الفصل السابع والعشرون

Start from the beginning
                                    

حاولت التذكر وعصر ذهنها فقد تفوهت بالكثير والكثير ولم تعلم عن ماذا يتحدث؟؟؟؟
-حاجة إيه بضبط؟؟ فكرني..

ساد سكون بينهم تذكر خلاله تلك الجملة التي قالتها دون أن تشعر ولن يجعلها تمر مرور الكرام...بدأ حديثه العابث الماكر:
-المفروض أنك كنتي فكراني انا جابر...ولما كنا بنكلم وأنتِ بتزعقي قولتي انك كنتي بتحبي في صوري أنا؟؟ افهم من كدة أنك

زحفت حمرة الغضب والخجل إليها...مما جعلها تهب من مكانها رافضة استرساله..مغمغمة بعصبية مفرطة تكاد تكون مبالغ بها:
-أنت متفهمش..ومتقولش...انت..اصلا كداب انا مقولتش اني بحب في صورك..وبعدين هحب في صورك بتاع ايه..انا قلبي مش خفيف للدرجة دي عشان احب واحد من صورته... أنت... أنت....

تلعثمت مع نهاية حديثها مما جعله يتمنى رؤيتها بتلك الحالة فلا يكفيه صوتها...بل يريد رؤية انفعالاتها وتشنجها...
-خلاص صادقة...ومدام اتعصبتي كدة انا مصدقك...

كان يسخر منها...فقد علم بأنها حقًا قد وقعت في عشقه..وان الهوى قد دب بأوصالها رغمًا عنها...ورغمًا عن كل شيء...

-انت بتتريق عليا؟؟

نفى سريعًا يكتم ضحكاته وسعادته التي طغت عليه:
-أنا!!!! ابدًا ده انا مصدقك..صادقة يا ديدا..

تكاظم سخطها ونقمها أكثر واكثر صارخة باهتياج:
-متقوليش ديدا دي...او اقولك انت متقولش خلاص.. سلام..

كادت تغلق لتسمع كلماته الأخيرة المحذرة المهددة:
-اقفلي بس قسمًا عظمًا لو لقيتك بلكتيني لهكون طابب عليكم وتلاقيني فوق دماغك....واعملي حسابك أني هكلم أبوكي عشان نكتب الكتاب مع عابد...تصبحي على خير..


________________


لم يترك "خالد" إبنه وظل جواره حتى بعدما ذهب في نوم عميق...
يتأمل ملامحه وهو يشعر بالأسف نحوه...
آسفًا على تلك التي من المفترض أن تكن امًا له..وهي بالحقيقة لا تدري معنى الامومة....فالرحمة والحنو لا تعرف لهم طريق..فقط تعرف الجحود..

رفع يده ماسحًا بها على خصلات صغيره هامسًا له بندم:
-أنا آسف ليك....بس اوعدك اني هعوضك....

اطلق تنهيدة حارة وما هي إلا لحظات حتى تذكر تلك الفتاة التي تلامس ليدها اليوم...وتقابلت عيناهم بلقاء يكاد يكون قصير لكنه لا يفارق مخيلته...

نفض رأسه يطردها من أفكاره ونهض كي يفارق الغرفة...فـ وصل اليه بتلك الاثناء قرع الجرس...

فـ أسرع نحوه وهو عاقد لحاجبيه...

دنا منه وقام بفتحه فوجدها هي أمامه... وعلامات الضيق ترتسم على محياها غير سامحة له بالحديث فقط مندفعة بكامل جسدها نحوه ترتمي باحضانه وهي تتحدث بانهيار جلي أجادت اظهاره:
-انا مش عارفة اعيش من غيرك... ارجعلي يا خالد....عشان خاطري...أنسى كل اللي فات...وكل اللي حصل.. خلينا نبدأ من الأول...عشان خاطري...

أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي) Where stories live. Discover now