوف و من حميع المدن و يستقبل الجميع من كل القبائل ، جاء اليوم الموعود ، فتزينت ورد بالكحل و لبست ملابسها و وضعت من بعض حِلي امها فباتت كقمر البدر .
وصلت ورد و ابوها لخيمة كبير المدينه (عبدالله ) ، لاحظ والد ورد ان هناك حاضر يعرفه ، لم يستطع والد ورد تمييز هذا الشاب فسأل احد الحاضرين فقال له ، (هذا خالدٌ ، خالِدٌ من القبيله هذه ، الم تميزه بعد؟ ) و الصدمه كانت على وجه ابا ورد ، حيث ان قبيلتهم كانت تواجه مشاكل عديده مع قبيلة هذا الشاب ، فطلبت ورد من اباها السكوت و الدخول و عدم اختلاق المشاكل بحجة ان الولد لم يتركب خطأ في حقه ، تمالك ابا ورد اعصابه و دخلو الخيمه ، كانت اعين الشاب (خالد) لا تفارق ورد و هي جالسه في صدر المجلس ، و بات يتأملها و كأن لا شي يجذب انتباهه في المجلس غيرها ، طلب منها كبير المدينه (عبدالله) بالوقوف في وسط المجلس و الاشعار ، وقفت ورد بكل ثقه و القت عليه بعض من قصيدها ، لم يندهش احداً في المجلس ، فهذه ورد ، انتهى المجلس و لم يشعر خالد بانتهاء المجلس حيث كان مشغول بتأمل ورد و كانت مسيطره على عقله ، فذهب لخيمة اهله راكضاً ، طالباً من والدته خطبتها ، لم يكن خالد يعرف ورد ، او ما اصلها ، كل ما كان يعرفه انها ورد الشاعره التي اجتازت على قلبه و كل فكره .
تيسرت ورد و والدها لمنزلهما ، استقبلتهما بحرارة و سألت عن ما حدث بالمجلس ، لم يخبرها والدي عن وجود عدونا هناك بل فضل التكتم على الامر و كأن شيء لم يكن ، حل الصباح و استيقظت ام ورد لتحضير الفطور و ذهبت ورد لمهماتها اليوميه ،
فكانت تذهب للبحيره و تغسل الملابس و تجمع الازهار في طريقها و كأن الارض تزهر كلما خطت ورد خطوه ، و عندما انتهت من غسل الثياب و جمعتهم قررت العوده للمنزل لمساعدة امها في صنع الطعام ريثما يعود ابيها و اخوتها من تجارتهم ، في طريق العوده تذكرت ورد ان عليها الذهاب للبازار (السوق) لشراء الطعام و التسوق ، و في طريق ذهابها صادفت بعض الشباب و الذين كانو عائقاً لذهابها و كانو هؤلاء يؤذونها لفظياً و يتحرشون بها جسدياً ، دافعت ورد عن نفسها حتى خجلوا من انفسهم و لكن لن يستمر هذا الامر على هذا الحال ، عرف والدها و اخوتها بالموضوع فقرروا حبسها في المنزل بحجة خوفهم عليها و انها بنت بالغه و عليها مساعده امها في المنزل فقط ، و هم سيتولون امر احتياجات النساء خارج المنزل .
بلغت ورد عامها السادس عشر و لم تخطوا خطوةً واحدةً خارج المنزل طاعةً لوالدها ، بعد بلوغها السن السادس عشر بدأ يشعر ابا ورد بأن ورد اصبحت عبئاً عليهم ، و لان اخوانها الثلاثه تزوجو اصبح المنزل لا يسع هذا الكم من الاشخاص ، فبدات فكرة زواج ورد تكبر في رأس ابوها شيئا فشيئاً ، خصوصاً و ان المعجبين بها و بثقتها و بجمالها كثيرون ، كباراً و صغاراً ، فأقسم ابو ورد بأن اول من يأتي لبابه سائلاً الزواج من ورد سيعطيه إياها .
سمعت ورد ذلك خلسةً ، صُعِقت من الخبر و اصبحت تفكر في حلٍ ما و لو كان الثمن روحها ، حيث انها لا تريد ان تتزوج ، خصوصا في هذا العمر الصغير ، و انها تعلم بأن جميع المتقدمين لها من السن الكبير ، تظاهرت ورد بأنها لا تعرف شيئاً لثلاثِ أيام ، حيث كانت فيه هذه الثلاث ايام تفكر و تخطط ماذا تفعل؟ كيف تنجو من هذا البلاء؟ غربت الشمس و لم تشعر ورد بهذا ، غفت اعينها من التعب و استيقظت صباحاً على صوت زغاريد امها التي كانت تبكي فرحاً ، هُرعت ورد كانت تظن ان هناك مصيبه و لكن كانت امها تردد ، زواج زواج مبروك ، لم تكن ورد في وعيها فلم تفهم ما كانت تقوله امها .
عادت ورد لوعيها و غسلت وجهها ، ناداها ابوها و قال لها : ابنتي ، لقد اصبحتي في سن الرشد ، و اخشى انه الوقت المناسب للزواج ، فكما تعلمين ان اخوانك تزوجو جميعا و ان زوجة اخوكِ حاملاً بطفلها الثاني ، و قد اصبح المنزل ضيقاً ، اشفقي علينا يا ابنتي اني لا استطيع تحمل عبئ هذه العائلة بأكمله ، نظرت له ورد نظرة بريئة حيرانه لا تدري ما تفعل ، فنصحها والدها برؤية الشاب و ثم القرار اذا كانت ستوافق عليه ام لا ، و لكن في داخله كان يريد منها الرحيل للتخلص من عبئها و التخلص من كلام الناس .
انتظرت ورد نوم عائلتها و بدأت بحزم اشيائها المهمة و اخذت بعض النقود للحاجة ، لم تفتح ورد باب المنزل و إلا سمعت صوت خلها ينادي : الى اين انتِ ذاهبة؟ ماذا تظنين نفسكِ فاعلة؟ التفتت ورد ورائها فرأت ...........
أنت تقرأ
وردُ الربيعِ .
General Fictionقصة تتحدث عن شابه لم تكمل العشرين ، شاعريه و ذات احساس مرهف جميلة و ذات عيون سوداء كليلة لا يوجد بها قمر ، يقوم والدها بإجبارها على الزواج فتهرب في منتصف الليل باحثة عن ملجئ فتصادف رجلاً لم يكن عليها مصادفته لتقع في كومة من الاحداث .