1

4 2 1
                                    

♕ بثوان تُبنى أمم و تسقط حضارات و تموت مشاعر كانت يوما ما سرمدية...


بعد ساعات حطت الطائرة في المطار، حقا اشتقت لعائلتي الصغيرة و أصدقائي، اشتاق بجنون لابنتي هيلين ذات الخمس سنوات و زوجي جون لكن عملي كطبيبة في مستشفى كبير يفرض علي أحيانا السفر لفترات قد تكون قصيرة لكنها طويلة بما يكفي بالنسبة لي.
عموما، عودتي هذه استثنائية، لماذا؟
لأنها ذكرى زواجي العاشرة، و الأكثر استثناء أن زوجي لا يعلم شيئا عن عودتي، قررت إخفاء الأمر لأجهز له مفاجأة تليق بهذه الذكرى.

الآن كل ما سأفعله هو الذهاب للبيت و الاستعداد لمفاجأة ابنتي بعودتي ثم نخطط معا للمفاجأة الكبرى.
.
.
- مرحبا سيدة كلوديا، كيف حالك؟
وجهت حديثي لمديرة الحضانة التي تجلس أمامي فابتسمت مجيبة.
+ بخير، و أنت؟
- جيدة جدا، أتيت لأصطحب هيلين و.. هل هي بخير؟ بخصوص راحتها، تعاملها، و تفاعلها؟
+ بحقك، ابنتك و السيد جون رائعة، إنها رمز للطفل المثالي.
- يسعدني سماع ذلك.
+ إنها الحقيقة... فلنذهب إليها.
- حسنا هيا.

تبعتها و قلبي يقفز فرحا بصغيرتي التي دائما ما ترفع رأسي في جميع المواقف رغم شعوري الدائم بالتقصير اتجاهها، توقفنا و راقبتها من خلف النافذة تمسك كتابا و تقرؤه بهدوء بينما زميلاتها تلعبن بالقرب، نادتها المديرة فرفعت رأسها و نهضت بأدب متوجهة إليها.
فور ما رأتني قفزت ضاحكة بحضني صارخة بـ : " ماما حبيبتي عادت "
- يا روحي لقد عدت أجل.. هل أنت بخير؟
أبعدتها من حضني أسألها لتهز رأسها إيجايا و ابتسامتها متسعة بسعادة.
- هيا إذن، لنذهب للبيت.
هيلين : حسنا.
- سيدة كلوديا إذا أتى جون و سأل عنها مساء أخبريه أن جدتها من اصطحبتها و ليس أنا.
+ لماذا هل من مشكلة؟؟
- كلا، لكن أخبريه بهذا فقط.. سأكون ممتنة.
+ حسنا.
- شكرا.
.
.
وصلت و هيلين للمنزل و كنت في طريقنا قد اشتريت مجموعة من الأغراض و طلبت كعكة من محل اعتدت الطلب منه.
بدأنا فتح الأكياس فتلقيت اتصالا من المحل اثار استغرابي.
- مرحبا؟
• مرحبا سيدتي، بخصوص الكعكة، هل لديك فكرة عن التزيين أم يتكفل الشيف بذلك لأنك عادة ما تعطين توصيات بخصوص ذلك.. لقد افترض أنك نسيت.
- حسنا؟  .. لنقل أن أفكاري نفدت.
ضحكت آخر جملتي و التفتت إلى هيلين أسألها فوضعت سبابتها أسفل ذقنها بتفكير ثم تحدثت بحماس.
هيلين : ما رأيك أن يضع لوح شوكولاطة دائريا و يرسم عليه هلالا باللون الذهبي و نجوما ثم يكتب عليه كلاما جميلا.
- ههههه، هل سمعت؟
• سمعت، لكن.. الكلام الذي تريدين كتابته رجاء!!
طوال هذه السنوات قلت كل كلمة يمكن التفكير بها، شردت لثوان ثم تذكرت شيئا.
- سأرسله لك بغضون دقائق، حسنا؟
• حسنا، شكرا على تعاملك معنا.
- شكرا.

في سفري الأخير هذا كان هناك فتى مصاب بالسرطان و كل ليلة  يجتمع المرضى على صوته العذب في بهو المشفى لمدة نصف ساعة، خلال ذلك الوقت كان يحضر ڨيتاره و يغني أغان جميلة للغاية تجعل الجميع ينام بعد سماعها بهدوء، في يوم من هذه الأيام غنى أغنية أسرتني لدرجة شردت و بدأت البكاء، لاحظني هو و كتب أجمل مقطع منها و أعطاني إياه، لكن من غبائي نسيته في كتاب أعرته لزميل لي و لم أقم باسترداده... لذلك أرسلت رسالة لهذا الأخير أطلب منه أن يبحث عن الورقة و يصور لي المكتوب عليها.

So far away Where stories live. Discover now